الإثنين 1 يوليو 2024

زيارة الرئيس ألمانيا نقلة جديدة للعلاقات المصرية الألمانية.. خبراء: السيسي استطاع تدشين تعاون كبير بين البلدين.. ولقاءاته ببرلين تعمق العلاقات الثنائية وتعزز التعاون والاستثمارات المشتركة

تحقيقات18-11-2019 | 17:10

نقلة كيرة شهدتها العلاقات المصرية الألمانية خلال السنوات الماضية، حيث استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي تدشين تعاون كبير بين البلدين في مختلف المجالات وخاصة قطاع الطاقة، حسبما أكد خبراء، موضحين أن الزيارة الحالية للرئيس لبرلين ولقاءاته مع قادة ألمانيا تستهدف تعميق العلاقات الثنائية والتعاون والاستثمارات بين البلدين.


وتعتبر الزيارة الحالية للرئيس هي الرابعة لألمانيا، حيث كانت آخر زيارة فى منتصف فبراير من هذا العام للمشاركة فى "مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية"، كما سيشارك الرئيس في قمة العشرين وأفريقيا، وهي القمة الثالثة بعد المبادرة التي أطلقتها ألمانيا في 2017 خلال رئاسته للمجموعة.


ويلتقي الرئيس اليوم، مع الرئيس الألماني، ورئيس البرلمان، كما يلتقي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في شتي المجالات، بالإضافة إلى تبادل الرؤى ووجهات النظر حول تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.


كما يلتقي الرئيس مع كبار رجال الأعمال ورؤساء كبري الشركات الصناعية الألمانية، في إطار جهود مصر لتشجيع الاستثمار وتعزيز جهود التنمية الشاملة بها، فضلا عن استعراض تطورات الإصلاح الاقتصادي في مصر ومستجدات تنفيذ المشروعات التنموية الجاري العمل بها.

 

لقاءات لتعميق العلاقات الثنائية

السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مقاليد الحكم وهو يطرق أبواب القوى الفاعلة في العالم ومن أهمها ألمانيا، التي اتخذت موقفا سلبيا من مصر بعد 30 يونيو، واستطاع أن يعيد تقديم مصر بصورتها الحقيقية الصحيحة وأن يدشن مع المستشارة الألمانية علاقات تقترب من العلاقات الاستراتيجية.

 

وأكد القويسني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس استطاع تدشين تعاون كبير بين مصر وألمانيا من أهم مظاهره حل مشكلة الطاقة في مصر والتي كانت متعثرة، واستطعنا الاستفادة من التكنولوجيا الألمانية المتقدمة في هذه المحطات، والتي صُممت بسعة وقدرة كبيرة، لتعمق التعاون بين مصر والشركات الألمانية.

 

وأشار إلى أن الرئيس في كل زياراته السابقة برلين يلتقى مديري كبرى الشركات الألمانية العالمية، مضيفا، على المستوى السياسي أصبح هناك نوع من التعاون بين مصر وألمانيا، فألمانيا هي قاطرة الاتحاد الأوروبي، وسوق قوية لتدشين نقل وتوطين التكنولوجيا وتعاون في مختلف المجالات بما ينعكس على القدرات المصرية في الصناعة والتكنولوجيا.

 

وأضاف إن العلاقات مرشحة بشكل أفضل إلى مشروعات أكبر من الحالية، كما أن ألمانيا تهتم بالأوضاع في الشرق الأوسط والقلاقل الموجودة في الساحة الليبية، فقبل زيارة الرئيس مباشرة لألمانيا استقبل اتصالا هاتفيا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لبحث معالجة عدم الاستقرار على الساحة الليبية وتبادلا وجهات النظر.

 

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق أن زيارة الرئيس برلين هي رسمية رئاسية وسيلتقي رئيس البرلمان، والرئيس الألماني اليوم إلى جانب اجتماعات العشرين وأفريقيا، مؤكدا أن القارة تشهد حالة من التنافس بين القوى الكبرى في العالم مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا واليابان والهند.

 

ولفت إلى أن كل الدول الكبرى تهتم بأفريقيا وبدأت تنشئ منصات تعاون مع القارة للدخول للسوق الأفريقي الواسع، مضيفا إن ألمانيا بشكل منفرد تستضيف عددا من قادة القارة ودشنت منتدى للتعاون لدعم الاستثمارات والتنمية، والرئيس السيسي يزور ألمانيا بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي ورئيسا لأكبر دول المنطقة تعاونا مع الجانب الألماني.

 

وقال القويسني إن السيسي التقى بميركل في عدة مرات وبحثا مسائل وقضايا عديدة، كما أن هناك أرضية من التقارب والمودة بين الرئيس والمستشارة الألمانية، مؤكدا أن ألمانيا تدرك أن مصر مدخلا للتعاون مع القارة، وأن التجربة المصرية الألمانية هي نموذج للاستثمار والتعاون مع دول القارة.

 

وأكد أن مصر وألمانيا بينهما تعاون عسكري كبير يمثل محطة عامة في العلاقات بين البلدين، مضيفا إن مصر حصلت من ألمانيا على غواصات وفرقاطات متقدمة حيث رحبت ببرلين بتوريد أسلحة حديثة لسلاح البحرية المصري.

 

وأشار إلى أهمية أن تطرح مصر نفسها للشريك الألماني كبوابة لمرور الاستثمارات الألمانية لأفريقيا وجذب الصناعات الألمانية إلى منطقة محور قناة السويس، فيسهل دخول المنتجات المصرية الألمانية إلى السوق الأفريقي بأفضليات كبيرة، في ظل مميزات دخول السلع المصرية إلى السوق الأفريقي، فيصبح التعاون المصري الألماني فرصة أفضل لدخول برلين هذا السوق.

 

 

تعزيز التعاون والاستثمارات

ومن جانبه، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن مصر وألمانيا يجمعهما تعاون كبير في كافة المجالات منها الطاقة وخاصة الجديدة والمتجددة وكذلك الصناعة ومنها صناعة السيارات فضلا عن التعاون في مجال التعليم الفني، بهدف الاستفادة من الخبرات والتكنولوجيات الألمانية في هذه المجالات.

 

وأكد الإدريسي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الحالية لألمانيا يستهدف تعميق هذا التعاون وزيادة الاستثمارات الألمانية المباشرة في مصر ورفع معدلات التبادل التجاري والتسويق والترويج للنجاحات التي حققها الاقتصاد المصري وخاصة بعد نجاح برنامج الإصلاح وتحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي.

 

وأضاف إن الزيارة أيضا فرصة للترويج للفرص الاستثمارية المتاحة لزيادة التعاون أكثر بين البلدين خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه على مستوى القارة الأفريقية فإن انعقاد قمة العشرين وأفريقيا ستعمل على زيادة تواجد ألمانيا في مشروعات البنية التحتية والطاقة في القارة لدعم الخطط التنموية.

 

وأشار إلى أن الرئيس السيسي بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي سيعرض أمام القمة كافة الملفات المهمة للقارة الأفريقية وعلى رأسها ملف التنمية، كما سيتناول أهمية منطقة التجارة الحرة الأفريقية التي دخلت حيز التنفيذ والتي تمثل فرصة للتعاون بين الدول الأفريقية وألمانيا، وكذلك رؤية أفريقيا 2063 التي تحمل الكثير من الآمال للقارة الأفريقية.

 

وأكد الخبير الاقتصادي أنه في الفترة الأخيرة تغيرت أفريقيا للأفضل وأصبح هناك تنسيقا ورؤى موحدة ونبذ للخلافات والتعصب في ظل رغبة أفريقية لاستغلال موارد القارة الاستغلال الأمثل، وهو أمر سيحدث بزيادة التعاون والتنسيق مع الدول الكبرى ومن بينها ألمانيا.