كتبت : نيفين الزهيرى
"هناك شئ يتغير بي، يصيبني مباشرة في قلبي، لم يخبرني أحد أن هذه اللعبة حقيقية، ولم يخبرنى أحد أن هذه اللعبة مقدرة لي، ولم يخبرني أحد كيف سيكون شعوري، إنها لعبة القدر" كانت هذه الكلمات التي أختارها المخرج "شاد علي" وكتبها كل من نافنيت فيرك وكالي وهارد كاور لتكون في تتر الفيلم الهندى "حسنا حبيبتي" أو "Ok Jaanu" الفيلم يقوم ببطولته كل من أديتيا روي كابور وشارادا كابور وليلا سامسون ونصرالدين شاه والمأخوذ عن قصة كتبها ماي راتنم بعنوان"Kadhal Kanmani " والتي تتحدث عن الحب والزواج والعلاقات بين الجيل الجديد من الشباب وبين كبار السن والاختلافات فيما بينهما في أدق تفاصيل الحياة.
4 شخصيات
الفيلم يشرح من خلال 4 شخصيات وهما أدي "مبرمج العاب" وتارا "مهندسة معمارية" وهما شباب في مقتبل العمر، وشارو السيدة العجوز التي تعاني من الزهايمر وزوجها جوبي القاضي المتقاعد، وكيف يري كل منهم علاقة الحب والزواج من وجهة نظره وكيف ستتغير مع الأيام.
فكل من "أدي" و"تارا" يرفضان الزواج بشكل نهائي، بالرغم من أن كل منهما يبحث عن الحب، ومنذ بداية الفيلم يظهران في العديد من الأحداث وكأنهما يحاولان اللحاق بالأتوبيس أو القطار دائما قبل فوات الأوان وهو كناية عما يحدث في حياة الكثيرين من أبناء الجيل الحالي من الشباب، الذين يحاولون اللحاق بقطار الحياة في كثير من الأمور في حياتهم وخاصة في العلاقات والارتباط لأن أحلامهم كبيرة ويريدون تحقيقها دون توقف.
بذل أي مجهود
حيث قدم المخرج فكرة أن كل من "أدي" و"تارا" يرفضان الزواج، إلا أن لقاءهما الثاني كان في حفل زفاف لإحدي صديقات "أدي"، والذي فوجئ بوجودها في الحفل بعدما رأها وهي ترمي نفسها أمام القطار وحاول أن يوقفها دون أي أمل، وعلي الرغم من إحساس "أدي" بمشاعر تجاه "تارا" إلا أنهما لخصا فكرة الزواج لدي شباب هذه الأيام بأن "الزواج للحمقي"، وهو ما يجعلهما يرفضان هذه الفكرة بشكل نهائي حيث قالا "كل شئ يكون جميلاً في بداية الزواج، فالحب أعمي، فالزواج وشهر العسل والعناق والقبلات والعشق والرغبة، وبعدها مرحبا المشاجرات، فتحرج زوجتك أمام أصدقائك، وعند العودة للمنزل ستحاسب حساب الملكين، وبعدها الأطفال وبكاءهم وتقيؤهم وتبرزهم وبعدها مصاريف تعليمهم، فلابد أن نجعل من هذا الغبي ويقصدان طفلهما أحمد زويل آخر، وعندما يكبر عليك أن تزوجه، فيلدغ المؤمن من الجحر مرتين ".
أم كلثوم الهند
وعلي الرغم من رأي "أدي" في الزواج إلا أنه بدأ يراقب عن قرب قصة "شارو" المغنية القديمة التي تعشق الغناء الأصيل لدرجة أنهم يطلقون عليها "أم كلثوم" الهند بسبب صوتها الرخيم، وعلي الجانب الأخر يبدو "جوبي" زوجها القاضي المتقاعد، وكيف يعاملها بحنان شديد بالرغم من الحالة المرضية الشديدة التي تعيشها حيث يعاني من الزهايمر في المرحلة الثانية، حيث قال جوبي لأدي في إحدى المرات عن شارو"تنسي الكثير من الأمور، لكن مازالت تتذكر القليل، وإن دعتني "بابلو" لمرة واحدة في اليوم، فهذا يبعث في نفسي السعادة لفترة طويلة" وهو ما جعل "أدي" يدرك مدي قوة العلاقة بينهما بالرغم من مرور سنوات طويلة علي زواجهما، وكيف يقوم بتحضير الإفطار والطعام بنفسه لها من أجل إطعامها، وكيف يعمل علي راحتها وسعادتها في صمت بالرغم ألمه من الحالة التي وصلت لها وخوفه من فقدها في أي لحظة.
خاصة وأنه في مشهد آخر من الفيلم كان يراقب معاملة جوبي لشارو ليسأله عن قصة حبهما وكيف بدأت، وأن هذا الحب جاء كله بالصدفة، ولم يكن مخططا له، وأن جوبي كان مجرد شخص يقوم بتوصيل رسائل طبيب كان مجنونا بعشق "شارو"، والذي لم يكن يكتب اسمه في هذه الرسائل وهو ما جعل شارو تعتقد أنه هو من يقوم بكتابة هذه الرسائل ووقعا في الغرام، ليقدم جوبي حلا لحيرة أدي في علاقته بتارا، ويقول له "لاتفوت القطار أبدا، حتي وإن لم تكن تمتلك التذكرة" وهو ما جعل أدي يقتنع بأهمية ذهابه مع تارا إلي "أحمد آباد" لتفاجأ به في القطار، ولكن في أحمد أباد حيث المعمار الإسلامي وفنها المتميز واهتمام تارا بكل التفاصيل كان أدي يحاول أن يكون حولها طوال الوقت وهو ما جعلها تقول لأدي بأن الرجل العجوز كان يقول لها "إن الهندسة المعمارية مهمة والتزام، ولايجب أن تذهبي مع مصمم لألعاب الفيديو وتنسين مهمتك" وهو ما جعله يقول لها "إن ماقاله هو أمر جلل ولكن القلب له مهمة أيضا" لتؤكد له أنه عليه أن يمسك لجام قلبه، إلا أن المهندس المعماري الذي تتعلم منه "تارا" قال وهو يشرح لهم إن المعمار هو مزيج من الحب والشغف والرومانسية.
السر
ولكن أثناء تواجدهم في إسلام آباد يكتشف أدي السر وراء رفض تارا الزواج وهو ابتعاد أبيها عنهم لسنوات طويلة وهو ما يجعلها تفتقد له من وقت لآخر، وهو ما يشعر أدي بالمسئولية تجاهها ويحاول أن يطمئنها ولكنه في الحقيقة وقع في حبها ولايمكنه الابتعاد عنها، لتشهد الغرفة 106 عن بداية قصة هذا الحب مع إحدي أغاني الموسيقار الهندي الكبير عبدالله الرحماني، ومع عودتهما إلي مومباي يبدأ أدي في مطاردتها وسط حالة من الجنون، ليعلن لها أنه يريد أن يخطفها إلي مكان لايمكن أن يفرق بينهم أي شخص، وهو ماجعلهما يفكران في الحياة معا قبل أن يسافر كل منهما لتحقيق احلامه.
الهوس غلاب
وعلي الرغم من رفض "جوبي" لفكرة تواجدهما معا دون زواج، إلا أن شارو هي من جعلته يوافق، بعدما أعجبوا بغناء تارا، وقالت لهما "انتما معجبان ببعضكما، إذا فالزواج مصيركما دون شك" وطلبت من "جوبي الا يكون رجعي، فقالت " الا ترين أنهما واقعان في الحب وكما يقولون "الهوي غلاب".
وسرعان ما يتعلق الاثنان ببعضهما، حيث أعلنت تارا لجوبي إنها فور حصولها علي المنحة للسفر إلي باريس لدراسة العمارة، ولكنها تشعر أنها ستفقد شيئا عزيزا عليها بسفرها، فطلب منها جوبي أن تفكر فى ان تختار مهنتها او أدي، فقالت له "منذ 6 أشهر كانت تقول مهنتها، ولكن بعدها هذه الشهور هي تفضل وجودها مع آدي" وهو ما اسعد جوبي.
ومع سفر تارا في مهمة عمل، شعر أدي بمدي حبه لها، وعدم قدرته علي الابتعاد عنها، وفور عودتها إلي مومباي بحثت عنه لأيام طويلة وكأنها فقدت شيئا عزيزا عليها، إلي أن تقابلا مرة أخرى ليجد كل منهما أنه تبقي 10 أيام علي ابتعاد كل منهما عن الاخر وقررا ألا يناما ولايبكيا نهائيا، ليحيا أفضل 10 أيام في حياتهما، ولكن تعاني شارو من مشاكل صحية قوية، واختفت من البيت ومع محاولات جوبي البحث عنها ولم يجدها وحاول كل من تارا وأدي البحث عنها وهما في حالة نفسية وعصبية بسبب خوفهما من أن يفقد كل منهما الآخر كما فقد جوبي زوجته شارو، ليعلن لها أدي أنه يريد الزواج منها قبل أن تسافر إلي باريس وهو ما أسعدها، بالرغم من رفضها لفكرة الزواج ولكن حالة التقارب والحنين التي تعايش كل من أدي وتارا معها بسبب قصة حب جوبي وشارو وهو ماجعلهما يغيران تفكيرهما ليتزوجا.