الأربعاء 26 يونيو 2024

زيارة الرئيس لليابان تعزز العلاقات الثنائية وتخدم قضايا التنمية الأفريقية.. وخبراء: السيسي قدم رؤية لبناء أفريقيا قوية خلال «التيكاد7».. وتوجيه اليابان 20مليار دولار لأفريقيا أبرز نتائجها

تحقيقات30-8-2019 | 17:40

اختتمت قمة «التيكاد7» أعمالها اليوم برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بعد ثلاثة أيام من الفعاليات واللقاءات، حيث أكد خبراء سياسيون ودبلوماسيون أن الرئيس خلال القمة عرض قضايا التنمية الأفريقية ووضع الدول الكبرى أمام مسئولياتها لتحقيق التنمية الأفريقية.

زيارة الرئيس لليابان شهدت أيضا العديد من اللقاءات على المستوى الثنائي بين القاهرة وطوكيو، حيث التقى الرئيس بالإمبراطور الياباني وكذلك رئيس الوزراء شينزو آبي، فضلا عن عدد من الوزراء ورؤساء عدة شركات كبرى باليابان، وكذلك رؤساء عدة جامعات ورئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "الجايكا".

وأكد الخبراء أهمية اللقاءات التي عقدها الرئيس لدعم وتعزيز التعاون الثنائي في ظل الإرادة السياسية بين الدولتين لتعميق العلاقات، والتي شهدت بالفعل طفرة خلال الأعوام الماضية، موضحين أن الرئيس قدم رؤية لبناء أفريقيا قوية خلال قمة «التيكاد»، وأن توجيه اليابان مساعدات للقارة بقيمة 20 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة هو أهم نتائج القمة.

 

تعزيز التعاون الثنائي

السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليابان ومشاركته في قمة التيكاد7 بمدينة يوكوهاما حققت نتائجا هامة لخدمة قضايا التنمية في القارة الأفريقية وتعزيز التعاون الثنائي بين القاهرة وطوكيو في كافة المجالات وعلى رأسها التعليم.

وأوضح هريدي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن قمة التيكاد استهدفت النهوض بأفريقيا اقتصاديا عبر مجالات التحول الرقمي وتوطين التكنولوجيا وصياغة شراكة بين القطاعي العام والخاص للشراكة الاقتصادية التنموية في أفريقيا، مضيفا إن القمة استطاعت تسليط الأضواء على أهمية هذه الشراكة كأداة من الأدوات الأساسية لتحقيق أهداف أجندة التنمية المستدامة الأفريقية 2063.

وأضاف إن اليابان وعدت بتقديم 20 مليار دولار مساعدات لأفريقيا على مدى الثلاث سنوات المقبلة، وهو ما يعتبر من أهم إنجازات القمة، موضحا أنه على الاتحاد الأفريقي تحديد المجالات المثلى لتوظيف هذه المساعدات والقروض الميسرة، والرئيس السيسي أشار إلى مجالين هامين هما الطاقة والبنية التحتية.

وأكد أن هذين المجالين ضروريان للتنمية، في ظل الخطط الأفريقية لتطوير البنية التحتية وكذلك استخدام الطاقة وتطوير الطاقات المتجددة والبديلة، مضيفا إن الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي أعلنت أن القارة مليئة بالفرص الواعدة لكن هناك تحديات لا ينبغي التهوين منها تواجه أجندة التنمية الأفريقية.

وأشار الدبلوماسي السابق إلى أنه على الجانب الثنائي ولقاءات الرئيس السيسي بإمبراطور اليابان اليوم وقبله برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والمسئولين هناك، فتأكدت الطفرة التي شهدتها العلاقات المصرية اليابانية خلال السنوات الماضية، فيعتبر لقاء السيسي وآبي هو اللقاء الرابع بينهما، مضيفا إن هناك إرادة مصرية للاستفادة من تجربة اليابان في مجال التعليم والتعليم الفني والبنية التحتية.

وتابع هريدي أن تعزيز التعاون المصري الياباني أمامه فرص واعدة في ظل الإرادة السياسية من الجانبين.

 

رؤية لبناء أفريقيا قوية

ومن جانبه، قال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الاتحاد لأفريقي خلال رئاسته لقمة التيكاد مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قدم رؤية مهمة تناولت أجندة بناء أفريقيا قوية، مضيفا إن الرئيس يولي اهتماما كبيرا بوقف النزاعات المسلحة في القارة والبحث عن حلول لتنمية مستدامة واستقرار أبناء أفريقيا في أوطانهم بعيدا عن الهجرة

وأوضح سنجر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن قمة التيكاد أثمرت عن مجموعة نتائجا هامة في العلاقات الأفريقية اليابانية والشراكة بين الجانبين، مضيفا إن القارة لديها تحديات من بينها الاستقرار وتوطين التكنولوجيا، واليابان لها اهتمام خاص بالقارة الأفريقية فمنذ عام 1993 شرعت في عقد هذه القمة.

وأكد أن الاستثمارات اليابانية المباشرة في القارة الأفريقية تضاعفت بشكل كبير منذ عام 2006، وقد وعدت اليابان بضخ المزيد من الاستثمارات في أفريقيا خلال الثلاث سنوات المقبلة، مضيفا إنه على المستوى الثنائي المصري الياباني، فأكدت الزيارة عمق العلاقات بين الدولتين، فاليابان تدرك الدور المصري الرائد والفاعل في الدوائر العربية والأفريقية والشرق أوسطية.

وأشار إلى أن استقرار مصر هو استقرار لدعائم السلام في المنطقة وهو ما تدركه السياسية اليابانية، مضيفا إن الرئيس السيسي التقى برؤساء الجامعات اليابانية لبحث التعاون في قضايا التعليم، وخرجت اللقاءات الثنائية للرئيس في اليابان بنتائج هامة لفتح أفق أوسع للتعاون بين اليابان ومصر.

 

عرض قضايا التنمية الأفريقية

وقال الدكتور باسم رزق، أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، إن قمة التيكاد اكتسبت أهمية كبرى لأنها جاءت بعد قمة السبع الفرنسية ونظرا لكون اليابان قوة اقتصادية كبرى وليس لها خبرة استعمارية ومقبولة إفريقيا، ولها مشروعات وناقل للتكنولوجيا ولها خبرات صناعية تفيد القارة.

وأوضح رزق، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ترأس القمة مع رئيس الوزراء الياباني، وتحدث بلسان القارة في ظل توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، مضيفا إن الرئيس ركز خلال مشاركته في القمتين على قضايا تنمية أفريقيا ودور المؤسسات والدول الكبرى في هذا الملف، وخاطبهم لتحمل مسئولياتهم.

وأشار إلى أن هذا الرئيس وضع الدول الأوروبية والآسيوية الكبرى أمام مسئوليتاها التاريخية في المساهمة في تنمية القارة ونقل التكنولوجيا وتمويل المشروعات داخل القارة، مضيفا إن مصر واليابان بينهما استثمارات وتبادل تجاري كبير وتأمل الدولتين في المزيد من التعاون، لكون طوكيو واحدة من الدول الاقتصادية الكبرى في العالم.

وأكد أن الرئيس السيسي عرض خلال القمة أولويات التنمية في القارة الأفريقية في الوقت الراهن في عدة مجالات وعلى رأسها البنية التحتية، مضيفا إن ملف التنمية بمعناه الشامل يشغل أولوية لمصر، وهو الحلم الذي يراود كل الأفارقة الآن للخروج من الوضع الحالي، لأنه رغم مرور قرابة نصف قرن من الاستقلال لم تتحقق التنمية.

وأشار إلى أن القارة تمتلك كافة الموارد والثروات الطبيعية وبدأت السعي لتحقيق التنمية ووضع بنية أساسية متكاملة، وأجندة للتنمية المستدامة 2063، مضيفا إن القارة تبحث عن شكل جديد من التنمية بالشراكة مع الدول الكبرى الاقتصادية في العالم.