قال
الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اجتماعات وزراء
خارجية مصر وإثيوبيا والسودان اليوم في واشنطن تأتي في إطار دور الولايات المتحدة
الأمريكية للوساطة بين الدول الثلاث في ملف سد النهضة، مضيفا إن ذلك جاء نتيجة
لتعثر المفاوضات في الفترة السابقة.
وأكد بدر
الدين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن كل من الولايات المتحدة الأمريكية
ومصر تربطهما علاقات وثيقة وإستراتيجية، مضيفا إنه ليس من صالح أحد أن تتعقد
الأمور وتتوتر في منطقة منابع النيل، فمصر لا تمانع من تنمية إثيوبيا أو أي من دول
القارة لكن بشرط ألا يكون ذلك على حساب الأمن المائي المصري.
وأشار إلى
أن الاجتماع يستهدف الوصول إلى تفاهمات وتوافق بين الدول المعنية في هذا الشأن، مضيفا
إن الولايات المتحدة الأمريكية لها ثقل عالمي ووجودها في الوساطة أمر مهم، كما أن
هناك اتفاقيات ومعاهدات دولية تحكم الأمر تعود لعام 1902 حددت حصة مصر من المياه.
وأضاف أن
القانون الدولي واتفاقيات الأنهار الدولية بشأن الدول المتشاطئة على نفس النهر
حددت قواعد حاكمة لهذا الملف، ومنها ألا تقوم بدول المنبع بمشروعات دون موافقة دول
المصب أو تسبب إضرارا لهذه الدول، مشيرا إلى أنه بناء على ذلك لا ينبغي لإثيوبيا
كدولة منبع أن تقوم بمشروعات تسبب أضرارا لدولتي المصب هما السودان ومصر.
وأوضح أن
سد النهضة لا ينبغي أن يكون على حساب الحصة المائية لمصر، والمقدرة بـ55.5 مليار
متر مكعب سنويا، لأن الزيادة السكانية تجعل هذه الحصة في الأساس غير كافية، كما أن
سنوات ملء السد ينبغي أن تزيد بحيث لا تسبب انتقاصا شديدا لحصة مصر المائية، مضيفا
إن هاتين النقطتين هما ما ستركز عليهما الوساطة إلى جانب التمسك بالمعاهدات
القائمة والإجراءات التنظيمية التي تنظم علاقة الدول الواقعة على نفس النهر في
القانون الدولي.