حوار: رضوى قطرى
كشف صبرة القاسمى، مؤسس الجبهة الوسطية لمواجهة الفكر التكفيرى، ان المجرمين الذين قاموا بالهجومين الانتحاريين على كنيستي طنطا والإسكندرية، هم جيل جديد من الانتحاريين خرجوا من رحم اعتصامى رابعة والنهضة، لافتا إلى أن هناك فيديو منتشر على موقع اليوتيوب لأربعة من شباب حركة لواء الثورة، يخاطبون فيه أمهاتهم قبل قيامهم بالعملية الاستشهادية، طالبين منهن أن يكن راضيات عنهم، وهو حديث بالغ الخطورة والتعقيد، فهم يذهبون إلى الموت بخطوات ثابتة بل ويبحثون عن إرضاء أمهاتهم وأهلهم.
متسائلا: كيف يذهب هؤلاء الشباب إلى الموت بهذا الثبات والإقدام؟.. محذرا أن خطاب هؤلاء الانتحاريين الجدد من خلال بعض الفيديوهات، خطاب استقطابى لكافة الفئات.
صبرة القاسمى قسّم تنظيم داعش لأربعة مراحل مر بها فى الدعوة، المرحلة الأولى بدأت عام ٢٠١٣ بأن أخذت داعش تخترق المجال الإلكترونى للشباب المصرى، وأخذ يصدر نفسه للشباب على أساس أنه الحامى للدين والمدافع الوحيد عنه، وأنه يرفع الظلم عن المستضعفين فى الأرض، وهناك حالة من الاستقطاب شديدة ظهرت تجاه تنظيم داعش، وكذا تجاه الأفكار التكفيرية، أما المرحلة الثانية فبدأت بظهور نتائج هذه الأفكار على الأرض، والتى عكست نجاح تنظيم داعش فى الدعوة بانتشار أفكاره بين الشباب، أما المرحلة الثالثة ونحن الآن على أعتابها، وهى التى يطلق عليها مرحلة إدارة التوحش، وهذه عقيدة ودستور داعش المكتوب، وهو ينص فى إدارة التوحش على كيفية إسقاط الدولة، وكيفية إسقاط مؤسسات الدولة، وزعزعة ثقة المواطن فى مؤسسات الدولة، وهو ما بدأ يحدث بشكل أو بآخر، لافتًا أن هذا بدأ يظهر مؤخرًا فى وجود بعض القنابل أمام بعض المساجد سواء فى مدينة طنطا، أو غيرها من المدن الأخرى، محذراً من تكرار ذلك السيناريو خلال الفترة المقبلة، ففكر هذا التنظيم الشيطانى سيجعله يحاول تفجير بعض المساجد فى الفترة المقبلة، وذلك لإشعال الفتنة الطائفية فى البلاد على غرار سيناريو سوريا والعراق من تفجير مساجد الشيعة والسنة هناك، ولكن مع اختلاف دور العبادة، فهنا بدأ بالكنائس وسيتجه للمساجد مستقبلًا.
ويؤكد صبرة القاسمى أن هناك عناصر مصرية من كافة المحافظات على مستوى الجمهورية مبايعة لتنظيم داعش، وقد تم ترقيتهم من قبل أبو محمد البغدادى قبل مقتله خلال آخر خطاب مصور فيديو له، حيث خاطبهم قائلًا: “يا جنود الدولة الإسلامية”.. فهذا دليل على أنهم صاروا تنظيميين، لافتًا أن هذه العناصر لها صلات قوية بالتنظيم الأم فى سوريا والعراق، وأنهم تلقوا تمويلا من الخارج قبل الهجومين الأخيرين على كنيستى طنطا والإسكندرية، ودخل عبر الحدود الغربية مع ليبيا.
وينفى القاسمى ما يتردد عن أن منفذى بعض العمليات الإرهابية التى تحدث مؤخرا، المسئول عنها ما يطلق عليهم “الذئاب المنفردة”، مؤكدًا أن هذا ما يتم تصويره لنا من قبل التنظيم، والدليل أنه لكى يتم استهداف عدة مواقع فى يوم واحد، كما حدث يوم الاحتفال بـ»أحد السعف”، يعكس أن هناك تنظيما كاملا يقف وراء تلك العمليات الإرهابية، فلو كل مكان تتم مراقبته من شخصين على الأقل، فهذا يدل أن هناك ١٠ أفراد فقط مسئولون عن المراقبة، وكذا ضبط المتفجرات، وخطة تأمين الهروب، فهناك ما لا يقل عن ١٠٠ عنصر ساهموا فى تنفيذ الهجومين على كنيستى طنطا والإسكندرية.