تحل اليوم ذكرى كروان الشرق، الفنانة
فايزة أحمد، تلك الفنانة التي لاحقها أكبر قدر من الشائعات، وإن دل ذلك فإنه يؤكد
نجاحها الذي هدد العديد من زملائها المطربين، فهناك من كان نجاح فايزة يهدده ويجعل
الجمهور يلتف حولها ويقبل على حفلاتها، فأخذوا يطلقون الشائعات التي اشتدت طوال
فترة زواجها من مختار العابد، ومن بعده الفنان محمد سلطان.
عرفت فايزة أحمد بطيبتها الشديدة،
وكانت تأخذ كل الأمور مأخذ الجد، فهناك موقف يدل على طيبتها وعدم تفرقتها بين الجد
والهزل، فقد دعيت فايزة ومختار العابد لقضاء سهرة رمضانية كان أبطالها محمد فوزي وصباح
وهدى سلطان وفريد شوقي والعديد من نجوم الفن، وكان محمد فوزي يعرف بخفة دمه
واختلاق المواقف الطريفة، وفي هذا الحفل تقمص فوزي دور الصحفي وبدأ يسأل النجوم ويداعبهم
لينثر المرح على جو السهرة، فسأل صباح ثم شقيقته هدى أسئلة مرتجلة مرحة ومع
إجابتهما كانت القاعة تضج بالضحكات، وعندما قال فوزي لفايزة أحمد : قولي لنا يا ست
فايزة .. زوجك مختار العابد بيشتكي منك ليه؟ وهنا احمر وجه فايزة وظهر عليه علامات
الغضب وقالت: مختار بيشتكي مني أنا؟ .. وفهم فوزي أنها لم تستوعب مزاحه وغير مجرى
الحديث بسرعة حتى لا تتعصب فايزة.
عرف المنافسون لفايزة أنها تتعصب من
أي شئ، وأحيانا كثيرة تصاب بالإغماء من شدة عصبيتها، لذا حاولوا كثيراً النيل منها
ومن نجاحها من خلال إطلاق الشائعات، ففي عدد الكواكب 23 أغسطس 1960، أي من 59
عاماً بالتمام والكمال، وتحت عنوان "فايزة أحمد تقول الحق"، ردت فايزة
على ما أشيع عن سفر زوجها العابد إلى دمشق لينهي إجراءات طلاقه منها، وأكدت أنه
سافر إلى لبنان وليس دمشق، ليحل بعض المشاكل التي ترتبت على تعاقدها مع بعض
الملاهي هناك، ومن قبل سافر إلى دمشق لتنظيم رحلة فنية لها هناك، وعن سفره وحده
قالت إنه سافر بالطائرة، وهي تخشى الطائرات، لذا حجزت على الباخرة التي كانت تحمل
الموسيقار عبد الوهاب وزوجته، ولحقت بزوجها هناك.
أكدت فايزة أحمد أيضاً أن هناك تسلطا شديدا من أحمد فؤاد حسن صاحب الفرقة الماسية، فهو يفرض إرادته عليها وعلى عملها،
فهو يتدخل في بروفات أغنياتها الجديدة تدخلاً ضاراً، ويتحكم في عدد البروفات مما
لا يمكنها من هضم واستيعاب اللحن، ويثور ويغضب لو طلبت بروفات على الأغاني التي
ستقدمها، ووصل به الأمر إلى أن يتحكم في عدد الأغنيات التي تغنيها في الحفلات،
وألت تزيد عن إثنتين، وفي أحد الفنادق الكبرى غنت فايزة أغنيتان وطلب الجمهور منها
أغنية ثالثة فغضب أحمد فؤاد وترك المسرح، وبعد أن فاض بها الكيل قررت أن تستعين
بفرقة أخرى بناء على نصيحة عبد الوهاب، وأكدت أنها تحب وتحترم أعضاء الماسية،
والباب مفتوح أمامهم ليعملوا معها في الفرقة الأخرى.