الأحد 19 مايو 2024

.. وبرهامى طليق يفتى فينا!

12-4-2017 | 12:20

لم يسأل أخوتنا المسيحيون عن هوية الانتحارى فى طنطا أو الاسكندرية، لكنهم أشاروا بأصابعهم من فورهم إلى ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، كل مصيبة تحدث للمسيحيين وراءها فتاوى سلفية صكها ياسر برهامى وإخوانه، برهامى عدو للمسيحيين فاحذروه.

برهامى لا يتورع عن التحريض على المسيحيين، وله فى كل مناسبة مسيحية فتوى، وسوابقه الفتوية تؤشر على كراهية عميقة للمسيحيين، يبتدرهم دوما العداء، ويحك أنوفهم، ويجلد ظهورهم بسياط كلمة، وكأنه متسلط عليهم.

وإذا لم يفت برهامى، أو سهى عليه، أو مرت به مناسبة أو عيد من الأعياد المسيحية استخرج المولوعون بفتاواه التحريمية فتاوى تحريمية تكفيرية قديمة كان أصدرها برهامى أو أحد من ملئه، حتى لا يمر بالمسيحيين عيد بدون نكد أو تنغيص، مرروا عيشتهم من المرار.

ماكينة التكفير السلفية ورأسها ياسر برهامى لن تتوقف حتى تجز رقاب المصريين جميعًا وفى القلب منهم المسيحيون، رجل مولف على التحريم، لا يكف عن التكفير والتفسيق، برهامى يكفرنا جميعا، ولايتورع عن إتيان القول فيتبعه الفعل، دماء شهداء الكنائس فى رقبة برهامى والتابعين.

هنيئًا لبرهامى، كفرتهم وتوليت، ارتحت يا مؤمن، يا حافظ لكتاب الله، يا متبع لسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ما هذه الجرأة على إيمان البشر، هلا شققت عن قلوبهم، مَن أعطاك هذا الحق الحصرى فى التكفير، من أنت حتى تحكم على إيمان الغير، وتقسم الناس إلى فسطاط الكفر، وفسطاط الإيمان.

قسمة ضيزى، هل يقبل برهامى على إيمانه وإسلامه ما يحكم به على إيماننا وإيمان إخواتنا، ولماذا هو يملك هذا الحق، ومَن كلفه بهذا الذى يقول به، ومَن أعطاه رخصة التكفير، ولماذا يشيع هو فينا ما نأنفه، يشيع فينا توهماته التكفيرية والتفسيقية.

الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كان هاديًا ومرشدًا وسراجًا منيرا، لماذا هم جبلوا على إظلام الحياة فى الوجوه، لماذا يشقون على الناس، لماذا يحيلون حياة البشر عذابًا مقيما، لماذا يفتحون أبواب جهنم على الآمنين، لماذا يشهرون سلاح التكفير فى وجه العزل المؤمنين، مَن ذا الذى يمنح صكوك الشهادة على الأرض، ويصنف، ويمنح ويمنع !.

 عجبًا مَن ذا الذى منح هؤلاء الحق الحصرى فى توزيع صكوك الشهادة، مَن ذا الذى أعطى لـ«برهامى» هذا الحق ونصّبه علينا مفتيًا فينا، يحلل ويحرم، مَن ذا الذى سيّده على الرقاب، مَن أعطاه مفاتيح الجنة؟.

هذا اجتراء، وافتئات، المسيحيون ليسوا فى ذمتك، وليسوا رهن رضاك، ولا يطلبون عفوك، ولا ينتظرون صكًا منك، لماذا تتطوع دومًا بكراهيتهم، وتنكأ جروحهم، وتهينهم فى دينهم، وتقلقل مضاجعهم، لماذا تبتدرهم دومًا بالكراهية، لماذا أصلًا تكرههم، وتوصى بكراهيتهم؟.

قبلا وبعدا، وفى كل حين ينزع ياسر برهامى عن ضحايا الأقباط الشهادة، حتى جنودنا فى الميدان يفرق بينهم إذا لقوا ربهم هذا شهيد لأنه مسلم وهذا قتيل لأنه مسيحى، أخشى أن يمنح الإرهابى الانتحارى صك الشهادة لأنه مسلم!.

هلا شققت عن قلبه، بلى ولكن نفسى أعرف شعور برهامى وهو ينزع عن هؤلاء الشهادة بقلب جامد، كيف نام هنيئًا على فطيرة الدم فى كنيسة مارجرجس، كيف استقبل نبأ تفجير كنيسة مار مرقس فى الاسكندرية وفيها مقر الدعوة السلفية.

هل أحس «برهامى» مثلنا يوما بالألم يعتصر قلبه، هل ارتجف من هول مايرى، هل تحرك الدمع فى عينيه وطفر ملحيًا يكوى الجفون وهو يسمع صراخ يقطع نياط القلوب، هل قام من نومته فزعا فتوضأ وصلى لله استغفارًا، هل استبشع الفعلة وفاعليها، هل قام إلى ملئه يستنكر القتل والتخريب وسفك دماء الأبرياء ويتوب عن فتاواه المفخخة؟.

هل خلا إلى نفسه بعد صلاة الفجر، وسأل ما الذى دفع هذا الشاب إلى سفك دماء المسيحيين وهم فرحون بقداس أحد الشعانين، أخشى أنه صلى ركعتى شكر، هل صلى على الإرهابى صلاة الغائب فى غيبة، هل قرر من عندياته وخلع عليه منزلة « الشهيد « وأنزله منازلهم!!.

هل راجع فتاواه ومقولاته ومروياته والمنقول عنه، هل راجع تحريضاته على صوامع وبيع يذكر فيها اسم الله، هل صمت على سفك الدماء، وبماذا سيجيب إذا سأله أحدهم: هل الإرهابى الذى انتحر فى الكنيس يحسب شهيدًا، هل نام بعد صلاة الفجر مرتاح الضمير على جنبه الأيمن مستغفرًا لذنبه؟.

هل غمره شعور بالرضى وتلاميذه ينشرون الرعب والخراب والدمار ويسفكون الدماء، ( السفاح عادل حبارة أنجب تلاميذه هكذا صرح مفتخرا)، وهل اغتبط برهامى لأن فتاواه أثمرت قتلًا للآمنين فى بيوت الله، هل استشعر ذنبًا، أو وخزة ضمير، هل أحس ندمًا، هل شعر بآلام المسيحيين البسطاء وهم يبكون دمًا؟.

هل شاطر إخوتنا الأحزان، هل شاطرنا الأحزان وهو يطالع المشاهد الحزينة تتوالى صاخبة بين الاسكندرية وطنطا، هل راجع نفسه، هل نظر إلى الخلف يبحث فيما غرس فيهم من كراهية أخوة الوطن، هل أعاد النظر فى مرجعياته التى أسس عليها فقه كراهية المسيحيين؟.

 هل نظر ماذا صنعت يداه، هل فكر ولو للحظة أن هذا الذى يراه من غرسه، سقاه كراهية، وتولاه بالرعاية، ولغمه بأفكار ولدت فى عتمة نفسه، هذا حصاد السنين حبلى بفتاوى كراهية المسيحيين، جنايتك عظيمة ياهذا، وحسابك عند الله إن شاء الله عسير، وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه، وكتابك بيمينك؟.

المذبحة تحرك جبلًا ولكنها لا تحرك شعرة سوداء فى جسد برهامى، يحمل بضاعة الكراهية يجول بها على المواقع وتنقل عنه أن المسيحيين «أهل ذمة » ، وأن تهنئتهم بأعيادهم حرام، وعلى هدى من فتاواه نسجت مقولات ملغومة انفجرت فينا فتطايرت الأشلاء فى وجوهنا وهو قائم يصلى !!.