أكدت الموازنة التقديرية للشركة العامة لصناعة الورق "راكتا "، إحدى شركات القابضة للصناعات الكيماوية التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام عن العام المالي 2017-2018 أن القرارات التي اتخذها محافظ البنك المركزي بتعويم الجنيه وتحرير أسعار صرف العملات الأجنبية والحد من الاستيراد اعتبارا من 3 نوفمبر 2016 أدت إلى زيادة تكلفة المستلزمات السلعية وزيادة أسعارها خاصة سعر الغاز الطبيعي إلى 5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، فقد ارتفع سعر صرف الدولار من 8,83 جنيه إلى 18 جنيه، الأمر الذى أدى إلى زيادة سعر متر الغاز من 1.62 جنيه إلى 3.34 جنيه، مما أدى إلى زيادة تكاليف استهلاك الغاز الطبيعي بمبلغ 35.8 مليون جنيه كذلك زيادة أسعار المستلزمات المستوردة "والتي تقدر بـ 207 آلاف دولار، وزيادة تكلفتها بنحو 1.9 مليون جنيه .

كذلك الزيادات المتتالية فى أسعار الخامة الرئيسية للإنتاج وهى ورق الدشت لقلة المعروض منه بعد الحد من المستورد حيث ارتفعت أسعاره من 1360 جنيه للطن، خلال أكتوبر 2016، ليتجاوز 2000 جنيه في 2016-2017 ومازال فى تصاعد متوقعا أن يتجاوز سعره 2523 للطن خلال 2017-2018.

وأشارت الموازنة أيضا إلى ارتفاع أسعار الكهرباء إلى 704 جنيه للميجاوات مقابل 594 للميجاوات خلال 2016-2017 مما يترتب عليه زيادة التكاليف بـ9.5 مليون جنيه هذا بالإضافة إلى الزيادات فى الأجور والمصروفات.

واستعرضت الجمعية أبرز التحديات التي تواجه الشركة وسعيها إلى خفض الخسائر.

أكد محمود فراج، العضو المنتدب لـ"راكتا"، أن الشركة تستهدف تقليل الخسائر خلال العام المقبل إلى 22 مليون جنيه، لافتا إلى أن الشركة خسرت خلال النصف الأول من العام الجارى 38.7 مليون جنيه مقارنة بخسائر 54.6 مليون جنيه العام الماضي.

وأضاف عبد الخالق شمس، رئيس اللجنة النقابية بشركة راكتا إن الشركة تأسست في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وكان يعمل بها آنذاك ما يقرب من 4000 عامل، وكانت متخصصة في صناعة الورق الأبيض من قش الأرز إلى أن تحول اعتمادنا على الورق البني "الدشت".

وأشار إلى أنه لم يتم إجراء أي عمليات تحديث أو تطوير للشركة أو المعدات منذ 1984، بالإضافة إلى تسريح العاملين تحت مسمى المعاش المبكر عام 2006، الأمر الذى أدى إلى ما وصلت إليه الشركة الآن من توقف معظم خطوط الإنتاج بنسبة 75%.

وأوضح شمس إن الحل السريع لإعادة الشركة لحالة تحقيق الأرباح هو صناعة الورق الأبيض من القش، لافتا إلى أن الخامات التي تورد للشركة من ورق الدشت رديئة جدا وتعتبر مساعدا على إهلاك المعدات، مطالبا بتحسين أوضاع العاملين وزيادة بدل الوجبة بما يتناسب مع الأسعار وأيضا وفق قيمة الوجبات .

الجدير بالذكر أن شركة راكتا قد اعتمدت الجمعية العامة العادية الموازنة التقديرية للعام المالي المُقبل 2017-2018 بخسائر متوقعة قيمتها 22 مليون جنيه.

وعدلت الشركة مقترح الموازنة التقديرية للعام المالي 2017-2018، لتقليص خسائرها إلى 22.04 مليون جنيه خلال موازنة العام المالي 2017/2018، مقابل صافي خسائر بقيمة 38.7 مليون جنيه للمتوقع خلال 2018/2017، ومقابل خسائر محققة بلغت 54.6 مليون جنيه خلال 2015/2016.

وقالت الشركة إنها تقدمت بطلب قرض من الشركة القابضة للصناعات الكيماوية قيمته 5 ملايين جينه لشراء الخامة الرئيسية لإنتاج ورق الدشت، على أن يتم سداده بأقساط شهرية على عشرة أشهر وبفترة سماح 3 أشهر لضمان استمرارية التشغيل وإعادة دورة رأس المال.