أكد د عزالدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، خلال مشاركته فى الندوة الفرنسية المصرية للحبوب، على عمق العلاقات الثنائية المصرية الفرنسية، تلك العلاقات التي تقوم على روابط تاريخية زخمة تستند إلى الصداقة المتبادلة، وقد شهدت العلاقات الفرنسية المصرية تقاربا وتطورا ملحوظا في السنوات القليلة الماضية، فخلال الآونة الأخيرة تعددت الزيارات الثنائية الرفيعة على المستوى الرئاسى، حيث أظهرت تلك الزيارات توافقا في الرؤى بين البلدين في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك .
حيث تعد فرنسا واحدة من أهم شركاء التنمية على مستوى أوروبا وتربطها بمصر علاقات متميزة فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية بوجه عام وبعلاقات متميزة فى المجال الزراعى بوجه خاص ، حيث أنشئ منذ عام 1983 مكتب الاتصال المصرى الفرنسى للزراعة بوزارة الزراعة ، والذى يقوم بدور كبير فى دعم سبل التعاون والتنسيق بين البلدين فى المجال الزراعى وإدارة المشروعات المشتركة المنفذة بينهما ، حيث أسهمت تلك المشروعات فى دعم قطاع الزراعة فى مصر خاصة المشروعات تم تمويلها من حصيلة بيع المعونات الغذائية الفرنسية وقد تم من خلالها تنفيذ أكثر من 140 مشروعاً مشتركا فى كافة المجالات الزراعية المختلفة ، مما كان له عظيم الأثر فى دعم قطاع الزراعة فى مصر ، وفى الآونة الأخيرة شهد التعاون مع شركائنا الفرنسيين التعاون فى مجال تحسين الرى الحقلى ، الى جانب مشروع دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى القطاع الزراعى .
وأضاف ابوستيت أن إنشاء معمل تحليل الحبوب " والذى تم أفتتاحه رسميا فى عام 2012 بالمركز الأقليمى للأغذية والأعلاف بمركز البحوث الزرعية، كواحد من المشروعات الناجحة التى تم تنفيذها بالتعاون مع الجانب الفرنسى ، حيث أنشئ المعمل لدعم صناعة الطحن والخبز على المستوى المحلى ومنطقة الشرق الأوسط، من اجل تشجيع كفاءتهما المالية والاقتصادية والمساهمة فى تقليل الفجوة الغذائية ، وقد تم من خلال المشروع تدريب عدد من المهنيين بمصر وفرنسا ، حيث تم الأستعانة فى أنشاء هذا المعمل بخبرة رابطة الحبوب الفرنسية فى تجهيز المعمل ، وتطوير قدرات المهنيين المختصين فى صناعة الطحن والخبز مما يمكنهم من تمييز تلك المواصفات التى تتواءم مع طرز المخبوزات .
وأشار وزير الزراعة إلى الجهود التي تبذلها الدولة لتحقيق الأمن الغذائى من خلال زيادة معدلات الاكتفاء الذاتى ، من خلال تخصيص مساحات كبيرة لزراعة القمح فى المشروع العملاق "أستصلاح المليون ونصف مليون فدان" ، والحرص على الحد من تقلبات الأنتاج الناجمة عن تغير المناخ والتى لا تتأثر بها مصر فحسب ، ولكن تتأثر بها جميع الدول المنتجة على أختلاف كمية الأنتاج مما يؤثر على الأسواق العالمية للقمح ، وتؤدى الى أنخفاض الأنتاج من الحبوب بصفة عامة والقمح بصفة خاصة ، من أجل ذلك تحرص مصر على تعظيم سلسلة امدادت وواردات القمح لديها وتنوع مصادره ، حيث أن النمو السكانى يساهم فى زيادة حجم الطلب على الحبوب من أجل الغذاء وتأتى فرنسا من أهم الدول التى تحرص مصر على التعاون معها فى استيراد القمح.
كما أشار أيضا إلى حرص الوزارة على توعية المزارعين بضرورة الألتزام بزراعة الأصناف الجديدة فى المناطق التى تجود بها، مع توجيهها بالرجوع إلى الجمعيات الزراعية التى تتواجد بها هذه التقاوى ، والتحذير من زراعة الأصناف غير الموصى بزراعتها فى كل منطقة حماية من الآفات التى تضرب المحصول .
كما أشاد بالدور الذى يلعبه الحجر الزراعى المصرى لتعامله بأمانة ومصداقية مع شحنات القمح الواردة لمصر من كافة الدول المتعامل معها فى هذا الشأن ملتزما فى ذلك بمعايير منظمة الفاو ودستور الغذاء العالمي (الكودكس) ، حيث أنه هو من لديه قرار السماح بدخول وخروج الشحنات الزراعي من والي مصر، وأنه في حالة رفض الشحنة يتوجب قانونًا أن تعود إلىي بلد المنشأ أو يعاد تصديره ، ونحن فى هذا نسعى الى تحقيق مصلحة الشعب كأولوية فيما يتعلق بشق صلاحية الغذاء المستورد.
حضر الندوة قيادات وزارة الزراعة والسفير الفرنسي بالقاهرة ورئيس جهاز سلامة الغذاء