أعرب أعضاء مجلس النواب عن "تيار المستقبل" عن أملهم في أن تنتهي الاستشارات النيابية الملزمة المقرر إجراؤها يوم الإثنين المقبل في قصر بعبدا الجمهوري، إلى تسمية رئيس الوزراء المكلف، والمباشرة فورا في تشكيل حكومة جديدة من الاختصاصيين (تكنوقراط) تحوز على الثقة المطلوبة محليا ودوليا، لتتمكن من التصدي للمشكلات الاقتصادية والمالية المتفاقمة في لبنان.
وأكدت كتلة المستقبل النيابية -في ختام اجتماعها مساء اليوم الثلاثاء- أنها ستواصل المشاورات مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، لترجمة التوجهات التي سبق له الإعلان عنها بشأن الوضع الحكومي، والسعي الدؤوب لمحاكاة المطالب الشعبية والمتغيرات التي شهدها لبنان في الشهرين الماضيين.
ورفضت الكتلة النيابية لتيار المستقبل، ما وصفته بـ "الحملة المغرضة" التي انطلقت مع إعلان المهندس سمير الخطيب اعتذاره عن عدم المضي قدما في تكليفه برئاسة الحكومة المرتقبة، ومحاولة تحميل "الحريري" مسئولية الاعتذار والتخطيط له، مشيرة إلى أن هذا الطرح يحمل تجنيا وقلبا للحقائق.
يشار إلى أن الحريري كان قد أعلن في 26 نوفمبر الماضي، إحجامه عن تولي رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة، في ضوء معارضة القوى السياسية المتمثلة في حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، لطرحه بتشكيل حكومة خالصة من التكنوقراط.
وقال الحريري حينها: "إنني لا أرى حلا للخروج من الأزمة الاقتصادية الحادة التي يشهدها لبنان إلا بحكومة اختصاصيين".. معتبرا أن عددا من القوى السياسية اللبنانية يعيش حالة "إنكار مزمن" ويرفضون الإصغاء إلى المطالب المحقة لانتفاضة الشعب اللبناني.
ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الماضي سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.