كتب : حاتم جمال
د. سحر حلمي هلال إحدي أهم راقصات الباليه في دار الأوبرا ومصر.. من عائلة فنية، فوالدها الكاتب الصحفي والفنان حلمي هلال الذي اشتهر بأدوار الشر علي الشاشة، ومع ذلك فضلت دراسة الباليه عن التمثيل ورفضت العديد من عروض التمثيل قبل وبعد سفرها للخارج للدراسة.
د. سحر فندت أهم التحديات التي تواجه تقديم عمل استعراضي علي الشاشة حيث قالت:
لابد أن نتفق أنه لا يوجد لدينا أعمال استعراضية بالشكل الذي ينبغي أن يقدم والذي حدثت فيه طفرة كبيرة في كل العالم ونحن تجاهلناها وابتعدنا عنها مع أنه لا توجد مشاكل تعيق الإنتاج، فكل المشاكل التي يفندها المتخصصون هي مشاكل واهية من ضعف إنتاج وغياب العناصر المدربة وندرة السيناريوهات. كل هذا موجود ومتوفر لكن لا أحد يهتم.. فمشكلة الأعمال الاستعراضية في السينما والدراما تقف عند حد الإرادة.. نحن لا توجد لدينا إرادة لصنع هذا العمل فرغم أن الوسط الفني تسيطر عليه مجاميع - لأنني أرفض كلمة شللية - إلا أن هذه المجاميع لم تفكر في تقديم عمل استعراضي خارج عن المألوف وهذا السبب الحقيقي في اختفاء هذه النوعية من الأعمال.
وأضافت أن متطلبات العمل الاستعراضي اختلفت عن السابق فنحن أصبحنا نري التقدم التكنولوجي في عناصر الإبهار بهذه الأعمال التي تقدمها سينما العالم وخاصة هوليوود وبوليود ولم يعد المتفرج ساذجاً يقتنع بالرقص علي أنه استعراض لأنه متابع للحركة السينمائية العالمية لذا لابد من تكوين جماعات سينمائية جديدة تفكر خارج الصندوق.
واستطردة قائلة: هناك مشكلة يتجاهلها الجميع وهي بطل هذه الأعمال، لا يوجد لدينا نجوم لديهم مقومات هذه البطولات في الشكل والحركة والدراسة وهذا كان ما يميز السينما المصرية في عصورها الذهبية عندما نجد سامية جمال وتحية كاريوكا تجيدان فن الاستعراض عن دراسة، فحركاتهما تدل علي دراسة الباليه وفنون الرقص وكان هناك نجوم للغناء أمثال شادية وظهرت سعاد حسنى لتجمع بين الاستعراض والغناء وتعامل معهم كبار المنتجين وكانوا سنداً لهم فكان خلف كل فنان منهم نجوم آخرين كل في مجاله لإظهار امكانيات المواهب هذا ما نفتقده الآن ففرقة رضا على سبيل المثال صنع لها رقصات خاصة باعضائها وشريهان قدمت الاستعراض بما يتلائم مع موهبتها في الرقص الشرقي علي عكس نيللي التي كانت تمتلك مقومات الباليه والدراسة.
وتضيف قائلة: راقص الباليه يقضي 9 سنوات من عمره في دراسة فن الحركة وشكل الجسم وتركيبته، وهذا ما يعتمد عليه الخارج في أعماله ومع هذا نحن لدينا راقصون وراقصات علي مستوي عالمي في الأوبرا والفنون الشعبية والاستعراضية وبعض الفرق الخاصة وقادرون علي صنع عمل جيد.
وأوضحت أن نيللي كريم هي الوحيدة التي تستطيع اقتحام هذا المجال، قائلة: لقد خرج من الأوبرا نجوم أمثال نادين ثم نيللي وأحمد يحيي وهاني حسن ولكنه من الصعب الاستمرار وإن كانت نيللي هي الأجدر علي هذا ولكنها فضلت أن تثبت جدارتها كممثلة لأنها تتقن الرقص بكافة أشكاله، وانتظر منها أن تقدم عملاً استعراضياً يليق بها وبحجم موهبتها.
واختتمت قائلة: إن الإرادة تأتي من المنتج وشجاعته علي اقتحام هذا المجال بعيداً عما نراه في السينما مؤخراً من نشر أفكار العنف والتطرف وتتخلل هذا العنف مجموعة رقصات بعيدة كل البعد عن الفن.