أكد الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح اليوم الأربعاء أن الانتخابات الرئاسية المقررة غدا الخميس تعد فرصة تاريخية من أجل تكريس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتشييد دولة الحق والمؤسسات في الجزائر.
وقال بن صالح في كلمة له خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم الأربعاء إن "اقتراع 12 ديسمبر يُعد فرصة تاريخية لمواطنينا الذين يحملون الوطن في قلوبهم، والذين يأبون إلا أن يعطوا معنى لالتزامهم من أجل تكريس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وتشييد دولة الحق، ودولة المؤسسات التي يتطلع إليها شعبنا".
وأكد بن صالح أنه تم تهيئة الضمانات ووضع الترتيبات لهذه الانتخابات وهي من صميم المطالب الشعبية، داعيا المواطنين للعمل على إنجاحها، مشيدا بأبناء الجاليات الجزائرية في المهجر الذين شاركوا في الانتخابات، ليؤكدوا ارتباطهم بوطنهم، رغم محاولات الإرباك والتشويش التي تصدر للأسف ممن يتخذ من الديمقراطية شعارا دون الاحتكام لأبسط مقتضياتها.
وأعرب عن ارتياحه الكبير للأشواط الهامة التي قطعها المسار المؤدي إلى هذا الاستحقاق المصيري في تاريخ الجزائر، بشكل يتوافق مع المنهج المعتمد وفي ظل احترام مبادئ وأحكام القانون الأساسي للدولة وقوانين الجمهورية.
وقال إن "هذا الإنجاز يؤكد بلا ريب أن الدولة رغم محاولات التشكيك و اختلاف العقبات، قد أوفت بالتزاماتها ولم تَحِد عن مسعاها الصّادِقِ لتمكين الشعب الكريم من اختيار رئيس الجمهورية بكل حرية ونزاهة وسيادة".
وسجل الرئيس بن صالح باعتزاز وارتياح التِفافَ الشعب الجزائري حول هذا المسعى الوطني، مما يـُجسّد مدى نُضجِه السياسي وعُمق وعْيِه بجسامة التحديات على الصعيد الداخلي وكذا على الصعيد الإقليمي والدولي.
وقال بن صالح إنه "أضحى لزاما عليَّ أن استوقفَ مرة أخرى كافة المواطنين الجزائريين لأدعوهُم إلى إدراك أهمية الانتخابات الرئاسية بالنسبة لمُستقبل بلادنا، وأطلب منهُم ألا يضلوا السبيل بسبب المشاكل الوقتية وألا ينساقوا وراء المناورات السياسية والضغائن التي ليست من شيمهم".
ودعا الشعب الجزائري إلى التفطن للأصوات المُغرضة التي لا تمت بصلة للمسؤولية الوطنية، وأن يعوا في هذا الظرف الدقيق كل الوعي الرهانات الحقيقية والتحديات التي تعترضُ طريق البلاد.
وقال بن صالح "أهيب بالجزائريين والجزائريات أن يتحملوا مسؤوليتهم من خلال التوجه غدًا إلى صناديق الاقتراع، ليختاروا بكل حرية ووعي المرشح والبرنامج الذي يتناسبُ مع قناعاتهم للخروج ببلادنا من هذه الأوضاع التي لا مصلحة للجزائر في استمرارها".
وأكد أن الحكومة عملت على إنجاح هذه الانتخابات، وقال إن "الحكومة عملت في "هذا السياق المصيري والحاسم لمستقبل بلادنا جاهدة على توفير الظروف الضرورية لضمان ديمومة النشاطات الاقتصادية والاجتماعية، واتخذت جملة من القرارات السديدة التي سمحت بالتكفل بانشغالات المواطنين في جو من السكينة والاستقرار، وهو ما يبرهن على أن السلطات العمومية وضعت انشغالات المواطنين على رأس أولوياتها".
وأضاف "لا يسعني في اجتماع مجلس الوزراء، قبيل الانتخابات الرئاسية، إلاَّ أن أوجه لكم جميعًا تحية التقدير والعرفان نظير ما بذلتموه من جهود مخلصة لاقت الصدى الطيب لدى شريحة واسعة من المجتمع، وأخص بالذكر الوزير الأول (رئيس الوزراء) نور الدين بدوي، الذي صمد طويلا تجاه كل المحاولات المغرضة، وأظهر في ظروف عصيبة كالتي تمر بها بلادنا خصالاً وقدراتٍ مميزة، مكَّنت الحكومة ليس فقط من إنجاز مهامها اليومية بل ومن تناول مسائل جوهرية ومباشرة إرساء أسس إصلاحات عميقة سيكون لها الأثر الإيجابي في مستقبل البلاد، كما أود أن أنوه بتحملكم جميعًا للمسؤوليات النبيلة التي اضطلعتم بها، بكل إخلاص وتفان وفي ظروف حساسة من تاريخ بلادنا".
وأشاد بعمل ومثابرة كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش خلال الفترة الماضية، ووجه التحية للقيادة العليا للجيش برئاسة الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع رئيس الأركان على التزامها الواضح والثابت بالنهج الدستوري وبصون مؤسسات الدولة وضمان سيرها المنتظم".
ونوه بإصرار قيادة الجيش على الوقوف إلى جانب الشعب الجزائري في هذا الظرف الحساس من تاريخه وحماية أمن ووحدة الأراضي الجزائرية في وجه المناورات التي تستهدف زعزعة استقرارها وزرع بذور الفتنة والفُرقة بين أبنائها.
كما وجه التحية لقيادة الجيش على دعمها لقطاع العدالة في مسعاها لمكافحة الفساد الذي كان في صلب المطالب الشعبية، مما سيساهم في تخليص الاقتصاد الوطني من الممارسات التي طالما عاقت سيره وتطوره.
وقال إن "يوم 12 ديسمبر 2019 سيكون بإذن الله موعدًا يضربُه الشعب الجزائري مع التاريخ .. وإن الجزائريات والجزائريين يدركون اليوم أولويات المرحلة الحاسمة التي تمر بها بلادنا"، معربا عن يقينه من أن الشعب الجزائري لن يترك أي مجال لهؤلاء الذين يرفضون التقيد بقواعد الديمقراطية التي تجسّد إرادة الشعب باعتباره مصدرًا للسلطة.