الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

العدوان التركي على سوريا.. تعقيد للأزمة ومأساة إنسانية جديدة.. وخبراء: الذرائع التركية واهية وكاذبة.. وأنقرة لها مطامع في الشمال السوري.. وعدوانها يعيد بعث فلول "داعش"

تحقيقات11-10-2019 | 18:08

قال خبراء سياسيون وعسكريون، إن كل ذرائع العدوان التركي على سوريا واهية وكاذبة، وأن العدوان محل رفض من كل الأطراف الدولية، مؤكدين أن تركيا لها مطامع في الشمال السوري، وأن هذا العدوان يعيد بعثا لفلول تنظيم داعش مرة أخرى ويعقد الأزمة السورية بشكل كبير.


وأكدت مصر إدانتها للعملية العسكرية التي تقوم بها تركيا في سوريا، مؤكدة أن تلك الخطوة تُمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة؛ استغلالاً للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، ودعت المجتمع الدولي للتصدي لهذا العدوان، وكذلك دعت لاجتماع طارئ في الجامعة العربية، والذي سيعقد غدا على مستوى وزراء الخارجية العرب؛ لبحث التطورات الراهنة وسبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها.


الذرائع التركية واهية

قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن العدوان التركي على شمال سوريا هو عملية انتهاك فاضح لسيادة الدولة السورية، ويخرق كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية التي تحمي الدولة وسيادتها، مضيفا إن كل الذرائع التركية في هذا العدوان كلها واهية وغير حقيقية.


وأكد عكاشة، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الدليل على زيف الادعاءات التركية هو توحد الرأي العام العالمي والدولي في رفض والتحفظ على هذا العدوان السافر، فلم يكن لهذا التوحد أن يتشكل إلا إذا كانت كل الذرائع لهذا الهجوم غير صحيحة، مضيفا إنه من المتوقع أن تتخذ الدولة العربية مواقفا إيجابية في الاجتماع الطارئ للجامعة العربية الذي سيعقد صباح الغد.


وأضاف إن الغزو التركي يعقد الأزمة بأخطر مما هي عليه الأوضاع السورية الآن وبأخطر مما يمكن أن تواجهه سوريا من التنظيمات الإرهابية، موضحا أن مصر تقود الموقف العربي في اللحظة الراهنة وهي التي لعقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية والجميع استجاب للدعوة المصرية.


وأشار إلى أن التوجه المصري من اللحظة يرفض كل أشكال التدخل في الأراضي السورية، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا الموقف أمام الأمم المتحدة في أكثر من مرة، وكذلك أشار إلى وجود عسكري تركي في دولتين عربيتين إحداهما سوريا، ما يشكل خطورة كبرى على الأمن القومي العربي.


وأوضح أن هجوم أردوغان على مصر والرئيس السيسي هو أمر يرجع لهزيمة مصر للمشروع التركي، فالسيسي هو من أطلق رصاصة الرحمة على المشروع الإخواني الأردوغاني التوسعي المدمر الذي كان يستهدف المنطقة كلها وليس مصر فقط، مضيفا إن أردوغان يشعر أن هذا المشروع تلقى هزيمة كبيرة على يد السيسي والدولة المصرية.


موقف عربي موحد


قال اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، إن العدوان التركي على سوريا هو بمثابة احتلال لجزء من الأراضي السورية في إطار الاعتداءات المستمرة من القوات التركية على أراض عربية أخرى، مضيفا أن هذا العدوان يؤدي لخسائر في القوات السورية والمدنيين وزيادة المهاجرين، فالتقديرات تشير إلى وصول عدد النازحين إلى نحو 60 ألف مواطن.


وأوضح مظلوم، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العدوان هو أزمة تعقد الوضع السوري في الوقت الحاضر سواء بتواجد قوات أجنبية والعمليات القتالية التي تديرها، مشيرا إلى أن مصر منذ البداية واتخذت موقفا رافضا للعدوان التركي على سوريا ودعت لعقد اجتماعا طارئا للجامعة العربية وهو سيعقد بالفعل غدا.


وأكد أهمية أن تأخذ الدول العربية موقفا حازما ضد هذا العدوان سواء عبر قطع العلاقات أو خفض التمثيل الدبلوماسي أو تجميد العلاقات الاقتصادية أو وقف السياحة، مضيفا إن الموقف العربي الموحد سيجبر تركيا على التراجع بشأن هذا العدوان، في ظل الرفض الدولي للانتهاك التركي للسيادة السورية.


مطامع تركيا في الشمال السوري

قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن العدوان التركي على سوريا هو انتهاك لحقوق دولة وفقا للقانون الدولي، وهو أمر يستحق المسائلة القانونية من قبل المنظمات الدولية، مضيفا إن تركيا تتذرع في هذا الهجوم أنها تريد تفريغ للأكراد وعودة اللاجئين السوريين مرة أخرى.


وأوضح إسماعيل، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن كل هذه ذرائع كاذبة لأن تركيا لها مطامع في الشمال السوري، مضيفا إن الولايات المتحدة الأمريكية سحبت قواتها مطلع الأسبوع من الأراضي السورية، وأن هذه العملية العسكرية التركية لن تستمر طويلا ولن تنجح في تحقيق أهدافها.


وأكد أن هذا العدوان قد يؤدي لإعادة بعث فلول تنظيم داعش الإرهابي مرة أخرى عبر محاولة فتح بعض السجون في الشمال السوري والتي كان الأكراد يسيطرون عليها، مضيفا إن هذا يؤدي لحالة عدم الاستقرار السياسي والعسكري في المنطقة ومن يدفع الثمن في ذلك هو الشعب السوري.