أكد وزيرالكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر اليوم الأربعاء أن مصر تعمل بقوة في اتجاه تعزيز مشروعات الربط الكهربائي والذي يلعب دوراً مهما في تعزيز أمن الطاقة وزيادة استخدام الطاقة المتجددة على المدى المتوسط والطويل..مشددا على التزام مصر بمواصلة التعاون مع الدول العربية والأفريقية وتبادل الخبرات في جميع مجالات الكهرباء والطاقات المتجددة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها وزير الكهرباء اليوم أمام المؤتمر الأول لتفعيل التبادل التجاري للطاقة في الوطن العربي الذي تنظمه جامعة الدول العربية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بالتعاون مع البنك الدولي على مدي يومين.
وقال شاكر : إن مصر تشارك بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية حيث ترتبط كهربائياً مع دول الجوار شرقاً مع الأردن وغرباً مع ليبيا، ويجرى العمل حاليا على دراسة رفع قدرات الربط الكهربائي مع دول المشرق والمغرب العربي بالإضافة إلى مشروع الربط الجاري تنفيذه مع المملكة العربية السعودية ومن خلاله سيتم ربط مصر بدول الخليج وآسيا.
وأضاف وزير الكهرباء : أنه تم الانتهاء من إعداد دراسة الجدوى المبدئية للربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان حيث ستكون مصر جسراً للطاقة بين أفريقيا وأوروبا..مشيرا إلى أنه يجري العمل حالياً في بعض الاختبارات لبداية تشغيل الربط التجريبي مع السودان.
وأوضح أنه تم أمس توقيع مذكرة تفاهم مع المملكة الأردنية الهاشمية وهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي بهدف التعاون في مجال الربط الكهربائي وأسواق الكهرباء..مؤكدا أن الربط الكهربائي العربي الشامل يحظى باهتمام الملوك الرؤساء العرب وذلك باعتباره أحد أهم المشروعات التكاملية التي تمهّد الطريق لإقامة سوق عربية مشتركة للكهرباء وقد تم إعداد دراسة الربط العربي الشامل من قبل المجلس الوزاري بمعاونة البنك الدولي والصندوق العربي من خلال ملاءمة الأطر التشريعية والتنظيمية لتوسيع التبادلات التجارية.
وأشاد شاكر بكافة الجهود المبذولة في سبيل أن يتم تفعيل هذه الوثائق والأطر اللازمة لإقامة سوق عربية مشتركة..مقدماً الشكر للبنك الدولي الذي اقترح المبادرة الجديدة "تسيير تنفيذ الاتفاقيات والإسراع في تجارة السوق خلال الفترة 2019-2024 والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي على دعمه بتحمل نفقات الخدمات الاستشارية لإعداد قواعد تشغيل الشبكات العربية بالإضافة إلى أعضاء اللجنة التوجيهية وفريق عمل الدراسة ولجنة خبراء الكهرباء وكل من أسهم في إعداد ومراجعة هذه الوثائق.
وقال : إن تحقيق تكامل الطاقة على مستوى الدول العربية يتطلب إزالة العوائق والتحديات التي تحول دون تكامل سوق الكهرباء والوصول لسوق تجارة للكهرباء والبدء في تنفيذ مراحل إنشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء مع التركيز على فصل مشغلي نظم النقل عن باقي الأنظمة العاملة في مجال الكهرباء بما يتناسب مع سياسات كل دولة لضمان المنافسة والشفافية..مثمنا دور إدارة الطاقة بجامعة الدول العربية لمواجهة التحديات التي تواجه الدول العربية في قطاع الطاقة وما تقوم به من جهد لتأسيس السوق العربية المشتركة للكهرباء.
وأكد شاكر أن الربط الكهربائي بين قارة أفريقيا وأوروبا سوف يعمل على استيعاب الطاقات الكهربائية الضخمة التي سيتم إنتاجها من مصادر الطاقات المتجددة في أفريقيا..مشددا على أن مصر تحرص على دعم جهود الدول الأفريقية للنفاذ للطاقة النظيفة من المصادر المتجددة لاسيما في إطار تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي خاصةً في ظل ما تتمتع به الكثير من الدول الأفريقية من العديد من مصادر الطاقة المتجددة غير المستغلة.
وأشار إلى التغيرات العالمية التي من شأنها أن تؤدي إلى التحول في الطاقة والتي سوف تتطلب تغييرا في شكل إنتاج واستهلاك الكهرباء وتعتبر هذه التغيرات بمثابة تحديات تواجهها كافة الدول مثل نضوب الوقود الإحفوري ، محددات تغير المناخ وخاصة بعد (COP 21 ) بالإضافة إلى الطموحات الكبيرة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري ، وتفعيل الأهداف 17 للتنمية المستدامة.
وأوضح أنه من أهم هذه التغييرات التحول من استخدام الشبكات التقليدية إلى الشبكات الذكية والتحول من الربط الكهربائي الإقليمي إلى الربط العالمي ومن السيارات التقليدية إلى استخدام السيارات الكهربائية ومن توليد الطاقة الكهربائية باستخدام الوقود الإحفوري إلى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
ونوه شاكر بمشاريع الربط الكهربائي بين الدول والتي أثبتت أن لها العديد من الفوائد منها الفنية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية والسياسية والقانونية والتي تتمثل في تحسين اعتمادية نظم الطاقة الكهربائية اقتصادياً .. مؤكدا أهمية مشاريع الربط في تدعيم الأمن بين الدول والاستقرار السياسي بسبب خلق أجواء التعاون والحوار ووجود مصالح اقتصادية مشتركة وخلق فرص عمل جديدة أثناء فترة الإنشاءات والتشغيل.
وأشار إلى الموقع الجغرافي المتميز لمصر عند ملتقى القارات الثلاث أفريقيا وآسيا وأوروبا كما أن مصر دولة عابرة للقارات بسبب موقعها في شمال شرق أفريقيا، ولها أيضا امتداد آسيوي، ولضمان توفير المزيد من الطاقة المستدامة وخلق سوق مشتركة للكهرباء.