الأحد 30 يونيو 2024

مبعوث الصين للشرق الأوسط: يجب تعزيز الحلول السياسية لقضايا المنطقة

8-11-2019 | 10:29

 أكد مبعوث الصين إلى منطقة الشرق الأوسط السفير "تساي جون" أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط معقد للغاية، كما أكد ضرورة تعزيز الحلول السياسية لقضايا المنطقة، ودعم الأمم المتحدة للعب دور الوساطة، ودفع الحوار والمفاوضات كأساس لتسوية الخلافات.


جاء ذلك في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة للمبعوث الصيني بمقر وزارة الخارجية الصينية بالعاصمة (بكين) لاستعراض نتائج جولته في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة من 16 حتى 24 أكتوبر الماضي والتي شملت مصر والسعودية وإيران.


وقال جون إن الهدف من أول زيارة قام بها إلى منطقة الشرق الأوسط بصفته الحالية، استهدفت مناقشة تطورات الأوضاع، وسبل تحقيق السلام الدائم هناك، مشيرا إلى أنه طرح عدة مقترحات تضمنت ضرورة إعادة القضية الإيرانية إلى المسار الخاص بخطة العمل الشاملة (اتفاق إيران النووي) والتزام جميع الأطراف بتنفيذها، وعودة دول المنطقة إلى مسار الحوار لحل الخلافات بينها، وتشجيع هذه الدول على تعزيز روح حسن الجوار والصداقة والثقة المتبادلة، مع ضرورة أن تلعب الدول من خارج المنطقة دورا بناء وتضخ طاقة إيجابية وتدعم التعددية وتتخلى عن عقلية محصلة اللعبة الصفرية.


وأضاف أن الدول الإقليمية أعربت عن قلقها حيال الأوضاع الراهنة في المنطقة، وأبدت توافقا في أنه يجب حل قضايا المنطقة عبر الوسائل السياسية لتخفيف حدة التوترات، مشيرا إلى أن هذه الدول تتوقع من الصين لعب دور محوري في قضايا المنطقة وتعزيز جهود تحقيق السلام والتنمية في الشرق الأوسط.


وتابع جون أن موقف الصين حيال قضايا المنطقة هو معارضتها الشديدة للتدخل الخارجي وسياسة القوة والتنمر، وأن بلاده تسعى دائما إلى دعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وتحافظ على التواصل الوثيق مع الدول المعنية، لافتا إلى أن التاريخ أثبت أن سياسة الضغط والأحادية والتنمر لا تحل المشاكل بل تفاقم من الأزمات وتزيد من حدتها .. مؤكدا استعداد بلاه لمواصلة بذل الجهود لتحقيق الاستقرار والازدهار على المدى الطويل في المنطقة.


وأكد المبعوث الصيني ضرورة التزام إيران وجميع الأطراف بالتنفيذ الكامل والفعال لخطة العمل الشاملة (اتفاق إيران النووي) ، وممارسة ضبط النفس، وحل الخلافات في إطار اتفاق شامل .. معربا عن استعداد بلاده للعمل مع مختلف الأطراف لتعزيز السلام والأمن الإقليمي، ودعم أي جهود دبلوماسية من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم في المنطقة.


وحول الهجوم الذي استهدف منشآت نفطية سعودية، قال مبعوث الصين إلى منطقة الشرق الأوسط السفير "تساي جون" إن هذه القضية كانت ضمن الموضوعات التي تم التباحث بشأنها خلال جولته، وإن الصين تدين هذا الهجوم وتعارض أي هجوم يستهدف منشآت مدنية.


وأضاف أن التحقيقات بشأن الهجوم لاتزال جارية، وأن الصين تأمل أن يكون التحقيق شاملا وموضوعيا وعادلا، داعيا الأطراف المعنية إلى الامتناع عن اتخاذ إجراءات تؤدي إلى توترات في المنطقة، مع ضرورة الحفاظ بصورة مشتركة على السلام والاستقرار الإقليميين.. معربا عن تقدير بلاده للجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية لسرعة استئناف إمدادات النفط سريعا عقب هذا الهجوم.


وحول الوضع في سوريا والعملية العسكرية التركية هناك، رحب جون بتشكيل اللجنة الدستورية وبدء اجتماعاتها، مشددا على أن الصين تؤمن أن الحل الدائم للقضية السورية هو حل "سياسي".

وقال إن الصين تؤمن دائما بأنه يجب احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، وتعارض استخدام القوة في العلاقات الدولية، وإنه يجب على جميع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي تجنب إضافة تعقيدات جديدة للوضع في سوريا، والالتزام بمباديء ومواثيق الأمم المتحدة والعمل على تهيئة الظروف المواتية لتشجيع التسوية السياسية للقضية السورية وتجنب إضافة عوامل جديدة ومعقدة إلى الوضع في سوريا.

وأشار جون إلى أنه يجب ضمان عدم عودة مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي أو انتقالهم إلى دول أخرى، لافتا إلى أنه بفضل جهود المجتمع الدولي تعرض التنظيم إلى هزيمة كبيرة في العراق وسوريا.. محذرا في الوقت نفسه من أن الحرب على الإرهاب لم تنته، حيث يجب العمل على اجتثاث الأسباب الجذرية للإرهاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية الأخرى.