قال وزير السياحة اللبناني أوفاديس كيدانيان، إن لبنان يحتل المرتبة الثالثة بين الدول العربية، بعد الإمارات العربية المتحدة ومصر، من حيث الإشغال السياحي الفندقي، مشيرا إلى أن التقارير ربع السنوية ونصف السنوية الصادرة عن البنوك اللبنانية، تفيد بوجود نمو وتقدم نحو الأمام في القطاع السياحي اللبناني عن السنوات السابقة وعلى مستوى المنطقة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وزير السياحة اللبناني اليوم، الخميس، لاستعراض وضع القطاع السياحي، ومستوى التقدم والنمو في أعداد السياح الوافدين الذي شهده لبنان على مدى الأشهر الثماني الماضية.
وقال الوزير كيدانيان إن كافة المؤشرات تفيد بأنه إذا تم بذل المزيد من الجهد وضخ المزيد من الاستثمارات بصورة أكبر في القطاع السياحي، إلى جانب التضامن الوطني اللبناني ومساعدة وسائل الإعلام، مع تخفيف وتيرة الخلافات السياسية الداخلية، فإن لبنان بإمكانه أن يشهد تقدما وقفزة كبيرة على كافة المستويات لا سيما السياحة.
وأضاف: "بإمكاننا حينها إذا تحقق كافة ما تقدم ذكره، أن نذهب ونطرق أبواب العالم، لا لطلب القروض والمساعدات المالية، وإنما لاستعراض ما لدينا من إمكانيات سياحية جذابة تستدعي المجيء إلى بلدنا والتمتع بأجوائه ومميزاته السياحية، ومن ثم دخول العملات الصعبة وتحسن المؤشرات الاقتصادية والمالية".
واستعرض وزير السياحة اللبناني أرقام السياح الوافدين إلى لبنان على مدى الأشهر الثمانية الماضية من العام الحالي، مشيرا إلى أن إجمالي عدد السياح بلغ مليونا و441 ألف سائح، معتبرا أن هذا الرقم يعد جيدا إذا ما تمت مقارنته بموسم 2010 الذي كان يعد أحد أنجح المواسم السياحية حيث كانت الأرقام عن ذات المدة مليونا و492 ألف سائح.
ولفت إلى وجود تراجع عام في نسبة السياح العرب الوافدين إلى لبنان خلال الأشهر الثمانية الماضية، وذلك بنسبة 28% مقارنة بأرقام ذات الفترة من عام 2010 ، مشيرا إلى أن أعداد السياح العرب وقتها بلغ 619 ألفا و 682 سائحا، في حين أن العام الحالي بلغ العدد 444 ألفا و 390 سائحا.
وأشار إلى أنه في المقابل فإن لبنان شهد ارتفاعا ملحوظا وتقدما كبيرا في السياحة الأوروبية، بلغت نسبته 8ر40% عن عام 2010 حيث بلغ الرقم حينها 371 ألفا و907 سائحين، بينما وصلت أرقام الأشهر الثمانية من هذا العام 523 ألفا و894 سائحا أوروبيا، وأن هناك تطورا إيجابيا سجلته معدلات السائحين من دول أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية بنسبة 5ر54% .
وقال إنه مقارنة بالعام الماضي 2018، فإن السياحة العربية وأعداد الوافدين من الدول العربية إلى لبنان قد شهدت نموا ملحوظا، مستشهدا على صحة حديثه بأرقام الوافدين من المملكة العربية السعودية، حيث ارتفعت أعدادهم بنسبة 7ر81% ، مشيرا إلى أن العام الماضي بلغ عدد الوافدين السعوديين نحو 40 ألفا، في حين أنه في العام الحالي وصل الرقم إلى 72 ألفا، بما يعني أن 32 ألف سائح سعودي دخلوا لبنان خلال أول 8 أشهر من هذا العام.
وشدد على أنه لولا بعض الاضطرابات وأحداث العنف التي وقعت في منطقة الجبل قبل نحو 3 أشهر (ذروة الموسم السياحي) لكان لبنان سجل أعدادا أكبر من السائحين من مختلف المناطق والدول.
ولفت إلى أن القطاع السياحي اللبناني عام 2010 حقق بشكل مباشر وغير مباشر نحو 8 مليارات دولار، وأن منظمة السياحة العالمية قدرت أن حجم الدخل السياحي للبنان خلال العام الماضي 2018 بلغ نحو 8 مليارات و 374 مليون دولار، مرجحا أن يبلغ إجمالي دخل البلاد بنهاية هذا العام من السياحة نحو 9 مليارات دولار بشكل مباشر وغير مباشر.