بدعوة من مكتب اللجنة
الرباعية، قدمت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. حنان عشراوي، ندوة
سياسية تضمنت عرضا شاملا لآخر التطورات السياسية الراهنة والمستجدات الإقليمية والدولية.
وأشارت عشراوي خلال
الندوة التي حضرها رئيس البعثة د.جون كلارك وكبار الموظفين وجميع العاملين إلى انتشار
ظاهرة الشعبوية والعنصرية والانعزالية والتطرف وبروز الأنظمة السلطوية، وتأثير ذلك
على السلم والأمن الدوليين.
كما تطرقت للسياسات
الأمريكية اللامسئولة تجاه القضية الفلسطينية وتبنيها لوجهة النظر الإسرائيلية التي
تقود إلى إنهاء حل الدولتين والقضاء على فرص السلام وتبعات ذلك على المنطقة والعالم
أجمع.
وأكدت على ضرورة
أن تعمل اللجنة الرباعية على تنفيذ ولايتها الحقيقية وان تركز على الشق السياسي.
وأشارت إلى أن أي
عملية تنموية واقتصادية لن تكون ذات فائدة إذا لم تكن مرتبطة بدور سياسي فاعل وجاد
وملتزم بالقانون الدولي، ولفتت إلى أن بناء الدولة الفلسطينية يبدأ بزوال الاحتلال
وأي خطة تهدف إلى تحسين واقع الفلسطينيين الاقتصادي بمعزل عن العامل السياسي سيكون
مصيرها الفشل الحتمي.
وقالت: إن الخطة الاقتصادية التي يروج لها كوشنير
فشلت قبل أن تبدأ فالمشكلة الأساسية ليست قضية اقتصادية وإنما قضية حرية وعدالة وحقوق،
وإن الاحتلال الإسرائيلي يشكل العائق الرئيسي أمام إحداث تنمية حقيقية والمطلوب إنهاءه
بشكل كامل وحصول شعبنا على استقلاله وحقوقه الكاملة وليس تجميل الاحتلال أو إعادة ترتيبه.
واستعرضت عشراوي
الممارسات الإسرائيلية على الأرض بما في ذلك عملية التطهير العرقي والتهجير القسري
والخطاب العنصري الفوقي واللاإنساني.
وأضافت: إسرائيل تدمر بشكل ممنهج احتمالات السلام
وتقود المنطقة لموجة لا متناهية من العنف والفوضى، وهنا يتوجب على المجتمع الدولي امتلاك
الجرأة الكافية لقول حقيقة ما يجري على الأرض ومساءلة دولة الاحتلال ومحاسبتها ووضع
جدول زمني محدد لإنهاء احتلالها العسكري وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها
القدس.
وتحدثت عشراوي عن
الانتخابات الفلسطينية مؤكدة على انها حق أساسي لكي يمارس الشعب الفلسطيني حقه بالمساءلة
والاختيار والتشريع وهي مدخل لإنهاء الانقسام، وشددت في هذا السياق على ان الاحتلال
هو العائق الأول أمام إجرائها وطالبت بتدخل دولي لمنع التعرض للعملية الانتخابية، كما
وتطرقت للجنة المختصة لمتابعة إجرائها وحثت في هذا الصدد جميع الأحزاب والفصائل بالمشاركة
في العملية الانتخابية.
وأكدت عشراوي في
نهاية الندوة على توجهات القيادة الفلسطينية القائمة على تعزيز صمود المواطن الفلسطيني
والعمل مع الحلفاء في العالم أجمع على تغيير الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية
وخصوصا بين أوساط الشباب وتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة الخطر المحدق الذي يتربص
بشعبنا وعدالة قضيتنا، كما تطرقت للمصالحة الداخلية وأهمية إنهاء الانقسام وثمنت في
هذا الصدد الدور المصري الكبير في السعي نحو تحقيق الوحدة الداخلية، وأكدت على أن المصالحة
الفلسطينية تتطلب وجود رغبة سياسية حقيقية وشددت على مصلحة إسرائيل الرئيسية لإبقاء
الانقسام وعملها المتواصل على ترسيخه وتعميقه.