تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث شهد النسخة الثامنة من المؤتمر الوطني للشباب، كما شهد أداء حلف اليمين لكل من رئيس مجلس الدولة والنائب العام، وعقد عدة اجتماعات لمتابعة مؤشرات الأداء الاقتصادي والمالي، وتسلم أوراق اعتماد سفراء جدد، واستقبل كل من رئيس الوزراء السوداني، ورئيس مجلس الأمة الكويتي، ووزير الخارجية الفرنسي، وأعضاء مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بحضور انطلاق المؤتمر الوطني الثامن للشباب، بحضور 1600 مشارك غالبيتهم من الشباب، حيث شهد الرئيس جلسة بعنوان " تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا "، ثم جلسة " تأثير نشر الأكاذيب على الدولة في ضوء حروب الجيل الرابع "، واختتم الفعاليات بحضور جلسة أسأل الرئيس التي أجاب خلالها على عدد كبير من أسئلة المواطنين حول القضايا التي تهم المجتمع .
وخلال فعاليات المؤتمر، كرم الرئيس السيسي أبطال دورة الألعاب الافريقية ٢٠١٩، ومنحهم وسام الرياضة من الطبقة الأولي للحاصلين علي الميداليات الذهبية ووسام الرياضة من الطبقة الثانية للحاصلين علي الميداليات الفضية، ووسام الرياضة من الطبقة الثالثة للحاصلين علي الميداليات البرونزية.
وفند الرئيس السيسي بعض الشائعات التي انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في تزييف الوعي، وإلى أن السنوات الماضية التي شهدت مصر خلالها حالة من عدم الاستقرار حدثت فيها خسائر في قطاع السياحة تقدر بنحو 80 مليار دولار، داعيا إلى تحقيق الاستقرار حتى يزدهر الاقتصاد وبذلك يحافظ المواطنون على مستقبل الوطن ومستقبل أولادهم، ودعا إلى عدم الإصغاء إلى حملات الشائعات االتي تشكك في الانجازات التي تحققت خلال السنوات الخمس الماضية، وهي أنجازات ليست لشخص أو حكومة وإنما إنجازات لأمة صدقت، بينما هذه الحملات تهدف إلى إفقاد المواطنين الثقة في أنفسهم وتحطيم إرادتهم.
وأكد الرئيس أن جيش مصر وطني وشريف وصلابته نابعة من شرفه، وأنه مركز الثقل في المنطقة، وقال إن الجيش أشرف على مشروعات طرق فقط تقدر بقيمة 175 مليار جنيه، وهو إنجاز لم يتحقق في تاريخ مصر، كما تم تنفيذ مشروعات بقيمة أربعة تريليونات جنيه.
وفي جلسة أسأل الرئيس تطرق الرئيس السيسي إلى برامج تطوير منظومة التعليم، وقال إن هذه البرامج تأتي في إطار الاهتمام بالعنصر البشري، مشيرا إلى أنه يوجد ما يقرب من 23 مليون طالب و50 ألف مدرسة وإلى أن موازنة التعليم تبلغ 130 مليار جنيه، من بينها 100 مليار للأجور وحدها، كما أن التعليم موضوع تفاعلي يشارك فيه المجتمع ولابد للرأي العام أن يتعاون ويتقبل مسار التطوير.
وأكد الرئيس أن مصر تسير نحو الأفضل وكلما تحسنت الأوضاع كلما انعكس ذلك على كافة قطاعات الدولة والمواطن.
وفيما يتعلق بأزمات المنطقة أوضح الرئيس أن الدول عندما كانت مثل الجسد الواحد كانت مناعتها قوية، وإنه لو حدث لمصر شيء ستتأثر كل المنطقة سلبا،لافتا إلى أن هناك برامج تنموية بالمليارات لشبة جزيرة سيناء، وقال إن بناء المدن الجديدة ليس ترفا ولكنه ضرورة لمواكبة النمو السكاني.
كما أكد حرص الدولة على دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة لتوفير فرص عمل للشباب، كما أن المبادرات القومية التي تقوم بها الدولة في القطاع الطبي تهدف إلى الحفاظ على صحة المواطنين، لافتا إلى أن فيروس سي ظهر في مصر عام 1992 وكان يفتك بالمصريين، ومصر بعد أن كانت الأولى عالميا في الإصابة به تخلصنا منه بعد حملة 100 مليون صحة.
وشهد الرئيس السيسي أداء حلف اليمين لكلٍ من المستشار محمد محمود فرج حسام الدين رئيسا لمجلس الدولة، والمستشار حمادة السيد محمد عبد الفتاح الصاوي نائبا عاما، وعقد الرئيس اجتماعا عقب حلف اليمين مع الرئيس الجديد لمجلس الدولة والنائب العام الجديد، حيث تمنى الرئيس لهما التوفيق في أداء مسئولياتهما، مؤكدا الحرص على ترسيخ دولة القانون القائمة على العدل والمساواة، مع أهمية العمل المتواصل لتمكين المواطنين من حقوقهم وضمان حرياتهم وفقا للدستور والقانون.
كما منح الرئيس وسام الجمهورية من الطبقة الأولى لكلٍ من المستشار أحمد عبد العزيز إبراهيم أبو العزم رئيس مجلس الدولة السابق، والمستشار نبيل أحمد توفيق صادق النائب العام السابق، حيث أعرب الرئيس عن خالص التقدير لجهودهما الكبيرة وتفانيهما في إنفاذ القانون وحماية العدالة والحفاظ على حقوق المجتمع والمواطنين، ليكونا مثالا في إعلاء المصلحة الوطنية.
وتسلم الرئيس السيسي أوراق اعتماد عشرة سفراء جدد، ورحب بهم وتمنى لهم التوفيق في مهامهم بالقاهرة، مؤكدا حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع دولهم في المجالات كافة.
واستقبل الرئيس السيسي مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، بحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وأشاد بمتانة وقوة العلاقات المصرية الكويتية وما تتميز به من خصوصية، مؤكدا حرص مصر على تطوير التعاون الوثيق والمتميز بين البلدين على شتي الأصعدة، بما فيها تعزيز العلاقات البرلمانية المتبادلة بما يساهم في الارتقاء بالتعاون القائم بين الدولتين على المستويين الرسمي والشعبي.
وتم خلال اللقاء بحث مختلف جوانب العلاقات الثنائية، فضلاً عن التشاور إزاء المستجدات على الساحة الإقليمية، حيث أكد الرئيس السيسي في هذا الخصوص ارتباط أمن الخليج بالأمن القومي المصري.
كما استقبل الرئيس السيسي أعضاء مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية، ومسئولي صندوق النقد العربي، وعددا من الخبراء والمتخصصين الماليين دوليا وإقليميا من المشاركين في أعمال الدورة الاعتيادية الثالثة والأربعين لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية التي عقدت بالقاهرة.
وأشاد بإرادة الشعب المصري ووعيه وتفهمه لضرورة تحمل أعباء خطوات الإصلاح الاقتصادي الجريئة، مشيرً إلى أن المشروعات التنموية الطموحة في مصر قد انتقلت من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ، وأن الحكومة عازمة على المضي قدما في مسار بناء الدولة، والذي لن يتحقق إلا عن طريق العمل وبذل الجهد في إطار قوة الدفع لمسيرة التنمية في مصر.
واستعرض مستجدات المشهد الاقتصادي وجهود تحقيق الاستقرار المالي في مصر، لا سيما من خلال المتابعة الدورية لأداء سوق رأس المال المصري ودعمه كمؤشر لأداء الاقتصاد، وكذلك تحرير سعر صرف العملة وتحقيق زيادة مطردة في احتياطي النقد الأجنبي، فضلا عن تبني مفهوم الشمول المالي كهدف رئيسي للمساهمة في تقليص الاقتصاد غير الرسمي، إلى جانب بذل الجهود اللازمة لتذليل العقبات التي تحول دون وصول الخدمات المالية الرسمية إلى كافة شرائح الشعب، بالإضافة إلى ما تضطلع به الدولة على صعيد تطوير البنية الأساسية من مد شبكة الطرق وإقامة العديد من المدن والتجمعات العمرانية الجديدة وتحقيق فائض في احتياطي الطاقة.
واستقبل الرئيس السيسي جان إيف لودريان وزير خارجية فرنسا، وأكد الرئيس ما توليه مصر من أهمية لعلاقاتها الوثيقة مع الجانب الفرنسي، وتعزيز التعاون بين البلدين خلال المرحلة المقبلة في مختلف المجالات.
وشهد اللقاء بحث عدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية، وسبل تعزيز الشراكة بين البلدين، خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتجاري والاستثماري والتنموي.
وأشار الوزير الفرنسي إلى الحجم الضخم للمشروعات التنموية الكبرى في مصر، مما سيشجع على تعظيم الاستثمارات الفرنسية في مصر.
وتطرق اللقاء إلى مناقشة التطورات المتعلقة بعدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التوافق حول أهمية مواصلة التنسيق والتشاور في هذا الصدد بين مصر وفرنسا من أجل مواجهة التحديات القائمة في المنطقة.
وفي هذا السياق؛ تم تبادل الرؤي بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث اتفق الجانبان حول أهمية تضافر الجهود المشتركة بين مصر وفرنسا سعيا لتسوية الأوضاع في ليبيا، على نحو يسهم في القضاء على الإرهاب، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية، كما تم التطرق لآخر مستجدات الأزمة السورية حيث أكد الرئيس موقف مصر الداعم للحل السياسي في سوريا بما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية وسلامة أراضيها.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وطارق عامر محافظ البنك المركزي، والدكتور محمد معيط وزير المالية، وأحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية.
وتناول الاجتماع متابعة مؤشرات الأداء الاقتصادي والمالي للعام الجاري 2019/2020، حيث وجه الرئيس بمواصلة التركيز على التنمية البشرية والاجتماعية، من خلال الاستمرار في إصلاح وتطوير منظومتي التعليم والصحة، واللتين تشهدان زيادة غير مسبوقة في مخصصاتهما.
كما وجه الرئيس بمواصلة بذل الجهد لخفض الدين العام وعجز الموازنة، وتوفير بيئة مستقرة تعزز الثقة في أداء وقدرة الاقتصاد المصري على جذب الاستثمارات، بما يؤدي إلى رفع تنافسية الاقتصاد المصري، مشددا على ضرورة انعكاس تحسن الأداء الاقتصادي على جودة الخدمات العامة، واستفادة جميع فئات المجتمع من عوائد التنمية، خاصة الفئات الأكثر احتياجا والأولى بالرعاية.
وشهد الاجتماع عرض الموقف التنفيذي لخطة تطوير منظومة الضرائب، واستعراض التطور المنتظم للتصنيف الائتماني للاقتصاد المصري من قبل جهات التصنيف العالمية، بما يؤكد تحسن ثقة قطاع الأعمال في أداء الاقتصاد وآفاق تطوره خلال المرحلة المقبلة.
واستقبل الرئيس السيسي الدكتورعبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني، حيث أعرب الرئيس عن التقدير لنجاح السودان في تجاوز المرحلة الراهنة الهامة من تاريخه وبدء مسار العمل الحقيقي نحو تحقيق آمال وتطلعات الشعب السوداني الشقيق في التنمية، مؤكدا حرص مصر على عودة السودان لدوره الطبيعي في محيطه الإقليمي والعربي والأفريقي، فضلاً عن مواصلة التعاون والتنسيق مع السودان في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية، بما يحقق الرخاء والتقدم لشعبي البلدين، وذلك في إطار ثابت من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.
كما أكد الرئيس دعم مصر الكامل لأمن واستقرار السودان، ومساندتها لإرادة وخيارات الشعب السوداني الشقيق في صياغة مستقبل بلاده، والحفاظ على مؤسسات الدولة، واستعدادها لتقديم كافة سبل الدعم للأشقاء في السودان في هذا الخصوص.
وتم التوافق بين الجانبين حول استمرار التنسيق المتبادل والتشاور المكثف بهدف دفع التعاون المشترك لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، عن طريق الاستغلال الأمثل للفرص والآليات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما على مختلف الأصعدة، لاسيما الاقتصادية والتجارية، وكذا الربط الكهربائي والسككي، إلى جانب دعم وبناء القدرات السودانية في كافة القطاعات.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بتقدم الجنازة العسكرية للفريق إبراهيم عبد الغفور العرابي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، وبحضور الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من قدامى قادة القوات المسلحة.
وقدم الرئيس السيسي العزاء لأسرة الفقيد الذي يعد أحد الرموز المضيئة في تاريخ العسكرية المصرية عبر مسيرة حافلة بالعمل والعطاء في خدمة الوطن وقواته المسلحة.