قال الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن قصر البارون يشهد حاليا أول عملية ترميم شاملة له ومن المقرر الانتهاء منه في نوفمبر القادم بتكلفة تصل حتى الآن 104 ملايين جنيه أسهمت بلجيكا بـ ١٥ في المائة من هذا التمويل (١٦ مليون جنيه) وفقا لبرنامج مبادلة الديون بين البلدين.
وأضاف - في تصريح صحفي اليوم الأربعاء - أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم بين مصر وبلجيكا بقصر البارون تهدف إلى إعادة توظيف القصر فور الانتهاء من أعمال الترميم الجارية به، مشيرا إلى أنه بالتعاون مع السفارة البلجيكية بالقاهرة، وجمعيات المجتمع المدني بمصر، سيتم إقامة معرض عن تاريخ حي مصر الجديدة وهليوبوليس عبر العصور.
وأوضح أن المعرض يضم مجموعة متنوعة من الصور والوثائق الأرشيفية والرسومات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة "هيليوبوليس والمطرية"، عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى أهم معالمها التراثية، ومجموعة متنوعة الصور والخرائط و الوثائق والأفلام تحكى تاريخ مصر الجديدة ومظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة.
وأكد أنه تم الاستعانة بالرسومات الأصلية للقصر والمنفذة من قبل المهندس ألكسندر مارسيل و ذلك لإنشاء أسوار بنفس تصميم الأسوار الأثرية القديمة، وهو عبارة عن قاعدة طولية خرسانية أسفل منسوب سطح الأرض، تعلوها أعمدة بانوهات حديدية بطول الواجهات مع وجود أعمدة حجرية بقطاع صغير موزعة على مسافات لتثبيت البانوهات الحديدية للأسوار.
ولفت إلى أنه تم الانتهاء من أعمال التدعيم الإنشائي لأسقف القصر وترميمها وتشطيب الواجهات والعناصر الزخرفية الموجودة به، واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك ونزع جميع الأسقف والكرانيش، والانتهاء من ترميم الأعمدة الرخامية والأبواب الخشبية والشبابيك المعدنية وترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية واللوحة الجدارية أعلى المدخل الرئيسي، والتمثال الرخامي بالموقع العام.
وشيد قصر البارون المليونير البلجيكي "البارون ادوارد إمبان"، والذي جاء إلى مصر من الهند في نهاية القرن التاسع عشر بعد افتتاح قناة السويس، وتبلغ مساحته حوالى 12.5 ألف متر، صممه المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل وزخرفه جورج لويس كلود ، واكتمل البناء عام 1911 وهو مستوحى من معبد أنكور وات في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، و يتكون القصر من طابقين وبدروم (السرداب)، وبرج كبير شيد على الجانب الأيسر يتألف من 4 طوابق، وصمم القصر بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته وردهاته أبدا.