الثلاثاء 14 مايو 2024

الرئيس يعرض قضايا إفريقيا أمام قمة العشرين.. خبراء: زيارته برلين تدعم العلاقات الثنائية والتعاون الأفريقي الألماني.. ومصر وألمانيا تتفقان في الرؤى لتحقيق الاستقرار

تحقيقات17-11-2019 | 16:03

أكد خبراء بالعلاقات الدولية أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي ألمانيا تحمل أهمية كبرى لدعم التعاون الثنائي بين القاهرة وبرلين، وكذلك دعم العلاقات الألمانية الأفريقية، حيث سيمثل الرئيس القارة خلال قمة مجموعة العشرين وأفريقيا، في ظل رئاسته للاتحاد الأفريقي العام الحالي، موضحين أن الرئيس سيعرض أولويات القارة لتحقيق النمو.


 

ووصل السيسي، اليوم، العاصمة الألمانية برلين، للمشاركة فى اجتماعات مجموعة العشرين وأفريقيا، وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن مبادرة قمة العشرين وأفريقيا تهدف إلى دعم التعاون الاقتصادي بين أفريقيا ودول مجموعة العشرين، من خلال مشروعات مشتركة تساهم فى الإسراع بوتيرة النمو فى القارة السمراء، وهى المبادرة التي أطلقتها ألمانيا الاتحادية عام 2017خلال رئاستها لمجموعة العشرين، بهدف دعم التنمية فى البلدان الأفريقية وجذب الاستثمارات إليها.


وستتضمن زيارة الرئيس ألمانيا كذلك نشاطًا مكثفًا على الصعيد الثنائي، حيث من المقرر أن يلتقي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في شتي المجالات، بالإضافة إلى تبادل الرؤى ووجهات النظر حول تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.


كما سيلتقي الرئيس مع كبار رجال الأعمال ورؤساء كبري الشركات الصناعية الالمانية، في إطار جهود مصر لتشجيع الاستثمار وتعزيز جهود التنمية الشاملة بها، فضلا عن استعراض تطورات الإصلاح الاقتصادي في مصر ومستجدات تنفيذ المشروعات التنموية الجاري العمل بها.

 

الرئيس يعرض أولويات القارة

وفي هذا السياق، قال السفير محمد الشاذلي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي ألمانيا تأتي بهدف المشاركة في قمة مجموعة العشرين وأفريقيا، حيث سيعمل الرئيس بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي على عرض أولويات القارة والتأكيد على أهمية أفريقيا، مضيفا إن الرئيس سبق وأن أكد أهمية دور المجتمع الدولي في دعم جهود أفريقيا من أجل النمو.

 

وأكد الشاذلي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القمة تؤكد مرة أخرى أهمية أفريقيا على الساحة الدولية في ظل التهافت على القارة من القوى الكبرى، حيث عقدت من قبل قمة مجموعة السبع وبحثت الشراكة مع أفريقيا، وكذلك منتدى سوتشي في روسيا نهاية الشهر الماضي، وقمة الصين أفريقيا، وقمة التيكاد باليابان للشراكة مع أفريقيا.

 

وأوضح أنه على أفريقيا أن تستغل هذا التهافت وتقابله بجبهة داخلية موحدة وجدية وسد الثغرات التي كانت سببا في الانتقاد منها الفساد وعدم الاستقرار، مضيفا إن أفريقيا خطت خطوات مشجعة في الطريق الصحيح، فهناك محاولات حثيثة لتحقيق الاستباب والأمن والاستقرار في أفريقيا باعتبار أن ذلك البوابة الرئيسية للاستثمارات الأجنبية.

 

وأشار إلى أن أفريقيا خطت خطوات أيضا في معاقبة المتورطين في الفساد ومكافحته، ما يجعلها أكثر صلاحية لجذب الاستثمارات والصناعة والتكنولوجيا إلى أرضها، مضيفا إن أفريقيا لديها معوقات ومنها ضعف البنية التحتية ونقص رؤوس الأموال، ودولة مثل ألمانيا بما لديها من تكنولوجيا متقدمة ورأس مال ضخم يمكن أن تلعب دورا في هذا الشأن.

 

وأضاف إن مصر أعطت مثالا لهذا التعاون عبر إنشاء محطات الكهرباء الثلاث التي نفذتها شركة سيمنز، وهو مثال يمكن أن يحتذى به ويتكرر في دول أفريقية، مؤكدا أن أفريقيا بها مشاكل ليست فقط اقتصادية وسياسية إنما تحديات في الصحة والأمراض التي تنهك زهرة شباب أفريقيا، وكذلك الهجرة غير الشرعية.

 

ولفت إلى أن ضعف القيمة المضافة أيضا تحد يواجه القارة لأنه لا يمكن تحقيق الرخاء نتيجة تصدير المواد الخام، فلا بد من تنمية قطاع التصنيع لتحقيق قيمة مضافة للقارة، مضيفا إن قضية الإرهاب أيضا مطروحة خلال القمة فيجب توحيد الصف والجهود لمواجهتها لأنها قضية تمس العالم أجمع.

 

 اتفاق ألمانيا ومصر

ومن جانبه، قال السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيشارك في قمة مجموعة العشرين وأفريقيا هذا العام ممثلا للقارة الأفريقية في ظل رئاسته للاتحاد الأفريقي، مضيفا إن الرئيس يستثمر وجوده لصالح القارة في ظل القدرات الألمانية التكنولوجية والمادية التي قد تساعد في النهوض والتقدم بالقارة خاصة في الصناعة.


وأكد الشويمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن ألمانيا يمكن أن تستثمر في الدول الأفريقية وتحصل على عوائد ضخمة من هذه الاستثمارات، مثلما حدث في مصر من تعاون في مجال الطاقة بإنشاء ثلاث محطات كهربائية عملاقة نفذتها شركة سيمنز، وكذلك المعدات المستخدمة في حفر الأنفاق في قناة السويس.


وأشار إلى أن ألمانيا لها مواقفا تتفق مع رؤية مصر للاستقرار في الشرق الأوسط، كالأزمة الليبية والعراق، مضيفا إن العلاقات المصرية الألمانية في الجانب الاقتصادي تزداد قوة يوما بعد يوم، حيث اتفق الرئيس السيسي خلال زيارته الأخيرة لألمانيا على بعض الصناعات كالسيارات والاستثمارات في مجال الطاقة والطاقة الشمسية.

 

دعم التعاون الثنائي والقاري

فيما قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي ألمانيا تحمل أهمية كبرى حيث سيشارك في اجتماعات قمة مجموعة العشرين وأفريقيا، كما تأتي في إطار دبلوماسية القمة بين القادة والزعماء وهي دبلوماسية نشطة في السنوات الأخيرة، أدت لإحداث توازن واستقلالية في السياسة الخارجية المصرية.


وأوضح بدر الدين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الزيارة تحمل أهمية كبرى على المستوى الثنائي في مجال العلاقات المصرية الألمانية وعلى المستوى القاري لدعم العلاقات الألمانية الأفريقية، مضيفا إن الدول العشرين تضم الدول ذات الاقتصاديات الكبرى والمتطورة في العالم.


وأضاف إن هناك اهتماما كبيرا بالقارة الأفريقية من أطراف متعددة مثل روسيا والصين واليابان والاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن أفريقيا بها فرص واعدة للاستثمار من أجل التنمية، ومبادرة مجموعة العشرين وأفريقيا أطلقتها ألمانيا في عام 2017 عند توليها رئاسة مجموعة العشرين.


وأكد أن الرئيس يمثل القارة الأفريقية في ظل رئاسته للاتحاد الأفريقي ويعبر عن الدور الهام لمصر على المستوى الإقليمي والعالمي، حيث تكررت المشاركات الرئاسية في عدد من المحافل الدولية مثل التيكاد وقمة السبع الكبار ومنتدى سوتشي، بما يؤكد حضور أفريقيا واهتمام العالم للتعاون معها.


وأشار إلى أن هذا التعاون مهم لتنمية القارة ودفع الاستثمارات في القارة بما يعود بالنفع على كل الأطراف، مضيفا إن الزيارة فرصة لعقد مباحثات ثنائية بين الرئيس السيسي والمستشارة الألمانية ميركل في ظل تقارب وجهات النظر في قضايا متعددة وملفات المنطقة كالأزمة الليبية والإرهاب والهجرة غير المشروعة والتنسيق المستمر وتبادل وجهات النظر بين مصر وألمانيا.


ولفت إلى أن الزيارة فرصة لعقد الرئيس اجتماعات مع رؤساء شركات ألمانية كبرى بما يمثل فرصة لعرض التطورات الاقتصادية في مصر والفرص الاستثمارية بما يدفع لجذب مزيد من الاستثمارات إلى مصر والتعاون الاقتصادي، مضيفا إن السياسة الخارجية المصرية تعمل على تعميق التعاون الثنائي مع كافة الأطراف. 

    Dr.Radwa
    Egypt Air