انطلقت
المرحلة الثالثة من الحملة القومية لحماية الأطفال من العنف "أولادنا"،
وذلك تحت رعاية المجلس القومي للطفولة والأمومة بالشراكة مع وزارة التربية
والتعليم والتعليم الفني وبالتعاون مع يونيسف، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي
وتهدف الحملة، المتعددة الوسائط، إلى زيادة وعي الوالدين ومقدمي
الرعاية بالتربية الإيجابية، وتتصدى للاستخدام الشائع للعنف والعقاب البدني
واللفظي كأداة تأديبية للأطفال مع التركيز على مرحلة المراهقة.
وصرحت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة
والأمومة أن " هذه الحملة هي المرحلة الثالثة من الحملة القومية
"أولادنا" لحماية الأطفال من العنف، ويقودها المجلس القومي
للطفولة والأمومة بالتعاون الوثيق مع شركائه، لتعزيز التربية الإيجابية وإنهاء
العنف والممارسات الضارة ضد الأطفال"، وأضافت: " إن دور الوالدين ومقدمي
الرعاية في توفير الحماية والأمان والتشجيع لبناتنا وأبنائنا بالغ الأهمية في
مرحلة الطفولة والمراهقة، بالنظر إلى التغيرات التي تواكب نمو الطفل، فضلاً عن
التطورات والتحديات التي تأتي مع عصر رقمي دائم التغير، وليس من
المقبول التهاون أو الإهمال أو التعنيف بكل صوره".
وقال الدكتور محمد عمر نائب الوزير لشئون المعلمين في كلمته نيابة
عن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم: إن هدفنا هو أن يؤدي الإصلاح الحالي
لنظام التعليم إلى إنتاج خريجي مدارس أكثر ثقة ومهارة عند مواجهة التحديات
اليومية.
وأضاف عمر أنه لتحقيق ذلك، يجب على أولياء الأمور والمعلمين أن
يكونوا أكثر وعيًا بكيفية لعب دور أكثر إيجابية في توجيه الطلاب المراهقين من خلال
احتوائهم، وبناء ثقتهم بأنفسهم، بدلًا من محاولة الضغط عليهم لكي يكونوا (طلابًا
للإجابات النموذجية) بغض النظر عن قدراتهم الفردية واهتماماتهم".
ومن جهتها أكدت يسرا علام مستشار وزير التربية والتعليم للتسويق
والاتصال "أن الحملة تهدف إلى تعزيز مفردات القيم الأخلاقية في التعامل مع
الأبناء، في مختلف مجالات تعاملاتهم، تعزيزًا ودعمًا لبنائهم النفسي، وإيمانًا من
وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بضرورة بناء الإنسان فكريًا، واجتماعيًا،
ونفسيًا، وبدنيًا، وقد أخذت الوزارة على عاتقها الاضطلاع بهذه المهام، من واقع
إيماننا بهذا، وترسيخًا لقيم احترام الإنسان والحفاظ على آدميته" .
وفي دراسة أجراها المجلس القومي للطفولة والأمومة في عام 2015، كان
الأهل هم الأكثر استخدامًا للعنف، يليهم الأقران ثم المعلمون، والواقع أن نصف
الأطفال الذين شملهم المسح "الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة"،
تعرضوا للضرب في السنة السابقة للبحث، في حين عانى نحو 70 % منهم من أحد أشكال
الإساءة العاطفية، وبالمثل، أظهر المسح السكاني والصحي في مصر لعام 2014 أن 93 %
من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1و14 سنة تعرضوا لممارسات تأديبية عنيفة.
وقال السفير إيفان سوركوش، رئيس الاتحاد الأوروبي في مصر "إن
الأطفال هم مستقبل الأمم، ويحرص الاتحاد الأوروبي على دعم الجهود الوطنية البناءة
لإنهاء العنف ضد الأطفال في جميع أنحاء العالم، وفي مصر، نحن فخورون بدعمنا لتعزيز
الآليات والجهود المبذولة لإنهاء العنف ضد الأطفال من خلال شتى المساعي مثل هذه
الحملة القومية التي تعالج بعض الأسباب الجذرية للعنف وتشجع التفاعلات الإيجابية
والمتوازنة بين الأطفال والمراهقين" .
"وفي الأسابيع القادمة، سيحتفل
العالم بأسره بالذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل والتي تتعهد بحماية حقوق جميع
الأطفال، في كل مكان، دون تمييز وتدعو لمناهضة العنف والإهمال وتشجع على معاملة
الأطفال بكرامة واحترام؛ بغض النظر عن اختلافاتهم ودون تمييز أو استثناء أو ترك
أحد."
وأضاف "يجب أن تتضافر جهودنا لتكثيف مجهودات المجتمع الدولي
من أجل مصلحة الأطفال، ولتجديد التزامنا بحماية وتعزيز جميع حقوقهم الإنسانية لأن
هذا هو هدفنا على المدى الطويل".
وفي إطار هذه الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والشركاء الوطنيين
الآخرين، تم إطلاق ثلاث مراحل من الحملة القومية "أولادنا" لإنهاء العنف
ضد الأطفال، والتي تم إطلاقها ضمن المشروع المشترك الذي يموله الاتحاد الأوروبي
"التوسع في الحصول على التعليم والحماية للأطفال المعرضين للخطر في مصر".
المرحلة الأولى من الحملة ركزت على التربية الإيجابية للأطفال تحت
شعار #بالهداوة مش بالقساوة #Calm_not_harm
والمرحلة الثانية تناولت العنف بين الأقران تحت شعار #أنا_ضد
التنمر #IMAgainstBullying
وتركز المرحلة الثالثة التي تطلق اليوم على التربية الإيجابية
للمراهقين امتداداً لشعار #بالهداوة مش بالقساوة #Calm_not_harm
وقال برونو مايس، ممثل يونيسف في مصر: "تركز حملات أولادنا
على أشكال العنف ضد الأطفال التي لها وجه مألوف، والتي قد تحدث في المنزل
والمدرسة، وقد تمر دون أن يلاحظها أحد، ولكنها تؤثر على أجيال من الأطفال"،
وأضاف:" غالبًا ما يُنظر إلى مرحلة المراهقة بشكل سلبي، مما يزيد
الأمور سوءاً، ويفوت فرصة جعل هذه المرحلة الحرجة فرصة لتحسين الحياة للمراهق ".
ومن المقرر أن تنطلق الحملة اليوم ولمدة ستة أسابيع على القنوات
التلفزيونية والإذاعية، من خلال بث ثلاث تنويهات للتوعية بتعليق صوتي من الفنانة
منى زكي، سفيرة النوايا الحسنة ليونيسف مصر، والتي تدعم أيضاً الحملة عبر السوشيال
ميديا، حيث سيتم نشر رسائل الحملة والنصائح العملية من خلال منصات التواصل
الاجتماعي لدعم الآباء ومقدمي الرعاية في كيفية التعامل مع المراهقين، فضًلا عن
مطبوعات توزع أثناء عملية التفعيل الميداني في فروع كارفور الكبرى، والنادي
الأهلي، من بين شركاء آخرين من القطاع الخاص الداعمين الحملة.