الإثنين 3 يونيو 2024

زيارة بابا الفاتيكان فى موعدها

12-4-2017 | 13:38

 

تقرير: سارة حامد

حادثتان إرهابيتان كبيرتان أوقعتا صدى واسعا فى الشارع المصري، ألقى بظلاله على الخارج، خاصة مع ترقب زيارة البابا فرانسيس الأول، بطريرك الفاتيكان لمصر أواخر الشهر الجارى.

وعلمت «المصور» أن الأحداث الإرهابية الغاشمة لن تؤثر على زيارة البابا المنتظرة لمصر ، حيث يحل ضيفا لمدة ٢٦ ساعة على المحروسة، تلبية لدعوة رئاسية وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى للبابا فرانسيس أثناء لقائه معه فى مقر الفاتيكان فى نوفمبر من عام ٢٠١٤، مؤكدا تطلعه للترحيب بقداسته فى مصر فى ذكرى مرور٧٠ عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان.

يقول الأنبا عمانوئيل عياد، المسئول عن زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر، إن الزيارة ستتم فى موعدها المحدد سابقا يومى ٢٨ و٢٩ إبريل الجاري، ولم يطرأ أى تغيير عليها من قبل السلطات الإيطالية أو المصرية، مضيفا أن قداسة البابا فرانسيس الأول، أجرى اتصالا هاتفيا بقداسة البابا تواضروس لتعزيته فى الشهداء الذين سقطوا جراء الحوادث الإرهابية التى استهدفت كنائس طنطا والإسكندرية، داعيا كنائس العالم لرفع صلوات من أجل أن يعم السلام فى مصر، وأنه يصلى من أجل الذين وقعوا ضحية فى طنطا والإسكندرية.

وأضاف عياد: «أود أن أعبر لأخى الحبيب قداسة البابا تواضروس وللكنيسة القبطية ولكل الشعب المصرى عن خالص التعازي، أن بابا الفاتيكان يصلى لكل الموتى والمصابين ولعائلاتهم وأؤكد قربى منهم ومن الكنيسة»، واختتم قائلًا: «ليهدى الرب قلوب الذين يزرعون العنف والإرهاب وأولئك أيضا الذين يهربون الأسلحة».

وأكد عمانوئيل عياد، أن التفجيرات الإرهابية لن تثنى الأقباط عن إقامة الصلوات وقداسات الأعياد ولن يتم إلغاء أى مظاهر احتفالية بعيد القيامة، لأنه عيد دينى يغلب عليه الطابع الروحى أكثر من عيد الميلاد، مشددا على أن مصر ستظل تحتضن أبناءها مسلمين وأقباطا.

وأشار الأنبا عياد إلى أن الشعب المصرى يتكاتف فى الشدائد أكثر من أى وقت، ولن يفرق الإرهاب فى الوحدة الوطنية، وظهر ذلك بوضوح خلال الحوادث الإرهابية الماضية لتعضيد وحدة وعلاقات المسلمين والمسيحيين.

لم تكن حادثتا تفجير كنيسة طنطا والإسكندرية هى المرة الأولى التى يساند فيها البابا فرانسيس مصر فى حربها ضد الإرهاب، ففى ١٧ أغسطس ٢٠١٣ رفع قداسته الصلوات من أجل الأحداث التى مرت بها مصر عقب فض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية، وكذلك من أجل أن يعم السلام أرجاءها، قائلا: «أخبار مؤلمة جداً تصل من مصر، أود أن أصلى من أجل الضحايا وعائلاتهم والجرحى ومن يتألمون، فلنصلِ معاً من أجل السلام والحوار والمصالحة فى هذه الأرض الغالية».

وتبقى زيارة البابا فرانسيس متضمنة جدول أعمال لم يخلِ فى كل زياراته الخارجية والداخلية من لقاءات تجمعه بذوى الاحتياجات الخاصة والأيتام بسبب طلبه المتكرر لقاءهم فى كل الأماكن التى يزورها، لكن تلك المرة تقرر إلغاء مأدبة العشاء مع ذوى الاحتياجات الخاصة والإعاقة والأيتام بإحدى المؤسسات التابعة للكنيسة الكاثوليكية بمساكن شيراتون لضيق مدة الزيارة.

الأنبا يوحنا قلته، النائب البطريركى للأقباط الكاثوليك، يقول إن زيارة بطريرك الفاتيكان البابا فرانسيس الأول، تعد نجاحا لمصر على المستوى العالمي، لأن تلك الزيارة سيترتب عليها تنشيطا فى السياحة، ورواجا للاقتصاد المصري، مضيفا أن البابا فرانسيس يعرف عالميا بـ»بابا الإنسانية والسلام» وزيارته سيكون لها مردود عالمى أن مصر بلد الأمن والسلام والأمان.

وقال الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكي، إن مردود تلك الزيارة سيكون له نتائج لا حصر لها لصالح مصر، خاصة أنها جاءت بناء على دعوة رسمية من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسيلتقى خلالها بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بالإضافة إلى لقاء يجمع بين البابا فرانسيس والبابا تواضروس ورؤساء الطوائف الأخرى لأنه لا يفرق بين كل الطوائف أو الأديان وما يهمه هو الإنسان أيا كانت انتماءاته وأن يعم السلام كافة أرجاء العالم.

وأضاف دانيال، أن أبرز نتائج تلك الزيارة هى لفت أنظار العالم لمصر والتأكيد على أن مصر خالية من الإرهاب وهو الأمر الذى دفع بابا روما لزيارتها، موضحا أن هناك برنامجا لزيارة قداسة البابا سيبدأ فى الساعة الثانية ظهر الجمعة الموافق ٢٨ إبريل الجاري، ويستقبله الرئيس السيسى فى مطار القاهرة، ويتوجهان بعد ذلك إلى قصر الاتحادية ليلقى قداسته كلمة بمناسبة زيارته الأولى لمصر، ثم يلتقى البابا فرانسيس بفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى المؤتمر العالمى للسلام الذى تنظمه مشيخة الأزهر، ليتوجه بعدها البابا فرانسيس إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية للقاء البابا تواضروس الثاني، كما يشارك فى الصلاة على أرواح ضحايا حادث البطرسية بمشاركة رؤساء الطوائف المسيحية فى مصر.

وأضاف الأب دانيال أنه فى تمام العاشرة صباح يوم ٢٩ إبريل سيترأس البابا فرانسيس لقاء شعبيا، من المرجح أن يكون فى استاد القاهرة أو مكان تتمكن الجهات الأمنية من تأمينه، وفى تمام الثالثة عصرا، يعقد قداسته لقاء روحيا، ويقيم صلوات إلهية فى الكنيسة الكاثوليكية مع رجال الإكليروس والرهبان والراهبات، ويلقى كلمة خلاله ويختتم الزيارة بمراسم الوداع، ثم يتوجه قداسته فى الساعة الخامسة إلى مطار القاهرة للمغادرة إلى روما.

وأوضح دانيال تأمين الزيارة سيكون مسئولية مشتركة ما بين الجهات الأمنية المصرية والجهات الأمنية الإيطالية التى وصلت مصر منذ أيام لبدء تأمين الزيارة، مشددا على أن توقيت الزيارة له أبعاد مهمة لإفشاء روح السلام بين المسلمين والمسيحيين لأن زيارة قداسته ستكون بعد انتهاء أعياد القيامة وقبيل بدء شهر رمضان، بالإضافة إلى بدء الموسم الصيفى الذى يترتب عليه رفع بعض الدولة الأوربية حظرها عن مصر، مؤكدا أن سبب قصر فترة الزيارة يرجع لكبر سن بابا الفاتيكان الذى يتجاوز ٧١ عاما.