أكد سياسيون أن مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير الكويت الشيخ
صباح الأحمد الصباح، اليوم الأحد، جاءت في إطار التنسيق المصري الكويتي والذي يشغل
أهمية كبرى لتحقيق ودعم أمن واستقرار المنطقة، موضحين أن القضايا الإقليمية شغلت مساحة
كبيرة من القمة المصرية الكويتية خاصة مع اقتراب عقد اجتماعات الجمعية العامة للأمم
المتحدة التي ستعقد الشهر الجاري والتنسيق العربي بشأن رؤى حل قضايا وأزمات المنطقة.
وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء أن الأمن القومي للكويت ولدول الخليج
هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وحرص مصر على الاستمرار في تفعيل أطر التعاون
القائمة بين البلدين في شتى الأصعدة، كما أشاد بالجهود التي تقوم بها الكويت للمساهمة
في التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالوطن العربي، مثمناً الجهود الكويتية
في هذا الإطار خاصة فيما يتعلق بتسوية الأزمة اليمنية، مؤكدا أهمية الإسراع بالتوصل
إلى حل سياسي وفقاً لمرجعيات التسوية، بما ينهي معاناة الشعب اليمني.
القضايا الإقليمية
وفي هذا السياق، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة
القاهرة، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الكويت جاءت في توقيت مهم وتعكس العلاقات
الثنائية الجيدة بين البلدين، مضيفا أن الكويت من أهم الدول المستثمرة في مصر وترتيبها
الثالث من حيث الاستثمارات العربية لدينا.
وأوضح فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر لها جالية كبيرة
في الكويت وتعاون مشترك في مجالات اقتصادية وتعليمية، حيث أن هناك عدد كبير من الطلاب
الكويتيين يدرسون في مصر.
وأوضح أن الزيارة عكست اهتمام الرئيس بالانفتاح على الخليج ونقل رسالة
للأشقاء هناك أن مصر حاضرة بقوة معهم في الفترة الراهنة في ظل التهديدات الإيرانية
لأمن الخليج.
وأضاف أن زيارة الرئيس بعثت برسائل مباشرة وغير مباشرة أن أمن مصر القومي
يتلاقى مع الأمن القومي الخليجي، مشيرا إلى أهمية التنسيق المصري الكويتي لكونها عضو
غير دائم في مجلس الأمن، بالتزامن مع اقتراب اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة
التي ستعقد خلال سبتمبر الجاري، ومن المهم التنسيق المشترك في كافة الملفات الفلسطينية
والسورية واليمنية.
وأشار فهمي إلى أن الملف الثالث الذي كان محور مباحثات الزعيمين هو التطورات
الحادثة في الملف اليمني والمخاوف من اتساع سيناريوهات المواجهة في اليمن بعد التطورات
في الجنوب، مضيفا إن رسالة مصر هي دعمها للموقف الخليجي في الحفاظ على اليمن موحد ومواجهة
التحديات والمخاطر في الإقليم.
وأكد أن القضايا الإقليمية شغلت مساحة مهمة في هذه المباحثات خاصة أن
منظومة العلاقات المصرية الكويتية جيدة وتعتبر نموذجا للعلاقات العربية-العربية.
تنسيق لدعم أمن واستقرار المنطقة
ومن جانبه، قال حسام العمدة، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب،
إن مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير الكويت اليوم جاءت في إطار العلاقات التاريخية
بين البلدين والسياسة المصرية باعتبار أمن الخليج جزء من أمن مصر، مضيفا أن زيارة الرئيس
السيسي ليست الأولى من نوعها وتكمن أهميتها في إطار دور الزعيمين في استقرار المنطقة.
وأوضح العمدة، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك تعاونا كبيرا
بين مصر والكويت في شتى المجالات، فضلا عن وجود جالية كبرى من المصريين هناك، مشيرا
إلى أن التنسيق المشترك بين الدولتين مهم في إطار دور مصر الريادي في المنطقة، وكذلك
دور الكويت الداعم لمصر.
وأشار إلى أن مصر والكويت تربطهما مصالح مشتركة، ومواقف تاريخية خلال
السنوات الماضية، حيث كان موقف الكويت داعما لثورة الشعب المصري في 30 يونيو، موضحا
أهمية تعزيز التعاون ولا سيما في مجالات الاستثمار والاقتصاد ودور الجالية في دعم التقارب
بين البلدين.
حل الأزمات سياسيا
وقال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن زيارة
الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكويت جاءت في توقيت مهم في ظل التحديات الراهنة، مضيفا
إن الكويت لعبت دور وساطة في أزمات سياسية بالوطن العربي، وعملت المباحثات على التنسيق
وتبادل وجهات النظر بشأن تلك القضايا.
وأوضح حسين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القضايا الإقليمية
والثنائية كانت على رأس تلك المباحثات اليوم بين زعيمي البلدين، مضيفا أن مصر تحرص
على تحقيق الهدوء والاستقرار في المنطقة وتسعى لإيجاد حلول سياسية للأزمات والتحديات
التي تواجه المنطقة، في ظل تأكيد السيسي الدائم أن أمن الخليج جزء من الأمن القومي.
وأكد أن القضايا الثنائية بين البلدين متشعبة، فبينهما تعاون مشترك في
مجالات متعددة سياسية واقتصادية وثقافية وتبادل تجاري، مضيفا أن الزيارة شهدت توقيع
اتفاق تعاون قضائي بين النيابة العامة المصرية والنيابة الكويتية لتبادل المعلومات،
وهو ما يدعم العلاقات والروابط المشتركة.