قمة
ثنائية هامة عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب مساء
أمس، أكدت عمق العلاقات بين البلدين والتي تشهد فترة ازدهار خلال حكم الرئيسين،
حسبما أكد دبلوماسيون، مؤكدين أن اللقاء يخدم استقرار المنطقة ويعمق التعاون
الوثيق بين الدولتين، كما أكد حرص الدولتين أن يكونا على مستوى وثيق من التنسيق المتبادل.
حيث شدد
ترامب على حرص الإدارة الأمريكية على تفعيل أطر التعاون الثنائي المشترك، وتعزيز التنسيق
والتشاور الإستراتيجي القائم بين البلدين وتطويره خلال المرحلة المقبلة، لاسيما في
ضوء الدور المصري المحوري بمنطقة الشرق الأوسط، باعتبارها دعامة رئيسية لصون السلم
والأمن لجميع شعوب المنطقة.
وأشاد الرئيس
الأمريكي بالجهود المصرية الناجحة في التصدي بحزم لخطر الإرهاب، باعتباره الخطر الأكبر
الذي يهدد استقرار المنطقة والعالم ويمثل تهديداً جسيماً للسلم والأمن الدوليين، مؤكداً
أن مصر تعد شريكاً محورياً في الحرب على الإرهاب، ومعرباً عن دعم بلاده الكامل للجهود
المصرية في هذا الصدد.
وأكد الرئيس
السيسي، أهمية مواصلة التعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة لتقويض خطر التنظيمات
الإرهابية ومنع وصول الدعم لها سواء بالمال أو السلاح أو الأفراد، مستعرضاً الجهود
التي تبذلها مصر على كافة المستويات، العسكرية والأمنية والتنموية والفكرية، للقضاء
على ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، ومشيراً إلى ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي للتعامل
مع تفشي تلك الظاهرة.
عمق
العلاقات بين البلدين
وفي هذا
السياق، قال السفير أحمد حجاج، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة المصرية
الأمريكية التي عقدت أمس بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد
ترامب أكدت عمق العلاقات بين البلدين، وكانت من أهم اللقاءات التي عقدها الرئيس
أمس على هامش مشاركته في أعمال الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح
حجاج، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن ترامب أشاد بما حققته مصر من تقدم
في عهد السيسي، وأنه نجح بالعبور بمصر من الفوضى إلى الاستقرار، وأن المظاهرات
تحدث في كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة، مضيفا إن ترامب أشاد برئاسة
السيسي للاتحاد الأفريقي وما تم من تقدم خلال عهده وخاصة الاتفاقية الإطارية
لإنشاء منطقة التجارة الحرة الأفريقية.
وأكد أن
ترامب وصف السيسي بأنه قائد عظيم وزعيم حقيقي وأنه سيعمل على تعزيز التعاون بين
البلدين في مختلف البلدين، مضيفا إن السيسي استعرض جهود الحكومة المصرية من
إصلاحات داخلية وإصلاح اقتصادي، وأهمية اللقاءات المتبادلة بينه وبين ترامب لتعزيز
العلاقات الثنائية.
وأشار إلى
أن العلاقات المصرية الأمريكية في عهد السيسي وترامب تعيش فترة ازدهار وستزداد
ازدهارا خلال الفترة المقبلة، موضحا أن الرئيس عقد لقاءات أخرى مع قادة النرويج
وإيطاليا وبلجيكا ومجلس الأعمال للتفاهم الدولي وبحث الأوضاع الإقليمية والتعاون
الثنائي.
لقاء يخدم استقرار المنطقة
ومن
جانبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق وعضو لجنة العلاقات الخارجية
بمجلس النواب، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب هو استمرار
لسلسلة من اللقاءات جمعت الرئيسين سواء في المحافل الدولية أو على هامش مجموعات اقتصادية
كان آخرها في قمة مجموعة السبع بفرنسا الشهر الماضي.
وأوضح العرابي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن اللقاء أمس على هامش الجمعية العامة للأمم
المتحدة يحمل أهمية كبرى ويعزز من العلاقات الثنائية بين البلدين، مضيفا إن تصريحات
الرئيسين أمس كانت جميعها إيجابية وأكدت حرص الدولتين أن يكونا على مستوى وثيق من التنسيق
المتبادل.
وأشار إلى
أن اللقاء يعتبر من أهم اللقاءات التي عقدها الرئيس السيسي خلال زيارته للجمعية العامة
للأمم المتحدة هذا العام، ويخدم الاستقرار في المنطقة ويعمق التعاون الوثيق بين البلدين
في مجالات اقتصادية وسياسية ومكافحة الإرهاب، مضيفا إن وصف ترامب للرئيس السيسي بأنه
قائد عظيم هي ليست الأولى من نوعها سواء من الرئيس الأمريكي أو غيره.
وأضاف إن كافة
زعماء العالم أشادوا بما حققه السيسي في مصر من استقرار وإنهاء لحالة الفوضى، وهو أمر
يؤكد حقائق يدركها الشعب المصري تماما، مضيفا إن الرئيس سيلقي مساء اليوم كلمة هامة
أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ستطرح وجهات نظر مصر في كافة القضايا المحلية والإقليمية.
وأكد العرابي
أن الرئيس سيمثل أفريقيا في ظل رئاسته للاتحاد الأفريقي، حيث سيكون الشأن الأفريقي
أحد أهم محاور خطاب الرئيس، وكذلك التأكيد على التجربة المصرية في الإصلاح ومكافحة
الإرهاب، مضيفا إن السيسي سيجدد التأكيد على الثوابت المصرية بشأن القضية الفلسطينية
لدفع عمليات السلام.
ولفت إلى أن
الرئيس سيطرح عوامل زيادة التوتر في منطقة الشرق الأوسط وكيفية إنهاء تلك العوامل أو
الأسباب لإعادة الاستقرار والسلام للمنطقة، مشيرا إلى أن السيسي يمتلك رؤية في هذا
الملف وعلى دراية عميقة بالأوضاع ومن المهم أن يستمع قادة العالم لبيان مصر أمام الأمم
المتحدة، لأن هذا البيان يحمل حلولا وكيفية إنهاء مشاكل أصبحت مزمنة في العالم العربي
والإقليم.