الأربعاء 25 سبتمبر 2024

مصر والإمارات تطلقان منصة استثمارية جديدة.. خبراء: تعزز المشروعات المشتركة والتعاون الاقتصادي.. ومباحثات الرئيس وولي عهد أبو ظبي أكدت توافق الرؤى وتمثل مرحلة جديدة للعلاقات

أخبار14-11-2019 | 16:34

قمة مصرية إماراتية عقدت اليوم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي، أكدت عمق العلاقات وتوافق الرؤى بين البلدين، حسبما وصفها خبراء سياسيون، مؤكدين أن الزيارة الرئيس الحالية هي السابعة، وتمثل مباحثاته اليوم في أبو ظبي مرحلة جديدة للعلاقات والتعاون الثنائي وتعزيز الاستثمارات.


وعقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات اليوم، مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وولي عهد أبو ظبي، اليوم، بقصر الوطن بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، حيث أكد الشيخ محمد بن زايد ما تتسم به العلاقات المصرية الإماراتية من تميز وخصوصية، ومشيداً فى هذا الإطار بدور مصر المحوري فى المنطقة العربية، وأنها لا تدخر وسعاً لمساندة ودعم الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص، وستظل ركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى الوطن العربي.


وأعرب الرئيس السيسي عن تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائي مع الإمارات في جميع المجالات، مشددا على أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي وتضامنه لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية، والتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، مؤكداً سيادته عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها في دول الخليج، وأن أمن الخليج يُعد جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر.


وشهد الرئيس وولي عهد أبو ظبي التوقيع على 3 اتفاقات ومذكرات تفاهم في مجالات القوى العاملة والضرائب والتأمين، إلى جانب اتفاقية بين صندوق مصر السيادي وشركة أبو ظبي التنموية القابضة لإطلاق منصة استثمارية استراتيجية مشتركة بقيمة 20 مليار دولار، وهي الاتفاقية التي تهدف إلى تقديم رؤية مبتكرة جديدة لمفهوم تضافر الجهود من خلال تنفيذ استثمارات استراتيجية مشتركة تحقق عائد اقتصادي مربح للطرفين مع التركيز على المشاريع الاقتصادية التنموية في مختلف القطاعات.

 

 

تأكيد الشراكة الاستراتيجية

الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية الإمارات تعد الزيارة السابعة له، وتأتي في إطار حرص ثنائي على الحفاظ على مستوى متميز من العلاقات، مضيفا إن علاقات الدولتين تمثل شراكة استراتيجية ونموذجا للعلاقات العربية- العربية.

 

وأوضح إسماعيل، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العلاقات الثنائية منذ تأسيس دولة الإمارات بنظامها الحالي عام 1971 حتى اليوم لم تشوبها أية شائبة، فمصر والإمارات كانتا دوما مثالا للتعاون والشراكة، وتجلى ذلك خلال حرب أكتوبر 1973 عندما أطلق الشيخ زايد آل نهيان مقولته التي لا تزال تتكرر حتى اليوم وهي "الدم العربي أغلى من النفط العربي".

 

وأكد أن هذه الشراكة منذ عهد الشيخ زايد استمرت من بعده، وأكدتها اليوم المباحثات بين الرئيس السيسي وولي العهد الشيخ محمد بن زايد، مضيفا إن إطلاق منصة للاستثمار بين البلدين خطوة هامة، خاصة وأن الدولتين أصبحتا قبلتين للاستثمار في العالم العربي، فمصر بما تشهده من مشروعات تنموية حقيقية وبيئة محفزة للاستثمار أصبحت وجهة للمستثمرين وكذلك الإمارات خاصة في المنطقة الصناعية وجبل علي وغيره من مشروعات.

 

وأضاف إن الاستثمارات الإماراتية في مصر تقدر بنحو 7مليار دولار، ومتوقع أن تزيد خلال الفترة المقبلة من خلال هذه المنصة، فهناك أكثر من ألف شركة إماراتية تعمل في مصر، وهو عدد قابل للزيادة من خلال تدشين تلك المنصة التي تمثل تتويجا للعلاقات المصرية الإماراتية على المستوى الاقتصادي.

 

وأشار إلى وجود شراكة سياسية بين مصر والإمارات حول القضايا العربية المختلفة وأمن الخليج، باعتبار أن هذه القضايا تهم مصر، فالرئيس دائما يؤكد أن أمن الخليج جزء من الأمن القومي المصري، مضيفا إن الاتفاقيات بين الجانبين والمنصة الاستثمارية تضيف بعدا جديدا للمنظومة الاستثمارية المصرية الإماراتية.

 

وأكد أن المستقبل سيشهد المزيد من ضخ الاستثمارات الإماراتية في مصر وتفعيل الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين ما ينعكس على نمو الاقتصادين المصري والإماراتي.

 

مرحلة جديدة للعلاقات

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، اليوم، كانت مهمة في سبيل تنمية وتطوير العلاقات الثنائية، فجاءت قضايا التعاون الثنائي على رأس أولويات المحادثات، خاصة وأن الإمارات أكبر مستثمر في مصر، وهناك عدد كبير من الشركات الإماراتية تستثمر في العاصمة الإدارية الجديدة.

 

وأوضح فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن ما أسفرت عنه المباحثات من اتفاقيات ومشروعات مشتركة تمثل مرحلة جديدة لتنمية العلاقات المصرية الإماراتية إلى آلية جديدة ومرحلة نوعية من التعاون، مضيفا إن المباحثات تناولت القضايا الإقليمية أيضا، فهناك توافقات كاملة بين أبو ظبي والقاهرة في الرؤى.


وأضاف إن المباحثات تناولت تطورات الأوضاع في الخليج وخاصة بعد توقيع اتفاق الرياض بشأن الأزمة اليمنية، فضلا عن الاهتمام المشترك في ما يخص الملف الليبي ودور الإمارات إلى جانب مصر لاستعادة الدولة الليبية، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا لمواجهة التهديدات الإقليمية وأهمها التدخلات الإيرانية ودعم مصر للاستقرار في الإمارات والمنطقة.

 

وأكد أن الزيارة مهمة وسيكون لها نتائج إيجابية على الدول العربية الخليجية ومصر، كما تبعث برسالة هامة لأطراف إقليمية بأن نموذج إحياء النظام الإقليمي العربي يقوم على مصر والإمارات وكذلك السعودية.

 

تعزيز الاستثمارات والتعاون الاقتصادي

ومن جانبه، قال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الإمارات ومباحثاته اليوم مع ولي عهد أبو ظبي تعزز التعاون الثنائي بين البلدين وخاصة في مجال الاستثمارات والتعاون الاقتصادي، حيث نتج عنها إطلاق منصة مشتركة للاستثمارات بقيمة 20 مليار دولار.


وأوضح حسين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المباحثات تناولت مجمل الأوضاع في المنطقة العربية وتعميق التعاون الثنائي، مضيفا إن الزيارة ستكون مفيدة في سبيل تعزيز التعاون وخاصة بعد إطلاق هذه المنصة وتخصيصها هذا المبلغ للاستثمارات في كافة القطاعات.


وأكد أن العلاقات المصرية الإماراتية متميزة وتاريخية وشهدت مواقفا للدعم والتعاون في كافة القضايا والأزمات، موضحا أن تعزيز الاستثمارات العربية أو الأجنبية مهم للاقتصاد المصري وخاصة أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية المتاحة في ظل المشروعات التنموية التي تنفذها الدولة.