سيناء: سميحة درويش
حالة من الحزن الشديد سيطرت على أقباط سيناء، حزنا على الضحايا، وتذكروا الحوادث المتفرقة، التى طالت بعضهم فى شمال سيناء وراحوا ضحيتها، ورحيل أكثر من ١٠٠ أسرة فى العريش لاذوا بحياتهم من تهديدات الجماعات الإرهابية.
وعبر الأنبا «قزمان» أسقف شمال سيناء بكلمات موجزة عن حزنه على الشهداء ودعواته فى الصلوات بحماية مصر من الإرهاب، الذى لن يستطيع أن يفصم عُرى المحبة والتآخى بين عنصرى الأمة، بينما دلل الأنبا ميخائيل كاهن كنيسة العريش على تعاضد وتماسك وحدة الأقباط مع المسلمين على مدار عقود طويلة ضاربة ومتجذرة فى عمق تاريخ مصر واصفًا الصورة الحقيقية لمصر عقب حادثى الكنيستين من تحرك المسلمين قبل الأقباط فى المساندة وتقديم يد العون دون كلل، مضيفا: لن أنسى صورة السيدة المنتقبة، التى كانت تعاون إخوتها القبطيات وتشد من أزرهم فى ضحاياهم، تلك الصورة كفيلة بأن تتحدث عن مصر القوية، التى لن يهزمها إرهاب أو عدوان ولن يمزق نسيجها أيا من كان.
«ميخائيل» قال: نحن على قدر الحزن الذى غلف قلوبنا على الضحايا ونعيش أجواءه هنا فى شمال سيناء على أبنائنا من الجيش والشرطة على قدر ما يحدث ضدنا من جماعات الإرهاب ردًا على نجاح ثورة ٣٠ يونيه، فقد كمن فى عقيدة الإرهابيين بأن تصويت الأقباط كان من أسباب نجاح الثورة - كذلك علمهم بزيارة بابا الفاتيكان قريبًا ونجاح رحلة الرئيس عبد الفتاح السيسى لأمريكا.
وحول أجواء قداس صلاة «سعف الأحد» علق «ميخائيل» قائلًا: بأن القداس أقيم أمان وأتمه المصلون وهم ليسوا بكثر فيما يقل عن ١٠ أسر المتبقية فى شمال سيناء والفضل يعود للسياج الأمنى المحيط بالكنيسة.. وختم الأنبا ميخائيل كلامه بأن الداخلية تفعل أقصى جهدها لحمايتنا جميعا؛ لكن شاب الأمر قصور أمنى واضح فى حادث كنيسة طنطا!
وعلى الجانب الآخر علق القمص أبانوب البرانوسى، وكيل مطرانية جنوب سيناء، بغضب على حادث كنيسة طنطا، مستفسرًا حول نجاح الإرهابيين فى التسلل لداخل الكنيسة ووضع عبوة ناسفة فى غياب واضح للأمن!، ولولا بسالة الضابط، الذى شك فى إرهابى الإسكندرية لوقعت كارثة أكبر، مضيفا: هنا يحضرنى حادث كنيسة الجيزة فى عام ٢٠١١ من غياب تام للأمن مكن الإرهابى من الدخول وإطلاق النيران على عروسين أثناء الاحتفال بزفافهما، مضيفا: لن أعفى المسئولين فى حادث طنطا، ووزير الداخلية قد أبلى فى عزل بعض القيادات لتقصيرهم الواضح، فليس الحزن على الأقباط، بل الحزن على أرواح تذهب ضحية التراخى والإهمال. وحول أجواء قداس العيد قال: إن المصلين عقب سماعهم بخبر تفجيرات الكنيستين فروا هاربين من الرعب والخوف.
وكانت أجواء العيد فى جنوب وشمال سيناء مشوبة بحزن يغلفه الأمل فى القضاء على الإرهاب تماما فى مصر كلها – فعبر بعض الأقباط على الحادث الإرهابى فى طنطا والإسكندرية، فقال دكتور مينا ودكتورة ماتيلدا بأنهما أثناء أداء الصلوات سمعا أصواتًا مختلفة نبهتنا إلى وقوع ما لا يحمد عقباه، فقطعنا الصلوات وخرجنا بسرعة من كنيسة رأس سدر صوب منازلنا أنا وغيرى من المصلين.. وأضافا الصورة الذهنية لتفجيرات الكنائس قفزت لذاكرتنا فى لحظات وخفنا على أسرتنا؛ بينما تدخل فى الحديث جورج إبراهيم، مدرس ثانوى، معلقًا على تفجير الكنائس بأنه لا يمت للدين بصلة وإزهاق أرواح تصلى لله يعد الكفر بعينه.. وفى غضب واضح قال ناجى بشاى – معاش – نحن أقباط جنوب سيناء نقف بالمرصاد للإرهاب الأسود، الذى حرمنا من أعز الناس فى حادث كنيسة القديسين منذ سنوات، ولن يحرمنا من حقنا فى الحياة ورؤية حبل المشنقة حول أعناق من يستحقون الموت.
وطالب المهندس إبراهيم عبد النور، الدولة ممثلة فى وزارة الداخلية المعنية بكفالة الأمن والأمان للمواطنين جميعا بأن تتبع أسلوبا وتقنيات حديثة لتتبع عناصر الإرهاب ومن يعاونهم، مؤكدًا تحمل الأقباط والمصريين جميعا من أجل توفير الميزانية اللازمة للتعاقد على أحدث أجهزة الكشف عن التفجيرات وعناصر الإرهاب عن بعد!