دعت قيادة القوات المسلحة اللبنانية جميع المتظاهرين في عموم البلاد، إلى التزام الطابع السلمي في التعبير عن مطالبهم التي ترتبط بأوضاعهم المعيشية والاقتصادية، والابتعاد عن أعمال التخريب أو الاعتداء على الممتلكات، مؤكدة تضامن قيادة الجيش بصورة كاملة مع هذه المطالب.
وذكرت مديرية التوجيه بقيادة الجيش اللبناني في بيان اليوم السبت إنها "تدعو قيادة الجيش جميع المواطنين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم المرتبطة مباشرة بمعيشتهم وكرامتهم، إلى التعبير بشكل سلمي، وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة".
وأضاف البيان: "وإذ تؤكد (قيادة الجيش) على تضامنها الكامل مع مطالبهم المحقة، فإنها تدعو المتظاهرين إلى التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين".
من جانبه، عقد رئيس الوزراء سعد الحريري، اليوم، سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع وزراء في الحكومة يمثلون مختلف القوى السياسية، في إطار التشاور حول الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان وسبل معالجتها، حيث التقى بوزير الصناعة وائل أبو فاعور (عن الحزب التقدمي الاشتراكي) ووزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس (عن تيار المردة) ووزير المالية علي حسن خليل (عن حركة أمل) في لقاءات منفصلة.
من ناحيتها، أعلنت وزيرة الداخلية ريا الحسن، أن معظم من تم إلقاء القبض عليهم خلال التظاهرات والاحتجاجات والاشتباكات التي شهدتها البلاد بالأمس، سيتم إخلاء سبيلهم اليوم بضمان محال إقامتهم.
وقالت وزيرة الداخلية في تصريح لها: "اتصلت بالمدعي العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات، والذي أبلغني أن معظم الذين تم احتجازهم سيتم إخلاء سبيلهم بسند الإقامة، وذلك لاستكمال التحقيقات لاحقا، للتثبت من مدى توافر الأدلة المادية حول إقدامهم عمدا على ارتكاب أعمال شغب وسرقة محال وحرق الممتلكات العامة والخاصة".
على صعيد متصل، تزايدت أعداد المتظاهرين بصورة كبيرة ظهر اليوم في ساحتي الشهداء ورياض الصلح (بوسط بيروت) والذين كانوا قد بدأوا في التوافد منذ الصباح الباكر رافعين أعلام لبنان ومرددين الشعارات المنددة بالتدهور الاقتصادي للبلاد وتراجع أوضاعهم المعيشية، ودون أن تشهد المظاهرات أي أعمال شغب أو احتكاك مع القوى الأمنية، خلافا لأعمال الشغب والحرق التي وقعت بالأمس.
كما تواصلت الاحتجاجات والمظاهرات في عدد من المحافظات والمناطق اللبنانية، وقام المتظاهرون في عدد من المناطق بنصب خيام في الميادين والساحات، وكذلك قطع الطرق بالإطارات المشتعلة والعوائق، وقام أشخاص في بعض المناطق باستقدام شاحنات مليئة بالأتربة وأفرغوا حمولتها بالطرق في سبيل قطعها تماما.