شارك الدكتور صابر سليمان، مساعد وزيرة الهجرة للتطوير المؤسسي وشئون المصريين بالخارج، ووفد من وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، في فعاليات المؤتمر الإقليمي بشأن الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، والذي تنظمه منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، لتنفيذ الاتفاق ودراسة أثره على السياسات في المنطقة العربية.
جاءت المشاركة ضمن فعاليات المؤتمر خلال يومي 3 و4 ديسمبر لعام 2019، في جلسة تحمل عنوان: "الهجرة والتخطيط التنموي الوطني"، والتي أدارها الدكتور أيمن زهري، أستاذ دراسات الهجرة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ورئيس الجمعية المصرية لدراسات الهجرة، وشاركت فيها السيدة جيل هيلك، مدير التعاون الدولي والشراكات بالمنظمة الدولية للهجرة، والسيد طارق سيسو، رئيس قسم التعاون متعدد الأطراف بالوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج بدولة المغرب، والسيدة حميدة الريّس، مدير عام التعاون الدولي في مجال الهجرة.
ومن ناحيته، توجه الدكتور صابر سليمان، مساعد وزيرة الهجرة للتطوير المؤسسي والمصريين بالخارج، بالتحية لمنظمة الهجرة الدولية وجامعة الدول العربية، على الجهود المبذولة لدعم قضايا الهجرة الآمنة، موضحا أن تجربة مصر رائدة في ربط الهجرة بأهداف التنمية المستدامة 2030، وكذلك الاتفاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة.
وأوضح سليمان أن السفيرة نبيلة مكرم حملت على عاتقها تنفيذ ما جاء بالاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية والذي أطلق في ديسمبر 2018، وعلى الفور تم تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق في يناير 2019، ووضع آليات للتنفيذ؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومراجعة كافة التدابير والإجراءات اللازمة لتفعيل الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة.
وتابع سليمان أن مصر نجحت في دمج قضايا الهجرة ضمن رؤيتها للتنمية المستدامة، ومشاركة وزارة الهجرة وعدد من الوزارات ضمن برنامج عمل الحكومة مصر تنطلق 2018/2022، مؤكدا أن هناك برامج موضوعة يتم تنفيذها ومراجعة محاورها أولا بأول.
وأضاف مساعد وزيرة الهجرة أن تلك البرامج تضمنت التعاون مع جهات مختلفة لإعداد مدربين للتوعية ضد مخاطر الهجرة غير النظامية، والذي نجح في إعداد نحو 500 مدرب يعملون على الأرض من وزارات التضامن، الشباب والرياضة، الثقافة، الأوقاف، الكنيسة، الأزهر الشريف. مستهدفين توعية الشباب والمرأة، باعتبارهما إما محرك للهجرة أو أكثر الباحثين عنها.
كما أوضح أن وزارة الهجرة ساهمت في الاتفاق العالمي للهجرة في بيروت، وكذلك اتفاق الهجرة الآمنة والمنظمة في مراكش، وأشار إلى حرص الوزارة على تحقيق التنمية المجتمعية بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية والجانب الإيطالي، بالمحافظات الأكثر تصديرا للهجرة غير النظامية، بالإضافة إلى تدريب الشباب على مجالات يحتاجها المجتمع سواء بالتدريب الحرفي أو مجالات الدعم الصحي، وغيرها، وهناك خطوات كبيرة قطعتها وزارة الهجرة في عديد المحافظات مثل سوهاج والغربية وأسيوط وغيرها، بجانب التدريب على ريادة الأعمال للشباب.
وفي السياق ذاته، لفت د. صابر سليمان إلى أن هناك محاور رئيسية لسياسة حوكمة الهجرة، تشمل تعزيز مجالات الهجرة النظامية تشمل تسهيل الهجرة الآمنة والحد من الهجرة غير النظامية، وربط الهجرة بالتنمية بنقل المعارف والمشاركة في الاستثمار وكذلك المشاركة في دعم الاقتصاد بالتحويلات من الخارج، ودعم ورعاية المصريين بالخارج بإطلاق منصات التواصل بشتى الطرق وتوفير برامج الرعاية وتوفير مظلة تأمينية، وميكنة الخدمات للمصريين بالخارج.
وذكر مساعد وزيرة الهجرة أن الوزارة حرصت أيضا على إطلاق برامج للحفاظ على الهوية وتوعية الشباب المصري بما يحدث في مصر من تنمية وتوعيتهم بتاريخها، بالإضافة لبرامج تعليم اللغة العربية، ومعسكرات ثقافية وترفيهية بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة؛ ما يساهم في تعميق الروابط بين الشباب المصري بالداخل والخارج، بالإضافة إلى مشاركتهم في مؤتمرات الشباب والإسهام في خطط التنمية.
وأضاف د. صابر سليمان أن مصر صاحبة تجربة فريدة في الاحتفاء بالجاليات التي عاشت على أرض مصر، سواء من القبارصة أو اليونانيين أو الأرمن، وأخيرا الجالية الإيطالية، بجانب الاستفادة من العلماء المصريين بالخارج في مشروعات الدولة وخطط التنمية، مشيرًا إلى مؤتمرات "مصر تستطيع"، التي جذبت مئات العلماء والخبراء المصريين بالخارج، وتدشين مؤسسة "مصر تستطيع" لعمل قاعدة بيانات للعلماء المصريين بالخارج.
وتابع سليمان أن مصر حرصت أيضا على ميكنة الخدمات المقدمة للمصريين بالخارج، وتسهيل خدمة المهاجرين لتحقيق سياسة حوكمة الهجرة وربطها ببنود الاتفاق العالمي للهجرة ورؤية الدولة للتنمية المستدامة، مؤكدا أن وزارة الهجرة المصرية نجحت في تحقيق أهداف الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة بنسبة كبيرة للغاية.
من جهتها، طالبت السيدة جيل هيلك، مديرة التعاون الدولي والشراكات بالمنظمة الدولية للهجرة، الحكومات بالتعاطي مع الهجرة بشكل شامل ومتوازن يراعي حقوق الإنسان، كما طالبت الدول بضرورة العمل على تحسين مستوى تنقل المهاجرين، وضمان حقهم في التنمية المستدامة، وفرص التعليم والرعاية الصحية، داعية إلى ضرورة تمكين النساء والأطفال، وضمان حصول المهاجرين على الخدمات الأساسية.
فيما أعرب الدكتور أيمن زهري، أستاذ دراسات الهجرة بالجامعة الأمريكية، عن تهنئته المنظمة الدولية للهجرة على إصدارها تقرير الهجرة الدولية للعام ٢٠٢٠، وكذلك تقرير حالة الهجرة في العالم العربي.
ومن ناحيتهم، أشاد الحضور بجهود وزارة الهجرة المصرية فيما قدمته للمصريين بالخارج، ودورها في إحياء الجذور، والاستفادة من علماء مصر بالخارج، معتبرين تلك التجربة نموذجا يحتذى به عالميًا.