في ذكرى ميلاد السندريلا.. سعـاد حسني تحصد الجوائز في موسكو وتونس

كتب : خليل زيدان

بعيداً عن الأخبار والتقارير التي لا تثمر وتضع القارئ في حيرة وتساؤل وتزيد همومه مثل هل تزوجت السندريللا من المطرب المشهور أم لا .. وهل هناك شبهة جنائية أدت إلى وفاتها ؟ .. كل هذه حلقات مفرغة يدور فيها القارئ حول نفسه ولا يخرج منها بنتيجة .. لذا كان علينا أن نبحث

عن جانب يسعد القارئ ويثري معلوماته عن أعمال سعاد حسني التي خلدتها في السينما وجعلت منها السندريللا .. في ذكرى ميلادها يسعدنا أن نلقي الضوء على جانب هام في تاريخها الفني وهو أفلامها التي عرضت في المهرجانات المصرية والدولية ونالت عنها جوائز.

سعـاد في موسكو

افتتحت دورة مهرجان موسكو في يوليو عام 1970 وشاركت مصر بفيلم وحيد وهو "الناس والنيل" وسافرت سعاد حسني مع الوفد السينمائي الذي يمثل مصر وهم أبطال ومخرج الفيلم ، وعند عرض الفيلم لاقى قبولاً واستحساناً من الجماهير السوفيتية واستقبله الجمهور بالتصفيق ..

فالفيلم يعتمد على أحداث حقيقية لأبطال عاشوا اثناء بناء السد العالي وهو رصد للعلاقات الإنسانية التي نمت وشكلت حياة الناس الذين يبنون هذا المشروع العظيم، مصريين وروس ، جمعهم العمل في منطقة السد ويتضمن الفيلم أربع قصص أبطالها مختلفون في تفكيرهم والسد ضم

هذه القصص .. ورغم الثناء على الفيلم وأشادة الجمهور والنقاد به إلا أنه كان من الصعب أن ينال هذا جائزة ، لأن يوسف شاهين مخرج الفيلم كان ضمن لجنة التحكيم في مهرجان موسكو ..  

وبالرغم من ذلك نال الفيلم جائزة الصداقة بين الشعوب التي تمنحها رابطة دولية ، وأشاد النقاد بالفيلم وأن شاهين يمزج بين الفيلم الروائي والتسجيلي وعن دور سعاد حسني فقد أشاد ناقد كوبي بدورها المميز وكان دورها في الفيلم رسامة تربطها عاطفة مع الطبيب عزت العلايلي وأن

دورها أظهر كيف يتغلب الإنسان على الطبيعة لتطور الإنسانية.

حفاوة وبكاء في تونس

أقيم مهرجان قرطاج الدولي الثالث في الفترة من 11 إلى 18 أكتوبر 1970 وسافر وفد مصري برئاسة المهندس محمد الدسوقي وكثير من الفنانين والمخرجين والنقاد للمشاركة في المهرجان ، حيث مثل مصر في هذا المهرجان خمسة أفلام ، كان لسعاد حسني منها فيلمين وهما "الإختيار" و"الحب الضائع" ، مع فيلم "المومياء" و"فجر الإسلام" وفيلم "تاريخ السينما" لأحمد كامل مرسي .. وكان استقبال الجماهير التونسية لسعاد حسني وشاهين وباقي الوفد مظاهرة فنية وثقافية ، فكانت الجماهير تندفع في الشوارع ليروا ويحيوا سعاد حسني الفنانة المصرية التي أحبها كل الجمهور العربي وكانت أفلامهما محطات إعجاب في حياة كل العرب .. لا أحد ينكر أن مصر والأمة العربية كانت في فترة حداد على رحيل الزعيم ناصر وكانت قلوب الوفد المصري

مليئة بالحزن والشجن وخفف عنهم حفاوة الشعب التونسي باستقبالهم الرائع .. عرضت الأفلام الخمسة في المهرجان وأشاد النقاد والجماهير بالفن المصري المتجدد .. وقبل إعلان النتيجة بساعات اتصل طاهر الشريعة المشرف على المهرجان بالناقد والمؤرخ د.عبد المنعم سعد يبلغه فوز فيلم "الإختيار" بالجائزة الأولى في مهرجان قرطاج .. وأبلغ سعد الوفد المصري الكبير بالخبر للإستعداد لحفل توزيع الجوائز في المساء .. وقبل الحفل بساعة خرج أبطال ومخرج فيلم "الأختيار" متجهين إلى السينما واقترح سعد أن يذهبوا سيراً على الأقدام ، فمازال هناك وقت ، وإذ بالجميع يرون الدموع تفر من عيني الفنان عزت العلايلي .. وقف الجميع مندهشون، متسائلين عن السبب ، وباح لهم بأن السبب هو الحصول على الجائزة الأولى التي أتت في قمة حزنهم على رحيل الزعيم ناصر وكان يبكي الزعيم فصمت الجميع واتخذ كل منهم جانباً وانهمروا في البكاء .. وبعد قليل كانوا في الحفل لتعلن الجوائز ، الجائزة الذهبية لفيلم سعاد حسني الإختيار ولم يفز فيلمها الثاني "الحب الضائع" ، وفاز فيلم "المومياء" بجائزة النقاد و"فجر الإسلام" بتقدير النقاد والجمهور وهو الفيلم الوحيد الذي عرض خمس مرات في المهرجان.

فوز وتكريم في القاهرة وبلطيم

أقيم المهرجان التاسع عشر للسينما المصرية في نفس العام للموسم السينمائي 1970/69 في القاهرة ووقع اختيار لجنة المهرجان على خمسة أفلام منها أيضاً فيلمين لسعاد حسني وهما "شئ من العذاب" و"غروب وشروق" مع فيلم :الأرض وينابيع الشمس والمرايا" ، ووجدت اللجنة أن فيلم "شئ من العذاب" يعالج مشكلة الحب مع فارق السن في جو من العلاقات الإنسانية الطاهرة  وعن فيلم "غروب وشروق" فقد قدم عملاً ممتازاً أظهر أن العمل السياسي والوطني لا يقل أهمية عن أي عمل يسهم في بناء مجتمع سعيد .. وعن جوائز المهرجان فقد فاز فيلم "الأرض" بجائزة أحسن فيلم ، ونال فيلم سعاد حسني "غروب وشروق" الجائزة الثانية كأحسن فيم مصري يدعم القيم الإنسانية ونال فيلم "شئ من العذاب" شهادة شرف من لجنة المهرجان وحصل فيلم " المرايا على الجائزة الثالثة .. وكانت سعاد حسني قد فازت في شهر أغسطس بجائزة الممثلة الأولى في المهرجان القومي للأفلام الروائية الذي أقامته الثقافة الجماهيرية في بلطيم عن دورها في فيلم "غروب وشروق والحب الضائع".