أكدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء أن سعد الحريري، لا يرغب في أن يقوم بتشكيل حكومة جديدة تتعرض للعرقلة لاحقًا، مشيرة إلى أن شروطه للقبول بالتكليف لرئاسة الحكومة المرتقبة تتمثل في أن تكون قادرة على العمل والإنتاج الجدي وألا تكون فيها "وجوه استفزازية" وأن تراعي متطلبات الشارع اللبناني الذي يملأ الساحات والميادين في عموم البلاد.
وأشارت صحف (النهار – والجمهورية – ونداء الوطن – واللواء) إلى أن الحريري يرى أنه لم يعد من المجدي تأليف حكومات وحدة وطنية، لافتة إلى أنه إذا لم تشأ القوى السياسية الأخذ بمواصفات الحكومة المقبلة التي يضعها، فإنه لن تكون لديه مشكلة أن تطرح القوى السياسية بديلًا إنقاذيًا على ألا يمثل ذلك مشكلة إضافية للبلاد.
وشددت الصحف على أن الحريري يرى أن قواعد العمل الحكومي السابقة، وتوزيعات المناصب الوزارية القائمة على أسس المحاصصة وفقا لموازين القوى اللبنانية التي كانت قائمة، لم تعد صالحة في الوقت الحالي، لأن هناك موازين قوى جديدة في البلد بوجود الحراك الشعبي الذي ملأ الساحات والشوارع.
وأكدت الصحف أن الحريري غير متكالب على العودة إلى رئاسة الحكومة في هذه المرحلة من عمر لبنان، وأنه يميل إلى عدم القبول بالمنصب وقد أبلغ موقفه هذا إلى القوى السياسية الفاعلة، مشيرة إلى أنه يرغب فقط في معالجة الأزمة التي أوجبت استقالته، كما أنه أكد لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلال لقائهما قبل يومين، وغيره من الفرقاء السياسيين الذي اتصلوا به أنه "ليس راكضا وراء المنصب".
وأضافت الصحف أن الحريري نصح باسيل، والذي يشغل منصب وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الحالية، أن يفسح الفرصة لغيره ويتراجع عن المشهد الحكومي المرتقب "لأن ما يشهده لبنان كبير للغاية ويجب عدم الاستخفاف به".
ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الماضي سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.