الأحد 19 مايو 2024

القمة المصرية الألمانية بين السيسي وميركل.. تعزيز للتعاون والشراكة.. ودبلوماسيون: المباحثات أعطت زخما للعلاقات وأكدت تطابق وجهات النظر.. وزيارة الرئيس تزيد فرص التعاون والاستثمارات المشتركة

تحقيقات20-11-2019 | 15:59

أكد دبلوماسيون أن مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعطت زخما للعلاقات وأكدت تطابق وجهات النظر بين البلدين، موضحين أن العلاقات الثنائية شهدت طفرة خلال الفترة الماضية، فيما جاءت زيارة الرئيس الحالية لتعزز التعاون وتزيد فرص الاستثمارات المشتركة في كافة المجالات.


وخلال المباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم، أشاد الرئيس السيسي بالطفرة النوعية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في كافة المجالات، مؤكداً تطلع مصر لتعظيم التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق السياسي وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك.


وأكدت ميركل أن مصر تعد أحد أهم شركاء ألمانيا بالشرق الأوسط في ظل ما تمثله من ركيزة أساسية للاستقرار والأمن بالمنطقة، كما استعرض اللقاء سبل تنسيق الجهود مع مصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية، فضلاً عن آخر تطورات عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأزمة فى ليبيا.


 وخلال المباحثات، تم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين مصر وألمانيا سعياً لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو شامل ومتكامل يتناول كافة مسارات وجوانب الأزمة الليبية وليس أجزاء منها، وبما يسهم في القضاء على الإرهاب، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية، ويحد من التدخلات الخارجية.


زيادة فرص التعاون والاستثمارات

وفي هذا السياق، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن زيارة الرئيس لألمانيا شهدت العديد من اللقاءات والفعاليات، حيث التقى الرئيس الشركات الألمانية العاملة في مصر لبحث مجالات العاملين بها والصعوبات التي قد تكون واجهتهم وفرص توسعهم وزيادة استثماراتهم في مصر.

 

وأوضح حسن، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس التقى أيضا رئيس البرلمان الألماني والأعضاء لشرح القوانين الخاصة بحقوق المرأة ومنظمات المجتمع المدني والحريات العامة والتعاون التشريعي بين البرلمانين المصري والألماني، مضيفا أن الرئيس عقد جلسة مباحثات أيضا مع الرئيس الألماني، واليوم مع المستشارة الألمانية.

 

وأكد أن هذه المباحثات تعمل على توضيح الموقف السياسي لمصر وخاصة بالنسبة للأزمة الليبية، مضيفا إن الرئيس بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي ألقى كلمة أمس أمام قمة العشرين وأفريقيا عرضت مطالب واحتياجات أفريقيا في التنمية الاقتصادية والبنية الأساسية والرعاية الصحية والتعليم ونقل التكنولوجيا وتدفق الاستثمارات وفقا لخطة أفريقيا 2063.

 

وأضاف إن الأزمة الليبية هي أحد المحاور البارزة في مباحثات السيسي وميركل اليوم، باعتبار أن مصر لها دور مهم ومؤثر في هذه الأزمة، وكذلك ملف الهجرة غير الشرعية، حيث تشيد ألمانيا والاتحاد الأوروبي بنجاح مصر في منع خروج هذا النمط من الهجرة من أراضيها.

 

طفرة في العلاقات المصرية

ومن جانبه، قال السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات المصرية الألمانية شهدت في السنوات الأخيرة طفرة كبيرة، وجاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية ولقاؤه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم، ورؤساء وممثلي المؤسسات الاقتصادية الكبرى التي لها استثمارات ونشاطات في مصر وكذلك مختلف المسئولين وما تم إبرامه من مذكرات تفاهم واتفاقيات، لتبني على ما تحقق في العلاقات في الفترة الأخيرة.

 

وأوضح الحفني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه المباحثات تقود لمزيد من التعاون في الفترة المقبلة، فالرئيس السيسي يطرق كل مجالات التعاون الممكنة التي تضيف وتعزز من خطة الدولة وإنجاز المشروعات المستهدفة لتحقيق التنمية المستدامة بما فيها المجال التعليمي والتدريب الفني.

 

وأكد أن هناك مجالا واسعا للتعاون في هذا القطاع بين البلدين خلال الفترة المقبلة، والرئيس يوظف هذه الزيارة ليس فقط لما يخص اجتماعات قمة العشرين وأفريقيا وإنما أيضا على الجانب الثنائي، مضيفا إن ذلك اتضح في لقاءات الرئيس، حيث التقى بجميع القادة بدءا من الرئيس الألماني والمستشارة ميركل ورئيس البرلمان.


وأشار إلى أن الرئيس التقى بوزيري التعاون الاقتصادي والإنمائي والدفاع وممثلي المؤسسات الألمانية الاقتصادية، ما يعد فرصة للبناء على ما تحقق من طفرة وانطلاقة في العلاقات المصرية الألمانية، مضيفا إن هناك تفاهما كبيرا بين السيسي وأنجيلا ميركل، وأن لألمانيا والاتحاد الأوروبي وشركاء القارة الأفريقية الدوليين مصلحة في إضفاء طابع جديد على العلاقات مع أفريقيا.

 

وأضاف إن هناك أزمات تؤرق العالم وخاصة أوروبا وعلى رأسها الهجرة غير الشرعية، فأفريقيا يقطنها مليار و300 مليون نسمة ومتوقع زيادة هذا العدد في السنوات المقبلة، وأكثر من 60% من هذا العدد من الشباب، وهذه النسبة ستستمر في الزيادة، ويجب إيجاد فرص عمل لهم لكي لا يتم استقطابها من قبل الإرهاب.

 

وتابع، الرئيس في كل المحافل التي يشارك فيها يؤكد الإدراك المتزايد والقناعة بأن المصالح المشتركة بين دول العالم مع القارة الأفريقية، يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تحديد السياسات لمواجهة تلك التحديات.

 

 تطابق وجهات النظر

فيما قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكد عمق العلاقات بين البلدين، مضيفا إن مباحثات الرئيس مع القيادات الألمانية سواء الرئيس الألماني أو رئيس البرلمان ووزيري الدفاع والتعاون الإنمائي والشركات كلها غطت كافة جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

وأوضح هريدي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه المباحثات أعطت علاقات الدولتين زخما جديدا، مضيفا إن المباحثات في مجملها كانت مثمرة وأكدت شبه تطابق وجهات النظر بالنسبة لعدة قضايا إقليمية، وعلى صعيد العلاقات الثنائية فإنها في أفضل أحوالها بين مصر وألمانيا وهو ما أكدته الزيارة.


وأشار إلى أن التعاون المصري الألماني يحمل أهمية كبرى في دعم خطط التنمية المصرية، فخلال هذه الزيارة تم التوقيع على عدة اتفاقيات تبلغ 320 مليون يورو، في مجالات متعددة كالتدريب والتعليم الفني، ما يعطي دفعة قوية للجهود التنموية المصرية.

    الاكثر قراءة