الخميس 28 نوفمبر 2024

فن

في 3 مقالات رسائل الراحل "مصطفى امين" للمصريين في كيفية الاحتفال بعيد الحب

  • 4-11-2019 | 18:46

طباعة

يحتفل المصريون اليوم بـ "عيد الحب" بعد 45 عاما من إطلاق الكاتب الصحفي مصطفى أمين فكرة الاحتفال بعيد الحب المصري والذي يوافق يوم 4 نوفمبر من كل عام.


فكانت جنازة في حي السيدة زينب بوسط القاهرة لا يسير فيها سوى 3 رجال.. بمثابة شرارة أشعلت فكرة "عيد الحب"، في عقل الكاتب الصحفي مصطفى أمين، فكتب عمود في جريدة الأخبار بعنوان "عيد الحب المصري"، لنشر السلام والحب بين أفراد المجتمع. 


ولم يتوقف الكاتب مصطفى أمين عن كتابه هذا المقال فقط، بل كتب الكثير منهم، نشر 3 مقالات في كتابه "200 فكرة" طبع عام 1979 ، ترصد "الهلال اليوم" ما جاء في تلك المقالات في السطور التالية.


المقال الأول جاء بعنوان "دعاء في عيد الحب"

نص المقال 

يأرب .. أعطني قلبا كبيرا يتسع لكل الناس الصغير قبل الكبير الضعيف قبل القوي، المحروم قبل القادر، أعطني ذاكرتين.. ذاكرة ضعيفة تنسى الإساءة.. وذكرى قوية تذكر الإحسان.. أعطني القدرة على الجزاء ولا تعطني القدرة على العقاب.. علمني كيف أعفو ولا تعلمني كيف أنتقم!.

أعطني ابتسامة لا تغيب، فالوجه الضاحك يفتح أبواب الدنيا في وجوه الناس، والوجه المتهجم يغلق الأبواب في وجوه الناس.

أعطني لسانا يحمل الكلمة الطيبة، وليكون منديلا يجفف الدموع.. ومرهما يخفف الجروح، وبلسما يشفى الآلام!

 أعطني قلما حرا لا يخاف الأقوياء ويخاف الله.. ولا يهتز أمام الطغاة بل يتحول إلى سيف أدافع به عن المظلومين .. لا تجعله يمشي وراء المواكب، وإنما أجعله يتقدم معارض الحرية.


أعطني أصدقاء يواجهونني بأخطائي.. ولا تعطني أصدقاء يتملقونني ويدافعون عن أغلاطي ويبررون إساءاتي .. نحن في هذه الحياة لا نستطيع أن نمشي وحدنا بغير أصدقاء.. إنهم العمود الفقري لظهورنا والدروع لصدورنا.. ورؤوسنا إذا لعبت رؤوسنا.. وقناديلنا إذا أنتشر حولنا الظلام.. أعطني أصدقاء يصمدون في الشدة ويختفون في الرخاء.. يعطوني الحب ولا يعطوني النفاق.. لقد علمتني الأيام أن الصديق الحقيقي أكثر فائدة من الرصيد في البنوك.. الرصيد تستطيع أن تنفقه في ليلة واحدة ولكن الصديق الحقيقي يبقى معك العمر كله!


أعطني القناعة فإن المثل المصري الذي يقول "الطمع يقل ما جمع"، هو مثل صحيح أثبتته الأيام .. القانعون هم السعداء، والطماعون هم أشقى الأشقياء.. الجنيه في القانع يساوي مليونا من الجنيهات، والمليون جنيه في جيب الطماع لا يزيد عن بضعة قروش! ولهذا فإن أفقر الفقراء هم الطماعون الجشعون!.

يأرب أملأ قلبي بالإيمان، فالإيمان يقويني فلا أضعف ويسعدني فلا أشقى ويجعلني أحب الحياة!

هذا دعائي .. الذي سأقوله في عيد الحب

يوم السبت 4 نوفمبر

    

المقال الثاني بعنوان "كل سنة وأنت تحبنا ونحن نحبك"

نص المقال 

اليوم عيد الحب في مصر

هل يجئ يوم قريب نحتفل فيه بعيد الحب في كل بلد عربي، كما احتفلنا بعيد الأم؟

أعتقد أن هذا اليوم لا بد أن يجيء .. لا تستطيع الحدود ولا الحواجز ولا الخلافات السياسية أن تفرق بين ما وحده الله!

كل واحد منا له صديق أو حبيب أو أخ أو زميل في كل بلد عربي! درسنا معا أو كافحنا معا، أو ضحكنا معا، كل أسرة في كل بلد عربي لها في جميع البلاد العربية فروع، أو أشخاص يحملون نفس الأسماء!


وكثيرا ما ألتقي بفلسطينيين وأتصور أنهم مصريون .. أو ألتقي بسودانيين وأعتقد أنهم سعوديون .. بل الأغرب من ذلك أنني رأيت ذات مرة في مدينة الموصل فلاحا يشبه الأستاذ عباس محمود العقاد شبها غريبا.. صوته وقامته ومشيته.. الفرق الوحيد أنه كان يجهل القراءة والكتابة!


ورأيت مرة عندما زرت البحرين في عام 1953 سيدة هي صورة طبق الأصل من أم كلثوم . عيناها. شفتاها. قامتها .. طريقتها في لفتة رأسها.. واقتربت منها وأنا أتصور أن أم كلثوم سافرت إلى البحرين دون أن تعرف الصحف، وعندما أصبحت بحذائها وجدتها أطول قامة من أم كلثوم قليلا.. وحاولت أن أسمع صوت السيدة البحرينية ووجهت إليها سؤالا فإدارات ظهرها ولم ترد، إنك ستجد شبيها لك في كل بلد عربي.. وسوف تجد أكثر من مواطن يحمل أسمك. ولا يمكن أن يكون الأمر مصادفة.. فلا بد أن هذا الشعب كان شعبا واحدا بأسماء مختلفة!


ولهذا أتمنى أن يجيء عيد الحب في العام القادم.. ويعود الحب إلى قلوبنا ونعلم أن من حقنا أن نختلف ولكن ليس من حقنا أن ننقسم.. من حقنا أن نتناقش وليس من حقنا أن نتبادل التهم والشباب.. لقد اختلفنا قبل الآن عشرات المرات.. وكان خلافنا دائما هو خلاف حكومات، لم يصعد أبدا مرة واحدة ليكون خلافا بين الشعوب.

وسوف نمضى نحب بعضنا، ونعرف أن الرابطة التي تجمعنا ليست رابطة سياسية ولا هي رابطة اقتصادية ولا هي رابطة مصلحة مادية وإنما هي أخوة وهي دم واحد، ولسان واحد وقلب واحد!.

كل سنة وأنت طيب 

كل سنة وأنت تحبنا .. ونحن نحبك!

 

المقال الثالث بعنوان "عيد الحب!"

دعوت إلى عيد جديد في بلادي.. وهو عيد الحب 


واتفقنا على أن يكون العيد الأول في يوم السبت 4 نوفمبر، في هذا اليوم سيبعث كل واحد منا تحية لمن يحب، قد تكون هذه التحية زهرة أو بطاقة أو خطابا أو محادثة تليفونية!

إننا نريد أن نعيد الحب إلى بلادنا.. نحب زوجتنا وحبيباتنا نحب أولادنا وبناتنا. نحب أصدقاءنا وجيراننا. نحب وطننا.. نحب الناس جميعا.

لقد تعلمنا كيف نكره سنوات طويلة، نريد اليوم أن نتعلم كيف نحب، كيف نعفو، كيف نتسامح، كيف ننسى.

الحب يجعل الحياة حلوة.. يجعل الزهور تتفتح.. يجعل القلوب تصفو.. يجعل الشمس تشرق.

والذين لا يعرفون الحب لا يعرفون الهناء، مساكين أصحاب القلوب السوداء.. إنها تجعل حياتهم كئيبة قاتمة مقبضه.. ومن تجاربي أن الذي لا يعرف كيف يجب لا يعرف كيف ينجح في الحياة، فلكي تنجح في الحياة يجب أن تفهم الناس، ولكي تفهم الناس يجب أن تحبهم.

وعندما تكره إنسانا لا تستطيع أن تراه على حقيقته. تراه قصيرا وهو طويل. تراه ثقيل الدم وهو خفيف الدم.. تراه لا يستحق أن تطمئن له .. بينما إنه رجل أمين يستحق أن تثق به وتعتمد عليه.

ويمكنك أن تبحث عن صاحب متجر يحب الناس، فتجد ابتسامته تجذب الناس، فنجد أن الناس بشعور غير أرداي تنفر منه، وتتعمد ألا تدخل متجره، وهو لم يفتح فمه، ولم يقل لأحد أنه يكره الناس، ولكن في داخل كل واحد منا جهازا عجيبا يعرف منه من يحبه ومن لا يحبه.

وهو جهاز دقيق لا ينفع معه الخداع والكذب والنفاق، من الممكن أن يخدعك إنسان ويقول لك أنه يحبك ولمن لا بد أن شيئا في داخلك سوف يرشدك إلى حقيقة مكره وخداعه وتضليله!

عيد الحب سيكون عيد كل الناس ماعدا الذين لا يحبون إلا أنفسهم 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة