الإثنين 25 نوفمبر 2024

تحقيقات

السيسي يؤكد ضرورة الحلول الوطنية للأزمات.. ودبلوماسيون: خطابه بـ"الأمم المتحدة" صريح وتناول جميع قضايا العالم العربي والأفريقي لتحقيق السلام.. والرئيس قدم خارطة طريق للتنمية والاستقرار

  • 25-9-2019 | 16:16

طباعة
أكد دبلوماسيون أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت بمثابة خارطة طريق للتنمية والاستقرار بالمنطقة سواء في الشرق الأوسط أو أفريقيا، حيث استعرض الرئيس كافة القضايا الراهنة، كالأوضاع في السودان والدعوة لرفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والتنمية المستدامة في القارة الأفريقية، إلى جانب القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وضرورة حلها وإقامة دولة فلسطينية، وكذلك الحلول السلمية في ليبيا وسوريا واليمن.

 

تناول لقضايا العالم العربي والأفريقي

وفي هذا الشأن، قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة الـ74 أمس كانت هامة للغاية وتناولت الأجواء والظروف التي يعيشها العالم المعاصر، وكان الخطاب رفيع المستوى تناول جميع القضايا وتحدث بشكل واضح وصريح عن المساعي لتحقيق السلام والدعوة للتعاون والتفاهم والتنمية المستدامة بما يخدم المجتمع الدولي.

 

وأوضح حجازي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس تناول في بداية كلمته بشكل واضح أهمية الرؤية الوطنية لحل الأزمات دون فرضها من إرادات خارجية، واستعرض الدور المصري الفاعل في المنظمات الدولية ورؤيتها وإسهاماتها في هذا الشأن، مضيفا إن أول الرؤى التي طرحها الرئيس على الحضور هي الملكية الوطنية للحلول بما يضمن فاعلية النظام متعدد الأطراف.

 

وأكد أن الأفارقة نجحوا في فرض حلول أفريقية من خلال رؤية تنموية وقارية أساسها الإندماج، حيث أن مصر تدشن مركز إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاعات ونجحت أفريقيا في حل ملفات النزاعات في أفريقيا الوسطى وتحقيق التآلف بين أبناء الوطن الواحد في السودان لإدارة المرحلة الانتقالية.

 

وأشار إلى أن الرئيس دعا بصوت واضح لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لأن هذه القائمة تحول دون تعاون السودان مع مؤسسات التمويل الدولية حتى تعود لتمارس دورها الطبيعي وتمول وتدعم عملية التحول الاقتصادي المنشود أمام التحديات التي تواجه النظام الوليد هناك.

 

وأضاف حجازي أن الرئيس وجه دعوة لمؤسسات التمويل الدولية لتحمل مسئولياتها تجاه عملية التنمية في القارة الأفريقية بأيسر الشروط، وأن أفريقيا يمكن أن تصبح قاطرة للاقتصاد العالمي بعدما نجحت في إنشاء منطقة تجارة حرة قارية وتؤسس لبنى تحتية، منوها بشكل واضح لمبادرة مصر لعقد منتدى أسوان للتنمية المستدامة في ديسمبر المقبل.

 

وتابع: إن هذا المنتدى سيحضره قادة دول ومؤسسات تمويل ومجتمع مدني حتى تكون آليات التنمية موضع تنفيذ للنهوض بمقدرات القارة الأفريقية، مضيفا إن الرئيس تناول الأزمات المزمنة والموروثة التي تعاني منها المنطقة، وضرب مثلا بالقضية الفلسطينية وأكد ضرورة الوصول لحل عادل وشرعي يفضل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس لوقف معاناة الشعب الفلسطيني.

 

الأزمات العربية وسبل الحل

ولفت الدبلوماسي السابق إلى أن الرئيس أكد انفتاح العالم العربي على تحقيق سلام شامل وعادل وأن مبادرة السلام العربية مازالت متاحة لإعادة الاستقرار للمنطقة، مشيرا إلى أن الأزمة الليبية كانت حاضرة أيضا في كلمة الرئيس حيث دعا لتطبيق عناصر خطة الأمم المتحدة التي تم تبنيها في أكتوبر 2017 والتي تسعى للتوزيع العادل للثروة والسلطة والقضاء على فوضى الميليشيات.

 

وأشار إلى أن الرئيس السيسي رحب بتشكل لجنة دستورية في سوريا تسعى من أجل الإسراع بإيجاد حل سياسي تتفق عليه الحكومة والمعارضة دون إبطاء، كما أكد وقوف مصر إلى جانب الخليج لمواجهة التهديدات التي تشهدها الملاحة البحرية والاعتداءات على المنشآت النفطية وتهديد المسارات البحرية.

 

وأوضح السفير محمد حجازي أن الرئيس وصف خطر الإرهاب بأنه أخطر تحديات العصر ودعا إلى نهج شامل لمواجهة كافة التنظيمات الإرهابية، ودعم قرارات مجلس الأمن ضد من يوفرون ملاذات ومنابر إعلامية وتسهيل لانتقال الأفراد وتمويل تلك الجماعات، واستعداد مصر لتكثيف نشاطها مع الأمم المتحدة تطبيقا للقرار 2354 الذي يوفر إطارا دوليا شاملا لمواجهة خطاب الإرهاب والكراهية، والذي تم تبنيه بمبادرة مصرية.

 

وأكد أن الرئيس طالب بالتمثيل العادل لأفريقيا في مجلس الأمن التزاما بما بورد في إعلاني "سرت" و"أوزولويني"، مضيفا إن خاتمة كلمة الرئيس كانت هامة للغاية حيث طرحت وللمرة الأولى مشروع سد النهضة أمام المجتمع الدولي كي يحمله مسئوليته لإيجاد حل متفق عليه ويرض الجميع بعد تعثر المفاوضات وحرص مصر لمدة 4 سنوات التوصل مع الجانب الإثيوبي لحل متفق عليه لملء وتشغيل السد، حيث أكد الرئيس فهم مصر لحق الجانب الإثيوبي في التنمية وحق مصر في الحياة بوصف نهر النيل قضية وجود.

 

خارطة طريق للتنمية

فيما قال السفير عزت البحيري، رئيس الجمعية المصرية للأمم المتحدة، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة الحالية هي المشاركة السادسة له، وهو أمر لم يسبق لرئيس مصري أن قام به، مضيفا أن ذلك يؤكد الأهمية القصوى لهذا المحفل الذي يضم جميع قيادات العالم لأنه يضم 193 دولة.

 

وأوضح البحيري، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه المشاركة هي فرصة للرئيس للقاء زعماء الدول لتعميق التعاون الثنائي وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، مضيفا أن هذه الدورة تكتسب أهمية خاصة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، حيث تشغل الشئون الأفريقية أولوية على أجندة فعاليات الرئيس في نيويورك.

 

وأكد أن خطاب الرئيس أمس أمام الجمعية العامة تصدى لقضايا محورية لا تهم الشعب المصري وحده فقط إنما تهم العالم أجمع وقدمت خارطة طريق لتحقيق الاستقرار، مضيفا أن الرئيس تناول ملف مياه النيل وأكد حق مصر وأن هذه القضية هي قضية حياة ووجود، كما تناول الرئيس قضية الإرهاب الذي يشغل اهتمام العالم أجمع.

 

وأوضح أن الرئيس تناول ملف السودان وطالب برفع اسمها من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، ووجه الدعوة للمؤسسات الدولية لتمويل التنمية في دول القارة الأفريقية والإعمار، مضيفا أن الرئيس طالب بتطوير العمل تحت مظلة الأمم المتحدة وهذه هي ليست المرة لطرح هذا الملف.

 

وأشار إلى أن الرئيس أكد أهمية التعاون بين الدول لمواجهة الإرهاب وأن تكف بعض الدول عن توفير مأوى للجماعات الإرهابية أو تمويلهم وتفعيل القرارات الصادرة في هذا الشأن، مضيفا أن الرئيس استعرض أيضا أهمية التمثيل العادل في مجلس الأمن لمعالجة القصور في تشكيل وعملية اتخاذ القرار بالمجلس.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة