يعد الكاتب الكبير وحيد حامد، من أوائل المؤلفين الذين، اهتموا بكشف الألغاز، وفضح الكواليس الخفية، التي تدور داخل كهوفها صناعة الإرهاب، وإنتاج الفكر الضال؛ عبر سلسلة من الأعمال السينمائية، والدرامية، التي بدأت، بالتزامن مع هجمة تسعينات القرن الماضي، الشرسة لإرهاب الجماعات الإسلامية.
البداية في 1992
كانت البداية عام 1992 بفيلم «الإرهاب والكباب»، الذي تناول فكرة الإرهاب، بشكل ساخر، لكنه عميق، ناقش خلاله وحيد حامد، فكرة مهمة، وهي كيف يمكن للظروف أن تكون سببا في انتقال شخص طبيعي، من خانة الإنسان المسالم، إلى خانة الإرهابي، الذي يواجه وزارة الداخلية بأكملها، محتجزا رهائن.
وناقش الفيلم أيضا، كيف يصبح لهذا الإرهابي المعادي للسلم الاجتماعي، أن يصبح ألد أعداؤه، وهم رهائنه، مؤيدين له، في ظل اتفاق مطالبه، مع احتياجات هؤلاء الرهائن.
محطة 1995
وبعد «الإرهاب والكباب»، بثلاث سنوات فقط، أخرج الثنائي إلى النور، فيلما جديدا، هو: «طيور الظلام»، الذي ألقى الضوء بقوة على أجنحة الفساد في الوطن، كاشفا عن أن الإرهاب، هو الوجه الآخر للفساد المالي، والنفوذ.
وتمثل الصراع بين الجناحين الراغبين في نهب ثروات، ومقدرات الوطن، في علي الزناتي، محامي الجماعات المتطرفة، وفتحي نوفل الذي انضوى تحت مظلة أحد الوزراء الفاسدين.
«دم الغزال» حالة خاصة
وعقب الانفصال الفني بين وحيد حامد، وعادل إمام، لم يتوقف المؤلف الكبير، عن كشف ألغاز الإرهاب، وذلك بفيلم دم الغزال، الذي أنتج عام 2005؛ لتناول ظاهرة الإرهاب، من خلال التركيز على أسباب الظاهرة، وبخاصة الفقر، والبطالة.
عمارة يعقوبيان
وجاء فيلم عمارة يعقوبيان، الذي تم إنتاجه في 2006، وتطرق إلى الإرهاب، وكيفية سعي الجماعات الإرهابية؛ لاستدراج الشباب إلى صفوفهم، واستغلال فقرهم، وظروفهم القاسية.
وجسد الفنان محمد إمام، دور طالب في الجامعة كان يتمنى دخول كلية الشرطة، لكن مهنة والده، البواب منعته من القبول، فدخل كلية أخرى، ولكن استطاعت الجماعات المتشددة أن تجذبه، إلى صفوفها، مستغلة كراهيته لقسوة ضابط الشرطة، في معاملته، هو ووالده؛ الأمر الذي دفعه للانتقام.
«العائلة» و«الجماعة»
ولم تتوقف محاربة وحيد حامد للتطرف، على الأفلام السينمائية، وإنما قدّم لمكتبة الدراما، عملين في منتهى الأهمية، هما «العائلة»، الذي مثّل صرخة انطلق في وجه الإرهاب، في فترة عنفوانه، وموجته العاتية، منتصف تسعينات القرن العشرين.
وأخيرا يعتبر مسلسل «الجماعة» بأجزائه المختلفة، من الأعمال الدرامية التي كشفت النقاب عن الكثير مما خفي من حقيقة جماعة الإخوان، وتاريخ نشأتها على يد حسن البنّا، مرورا بظهور التنظيم الخاص، وهو الجناح المسلح لها، كما كشف عن تورط الجماعة في الاغتيالات، والمؤامرات التي لم تنته طمعا في الوصول للحكم.