قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية خلال حواره مع «الهلال اليوم» عقب التفجيرات التى شهدتها كنيستي مار جرجس بطنطا ومار مرقس بالإسكندرية، إن هذه العمليات رد فعل طبيعي من الجماعات الإرهابية في مواجهة النجاحات التي حققتها القوات المسلحة في سيناء، وكذلك فشلها فى إحداث وقيعة بين الرئيس والشعب، خلال الفترة الماضية.
فصل لنا دوافع تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية اليوم؟
يجب علينا إلا نخرج العمل الإرهابي، الذي استهدف كنيستي الإسكندرية وطنطا اليوم عن سياقه، فأن العمليات الإرهابية اليوم كانت رد فعل طبيعي من تلك الجماعات الإرهابية في مواجهة النجاحات التي حققتها القوات المسلحة في سيناء، بالرغم من الخسائر إلى تتكبدها يومياً هناك، فقد نجحت قواتنا المسلحة في تحقيق انتصارات على الأرض في مواجهة تلك الجماعات ووقف نشاطها الإرهابي في سيناء.
ولماذا الإسكندرية وطنطا تحديدًا من وجهة نظرك؟
تكرر العمل الإرهابي في مدينة الإسكندرية فتلك هي المرة الثانية ، قبل عدة سنوات تم تفجير كنيسة القديسين واليوم الكنيسة المرقصية، والتي تعتبر من أكبر كنائس المحافظة لما لتلك المحافظة من طابع دولي، فالهدف الرئيسي من تلك العمليات، إظهار مصر دولة غير أمنة، ومدينة الإسكندرية العملية بها ستأخذ طابع دولي ،ومن ثم محاولة تصدير أزمات جديدة للرئيس، بعد أن تحقق نجاح ملحوظ في عدة ملفات اقتصادية وأمنية، خاصة في ظل النجاحات الدبلوماسية و الرئاسية والقيادة الحكيمة لمصر ، وما نتج عن ذلك نجاح السيسي في جولاته الخارجية، فهو زار دول خارجية عديدة في فترة وجيزة وحقق انتصارات خارجية جيدة بشرح أبعاد الوضع المصري.
ولعل أهم ما دفع تلك الجماعات بمسمياتها المختلفة داعش أو أنصار بيت المقدس أو غيرها، هو فشلها فى إحداث وقيعة بين الرئيس والشعب، فالرأي العام مسيس، لذلك الشعب المصري يثق في الرئيس السيسي لما يتمتع به من خلفية عسكرية، ولا يقبل بأي رجل دولة دون خلفية عسكرية ، ومصر بقيادة رئيس واجه الإرهاب، كما أنه نجح في توفير الأمن لأنه سلعة من ضمن السلع بالنسبة له، وتوفير الحد الأدنى من الحياة، خاصة أنه يرى أن مصر بها موارد كثيرة. ولن يستطع العالم فى مواجهة الإرهاب إلا بمشاركة مصر، نظرًا لأنه يرى أنها طرف مباشر في حل الأزمات العربية في سوريا وليبيا وفلسطين.
وهل هناك علاقة بين الأحداث وزيارة السيسي لأمريكا؟
قد يكون نجاح القمة المصرية الأمريكية، والتي أعطت دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، ولعل اللقاء الذي عقد من عدة أيام يبشر لمرحلة جديدة للعلاقات المصرية الأمريكية، لتجاوز التباينات السابقة في إدارة الرئيس أوباما، بالإضافة إلي أن هذا اللقاء سيرسم العلاقات المستقبلية بين البلدين، وقد شمل اللقاء العلاقات الثنائية في مجراها الاقتصادي والاستراتيجي والأمني.
وقد يكون السبب الرئيسى فى نجاح زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة حيث أنها لم تناقش ولم تتطرق لاى قضية من القضايا الخلافية والتطرق إلى تفاصيل القضايا الداخلية في مصر من قضايا الحريات والحقوق والمواطنة والأقليات.
إذًا هي تستهدف إرباك الوضع المصري الداخلي؟
لعل نجاح الرئيس فى وإرسال عدة رسائل مطمئنة للأقباط لعل أبرزها ترميم الكنيسة البطرسية ،وبناء كنيسة كبيرة بالعاصمة الإدارية الجديدة،والذي احدث راحة في الأوساط المسيحية بالرغم من عدم رضائهم الكامل على قانون ترميم الكنائس،ولعل تلك العلاقة الطيبة بين الرئيس والأقباط المصريين ما أدى إلى تزايد العمليات الإرهابية خلال الأيام الأخيرة رسالة لمحاولة إرباك المشهد في الولايات المتحدة والعالم ضد الرئيس المصري وتوصيل رسالة أن مصر غير مستقرة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية الواثقة من إمكانياتها وقدراتها لن تتوقف أمام هذا.ومحاولة اللعب بورقة اضطهاد الأقباط أحبطتها الكنيسة المصرية قد فشلت.
خاصة بعد تقرير الخارجية الأمريكية ووصفها مصر بـ"الآمنة" ودعوتها للرعايا الأمريكيين بزيارتها في نفس الوقت تحذيرها من زيارة تركيا هي حقيقة واضحة والإشادة لا تحمل جديدًا، مشيرًا إلى أن مصر جزء أساسي من استقرار الشرق الأوسط عكس تركيا التي تورطت في الحرب في سوريا وعلاقاتها بالجماعات الإرهابية.