رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، أنه يتعين على حلفاء الولايات المتحدة الاستعداد للمزيد من الصدمات والمواجهات التجارية، وذلك على خلفية النزاع التجاري الجديد الذي اندلع مع فرنسا وحلفاء آخرين.
واستهلت الصحيفة افتتاحيتها في هذا الشأن -والتي نشرتها على موقعها الإلكتروني- بالقول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فتح جبهتين جديدتين ضد الحلفاء المفترضين في حروبه التجارية.. معلنًا يوم أمس الأول أن البرازيل والأرجنتين ستفقدان إعفاءات من بعض الرسوم الجمركية التي كانت تُمنح لمنتجات الصلب والألومنيوم.
وقالت: "إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو الكشف عن أن فرنسا قد تواجه زيادة في الرسوم الجمركية المفروضة على الخدمات الرقمية بنسبة 100%، وهو إجراء يهدف إلى ضمان أن تقوم شركات التكنولوجيا -وأغلبها أمريكية في كثير من الأحيان- بدفع حصتها العادلة من ضريبة الشركات".
وأضافت: "أن هذه الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الفرنسية، والتي تتباين بين منتجات الشمبانيا إلى حقائب اليد والخدمات الرقمية، تأتي على الرغم من أن الولايات المتحدة تدعم مبادرة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لتغيير نمط فرض الضرائب على الشركات.. حيث إن المنظمة التي تتخذ من باريس مقرًا له اقترحت على الحكومات سن قانون جديد لتعزيز "حق دفع الضرائب" على أساس نسبة مبيعات الشركة داخل أراضيها، كما أن ذلك شجع مجموعة الدول العشرين الكبرى على التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية يناير القادم".
ولهذا، اعتبرت الصحيفة "أن قرار ترامب بفرض رسوم جمركية أعلى على الواردات الفرنسية أصاب الجميع بالدهشة والذهول، لاسيما مع الأخذ بعين الاعتبار إعلان ترامب دعمه وإعجابه بالمبادرة، ففي أغسطس الماضي، وافق وزيرا مالية البلدين على أن تمنح فرنسا الشركات الأمريكية خصمًا على الفروق بين الضرائب عند تطبيق مبادرة التعاون والتنمية الجديدة، وقد تم تحديد الضريبة بنسبة 3٪ من إيرادات الشركات التي حققت مبيعات داخل فرنسا بأكثر من 25 مليون يورو و750 مليون يورو من الإيرادات في جميع أنحاء العالم".
وتابعت الصحيفة: "أن توقيت الإعلان عن القرار الأمريكي في هذا الشأن ربما يكون متعلقًا بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اللاذعة حول الوضع الراهن لحلف شمال الأطلسي الناتو.. حتى أنه في يوم أمس الأول، زعم ترامب عبر تغريدة على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي أنه أقنع أعضاء الحلف بزيادة الإنفاق الدفاعي، وجاء ذلك بعد أن وصف ماكرون الناتو مؤخرًا بأنه "ميت دماغيًا"، ويُنظر إلى قمة الحلف على أنها فرصة أمام ترامب للتعبير عن نجاح ملفه في السياسة الخارجية".
ورأت "فاينانشيال تايمز" أيضًا أن النزاع الجديد بين واشنطن وباريس يخاطر بتقويض التقدم المُحرز في إيجاد طريقة جديدة لفرض ضرائب على الشركات متعددة الجنسيات. فيما شارك وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين في عملية إبرام مبادرة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والتي ستمنح حق فرض ضرائب على الشركات الفاخرة الفرنسية التي تبيع في الولايات المتحدة.
وأردفت تقول: "إن الآمال في أن يقوم ترامب بتخفيض التوترات التجارية قبل جهود إعادة انتخابه لم تسير بعد في مكانها الصحيح .. فحتى الآن، لم يخرج أي حديث حول إبرام "صفقة صغيرة" مع الصين، وكذلك لم يؤد قراره بعدم فرض رسوم على السيارات القادمة من الاتحاد الأوروبي إلى سلام دائم، وبدلًا من ذلك، أعلن ترامب يوم أمس عن سعادته بالانتظار حتى بعد الانتخابات لعقد صفقة مع الصين".
وأخيرًا، رأت الصحيفة البريطانية أنه يتحتم على المفوضية الأوروبية أن تدافع عن فرنسا وتقف إلى جوارها: حيث إنه لا يمكن استخدام نهج التهديد بفرض الرسوم لمنع الدول ذات السيادة من اتخاذ قراراتها بشأن الضرائب، ومع ذلك، يجب ألا ينتقد الاتحاد الأوروبي واشنطن بشكل عشوائي.