قال السفير الدكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث في خطابه رفيع المستوى أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الـ 74 بشكل واضح وصريح عن القضايا التي تهم العرب وإفريقيا والمساعي التي يجب ان توجه لتحقيق السلام وكذلك الدعوة الى التعاون والتفاهم والتنمية المستدامة واحترام حقوق الشعوب بما يخدم صالح المجتمع الدولي.
وأكد السفير محمد حجازي اليوم الاربعاء- أهمية هذا الخطاب الذي تناول الأجواء والظروف التي يعيشها عالمنا المعاصر في الوقت الذي يشهد فيه النظام الدولي ضغوطا بسبب انتشار النزاعات المسلحة والارهاب وكذلك تهديدات المسارات الملاحية الدولية والحروب التجارية وتفشي ظاهرة الدعوة احادية الجانب والوطنية المفرطة، حيث أنها أمور تخطت المأمول من نظام دولي عالمي في حاجة الى أن تتحد فيه الإرادات لمواجهة التحديات التي باتت عابرة للحدود وفِي حاجة لدعم ومساندة كل الاطياف الدولية .
وشدد على أهمية حديث الرئيس حول حاجة القضايا المطروحة لرؤية وطنية لحلها دون فرضها من إرادات خارجية، فضلا عن تذكيره بان مصر عضو فاعل في المنظمات الاقليمية والدولية ولها رؤية وإسهامات، موضحا ان أولى الرؤى التي طرحها على مجموع الحضور هي الملكية الوطنية للحلول بما يضمن فاعلية النظام متعدد الاطراف اذا ما احترم حق الدول في البحث عن حلول في القضايا التي تخصها.
وأضاف أن كلمة الرئيس اشارت الى نجاح الأفارقة في فرض حلول افريقية من خلال رؤية تنموية ورؤية قارية اساسها الاندماج، والى ان مصر تدشن في نفس الوقت مركز الاتحاد الافريقي للاعمار والتنمية ما بعد النزاعات ، منوها بنجاح افريقيا أيضا في حل ملفات النزاعات في افريقيا الوسطى، فضلا عن تحقيق التآلف والتفاهم بين ابناء الوطن الواحد في السودان لادارة المرحلة الانتقالية.
ونوه السفير محمد حجازي بدعوة الرئيس السيسي بصوت واضح أمام الأمم المتحدة إلى رفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب تلك القائمة التى تحول دون تعاون السودان مع مؤسسات التمويل الدولية حتى تعود لتمارس دورها الطبيعي كعضو في المجتمع الدولي وتمول وتدعم عملية التحول الاقتصادي المنشود امام التحديات التي تواجهها أمام النظام الوليد.
وأكد كذلك أهمية دعوة الرئيس لمؤسسات التمويل الدولية لتحمل مسئوليتها تجاه عملية التنمية في القارة الافريقية بأيسر الشروط خاصة ان افريقيا يمكن ان تصبح بالفعل قاطرة للاقتصاد العالمي بعدما نجحت في انشاء منطقة تجارة حرة قارية افريقية وتؤسس لبنى تحتية، لافتا بشكل واضح الى مبادرة مصر لانشاء "منتدى أسوان للتنمية المستدامة" والذي سيعقد اجتماعاته في ديسمبر المقبل وهو المنتدى الذي سيحضره قادة دول ومؤسسات تمويل ومجتمع مدني حتى تكون أليات التنمية موضع تنفيذ للنهوض بمقدرات القارة الافريقية.
وقال السفير محمد حجازي إن الرئيس قد تناول في خطابه الأزمات المزمنة والموروثة التى تعاني منها المنطقة ، لاسيما القضية الفلسطينية و التي ذكر انه من الضروري البحث عن حل عادل وشرعي يفضي لاقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس لوقف معاناة الشعب الفلسطيني الذي لن يبقي ضمير العالم مطمئنا ما دام هذا الشعب يعاني، وإننا كعرب منفتحون امام سلام شامل وعادل وان مبادرة السلام العربية متاحة والفرصة سانحة لشرق اوسط يمكن ان يقام فيه صرح للسلام والحق يعيد قواعد الاستقرار للمنطقة وللمنظومة الدولية.
وأضاف أن البحث عن جذور المشكلات كان يستدعي المشهد الليبي الذي مازال شعبه يعاني من مشكلات عدة . موضحا أهمية دعوة الرئيس في خطابا امام العالم لتطبيق عناصر خطة الامم المتحدة التي تم تبنيها في اكتوبر 2017 والتي تسعى من اجل التوزيع العادل للثروة والسلطة والدور الشعبي مع القضاء على فوضى المليشيات ووقف تدخل الاطراف الدخيلة في الشأن الليبي.
وأشار الى ترحيب الرئيس في كلمته بتأسيس لجنة دستورية في سوريا تسعى من اجل الإسراع لايجاد حل سياسي مرضي عنه بين الحكومة والمعارضة ودون إبطاء، فصلا عن تأكيده اننا نقف مع الخليج امام التهديدات التي تشهدها الملاحة عبر اعتداءات على المنشآت النفطية وتهديد للمسارات الملاحية.
وأكد أهمية كلمة الرئيس حول الارهاب ووصفه في خطابه خطر الارهاب "بأخطر تحديات العصر" ودعوته الى نهج شامل لمواجهة كافة التنظيمات الارهابية دون استثناء ودعم قرارات مجلس الأمن التي تقف ضد الذين يوفرون ملاذات ومنابر إعلامية وتسهيل انتقال الارهابيين وسفرهم وتمويل تلك الجماعات، فضلا عن تأكيده استعداد مصر لتكثيف نشاطها مع الامم المتحدة تطبيقا للقرار 2354 الذي يوفر اطارا دوليا شامل لمواجهة خطاب الارهاب والكراهية وان هذا القرار تم تبنيه بمبادرة مصرية واعلاء قيم التسامح.
وحيا السفير محمد حجازي مطالبة الرئيس بإزالة الظلم التاريخي الواقع على قارتنا ومطالبته بتمثيل عادل ومتوازن لافريقيا في مجلس الأمن التزاما بِمَا ورد في إعلاني "اوزولويني" ( الخاص بموقف افريقيا في توسيع عضويتها بمجلس الأمن) ، و "سرت" (الخاص بانشاء هيئة تسرع عملية التكامل في القارة وتدعم تمكين افريقيا في الاقتصاد العالمي).
وأكد أن الرئيس السيسي اختتم خطابه بالأمم المتحدة بكلمة "هامة للغاية"، حيث طرح وللمرة الأولى مشروع سد النهضة امام المجتمع الدولي كي يحمله مسئوليته لايجاد حل يتفق عليه ويرضي جميع الأطراف وذلك بعد تعثر المفاوضات ، مضيفا ان الرئيس السيسي حرص على ان يؤكد أزلية العلاقة مع دول حوض النيل وان مساعينا هي لرفعة شعوبه وأننا نفهم حق اثيوبيا في التنمية ، ولكنه أكد في الوقت ذاته حق مصر في الحياة بوصف ان نهر النيل هو قضية وجود لمصر .