الخميس 23 مايو 2024

توقيت تنفيذها كشف تفاصيلها تفجيرات الأعياد.. رسائل الإرهاب الدموية

12-4-2017 | 13:26

تقرير: شريف البرامونى

 

ما الرسائل التى يريد تنظيم الدولة «داعش» إيصالها إلى المجتمع المصرى؟.. هل هناك أبعاد أخرى يمكن القول أنها تكمن وراء استهداف الكنائس وتجمعات الأقباط؟.. وأين الأمن من تحركات العناصر المتطرفة فى الداخل المصرى؟.. ولماذا بدأت العمليات الإرهابية تجد طريقا ممهدا لها فى داخل المحافظات؟

توقيت العمليات الإرهابية فى الآونة الأخيرة، كان الدافع الرئيسى وراء طرح الأسئلة السابقة، وجاءت ردود خبراء أمنيين واستراتيجيين لتشير إلى أنه بالفعل يسعى «داعش» لتوصيل أكثر من رسالة، سواء للأقباط أو المسلمين، أو الدولة المصرية بشكل عام، رسائل مفادها، أو نتيجتها ستكون زيادة مساحة الخلافات بين طرفى الأمة من ناحية، وبين الأقباط والدولة من ناحية أخرى.

من جانبه قال على بكر، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: اختيار التوقيت له دلالات عند التنظيم، فى مقدمتها إثبات وجود التنظيم بعد الخسائر التى لحقت به فى الشام والعراق، إضافة إلى أن استهداف المسحيين فى مصر موروث فكرى وثقافى لدى التنظيمات الإرهابية، وما يحدث الآن محاولة لإثبات عجز الدولة والمساس بهيبتها، وفى الوقت ذاته التأكيد على أن التنظيم صاحب يد طولى، وهذا دليل قوى على ضعف التنظيم وقصر عمره بشكل عام.

وأكمل: الأسلوب الذى نفذت به العملية ما كان أن يتوقع سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، لولا حالة القصور التى لحقت بقوات التأمين التى كانت تتولى تأمين كنيسة مار جرجس بطنطا فى محافظة الغربية، فى ذلك الوقت نجد نجاح قوات التأمين بكنيسة المرقسية فى الإسكندرية لوجود البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وهنا يبرز دور آخر لدى منفذ العملية الإرهابية وهو رخاوة الدور الأمنى الذى استغله التنظيم وعمل على تحضير العملية بسهولة ويسر، خاصة وإن وضعنا فى الاعتبار وجود تهديدات منذ فبراير الماضى تشير إلى الإعداد لعملية إرهابية، إضافة إلى استهداف مقر الأمن المركزى بأسابيع قبل الحادث الأخير.

وأضاف: وزارة الداخلية استطاعت خلال الأيام الماضية الكشف عن بعض الخلايا الإرهابية، الأمر الذى دفع بهذه التنظيمات إلى الإسراع فى تنفيذ العملية واستغلال الأعياد التى ينتظرها المسحيون فى مصر لإحداث حالة من الذعر بين صفوف المواطنين، إلى جانب زيارة بابا الفاتيكان وقبل حضوره إلى مصر، كما أن الكنائس بالنسبة لتلك التنظيمات تعتبر هدفا رخو ا مقارنة بالمواجهات المباشرة مع الجيش والشرطة، التى بدأت تتقلص بشكل كبير.

«بكر» - فى سياق حديثه- نوه إلى حالة السيولة التكفيرية، التى تستغلها تلك التنظيمات الإرهابية لتجنيد تلك العناصر الانتحارية، إضافة إلى سيولة حالة العنف التى يعيشها المجتمع المصري، والتى - من وجهة نظره- تدفع بضرورة سرعة العمل بخطاب دينى معتدل يقبل الآخر ويعمل على تفكيك العنف والموارد الفكرية للجماعات الإرهابية.

فى ذات السياق، قال مجدى عبد الفتاح مدير مركز البيت العربى للبحوث والدراسات: تنظيم الدولة «داعش» كان يعد لتلك العملية منذ وقت، ودرس كافة الظروف المحيطة التى مكنته من النجاح فى تنفيذ الهجمات، كما أن التنظيم على دراية بطبيعة الميول الاجتماعية للمصريين والتى تمتاز بتقديس المناسبات الدينية عن غيرها من المناسبات فيسعوا إلى التجمع فيما بينهم بشكل واسع وكبير يضم الأهل والأصدقاء والجيران والمعارف، ويبدأ هذا التجمع داخل المقرات الدينية، ما يضمن وجود أكبر عدد من المواطنين والذى يساهم فى تضخيم حجم الكارثة.

مدير «البيت العربى»، شدد على طبيعة المزج بين مكونات الشعب المصرى مسلمين وأقباطا والتى لا تحمل على الإطلاق ضغينة الكراهية واستخدام العنف فيما بينهم، وقال: وفقا لذلك يسعى التنظيم إلى خلق حالة من الاحتقان والريبة بين تلك المكونات، فهناك رسالة واضحة للأقباط مفادها أنه ليس لكم مكان للعيش فى مصر، ويجب عليكم الرحيل،ورسالة أخرى للمسلمين تقول انتشار الكنائس بالقرب من منازلكم وأماكن عملكم يهدد حياتكم وحياة ذويكم، ويجب عليكم رفض وجود الكنائس فى مصر.

وتابع: هناك رسالة ذات أهمية بالغة تحمل أبعادا سياسية واستراتيجية مفادها أن انتشار رقعة العمليات الإرهابية يضعف قدرات الدولة على مواجهتها ويستنزف مواردها، خاصة وأن التنظيم يستخدم استراتيجية فردية للقيام بالعمليات الإرهابية أولا ليضمن تحقيق أعلى درجات النجاح، بأقل الخسائر، وهو فى حقيقية الأمر يصعب من عملية المواجهة البعد الآخر هو دليل واضح على ضعف التنظيم وعدم قدرته على المواجهة المباشرة مع القوات الأمنية سوء جيشا أو شرطة.

أما اللواء طلعت مسلم الخبير الأمني، فقد عقب على الأمر بقوله: التفجيرات تلك هدفها الأساسى تفتيت الوحدة بين أطياف الشعب المصرى مسلمين وأقباطا، واختيار أيام الأعياد دليل واضح على ذلك، والتفجيرات الأخيرة للكنائس خلال أحد السعف جاء انتقاما من قوات الجيش والشرطة والتى استطاعت تحقيق نجاحات ملموسة فى مواجهة الإرهاب الأسود فى سيناء مما دفع تنظيم داعش إلى محاولة إثبات الوجود بنقل عملياته الإرهابية فى الداخل.

وطالب اللواء مسلم، قوات الأمن باتخاذ تدابير احترازية منها - وفقا لرؤيته- ضرورة توسيع رقعة الثقة بين المواطنين وقوات الأمن من خلال المشاركة فى مواجهة الإرهاب مطالبا أصحاب العقارات والشقق السكنية بضرورة الإدلاء بكافة المعلومات عن الأشخاص الذين يؤجرون الشقق المملوكة لهم، إلى جانب التوسع فى الكمائن الثابتة والمتحركة وإجراء الكشف الجنائى على الجميع، وكذلك التوسع فى الأدوات الأمنية الخاصة بتأمين وحماية دور العبادة خاصة الكنائس.