اهتم الإعلام الدولي في مجمله بتغطية لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية أمس الاثنين، على هامش منتدى شباب العالم الذي يعقد في مدينة شرم الشيخ.
وفي هذا السياق، رصدت الهيئة العامة للاستعلامات تركيز الإعلام الدولي على تصريحات الرئيس السيسي حول المصالحة العربية مع قطر، مع تأكيد عدم تغير موقف قطر من النقاط الخلافية مع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، كما أبرز اتخاذ مصر موقفاً ثابتاً فيما يتعلق بقضية المياه، يقوم على التفاوض مع الحكومة الإثيوبية.
وتناول الإعلام الدولي اعتبار الرئيس السيسي ..ليبيا أمنا قوميا لمصر، وسط تأكيدات بعدم قدرة أحد على الاقتراب منها، كما أشار إلى تأكيد السيسي حرص مصر على تطوير العلاقات العربية، وسط انفتاح في علاقاتها مع أشقائها العرب.
كما لفتت وسائل الإعلام إلى تحرك مصر لترتيب لقاء بين رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه رياك مشار، حتى يتم تشكيل حكومة من القوى التابعة للطرفين، يعقبه الانطلاق لمسار الاستقرار.
ففي الإعلام الأمريكي، أوردت شبكة "CNN" و"قناة الحرة" ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن موقف قطر من النقاط الخلافية مع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر لم يتغير، معربا عن أمله في نجاح أي جهود صادقة للوصول إلى التزامات دائمة.
وأشارت CNN والحرة إلى تأكيد السيسي، في لقائه بممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، على هامش منتدى شباب العالم المنعقد في مدينة شرم الشيخ، أن "موقف الدوحة لم يتغير، وأن هناك 13 شرطا تم وضعها وحتى الآن لم يحدث شيء".
وبالنسبة للإعلام الأوروبي، أفاد موقع "روسيا اليوم" بأن الرئيس السيسي أكد في أول رد منه على تصريح رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد الذي قال إن بلاده قد تجند مليون شخص ضد مصر أن بلاده "لا تريد إنفاق مواردها في الحروب".
وأورد الموقع قول الرئيس السيسي تعليقاً على تصريح أبي أحمد "مصر لم تتحدث على الإطلاق خلال فترة رئاستي بطريقة شائكة، ونحن لا نريد إنفاق مواردنا في الحروب وإنما على التنمية والإعمار".
وأضاف أنه إذا كان رئيس الوزراء الإثيوبي يشيد السد من أجل التنمية، فإن تكلفة حشد مليون شخص ستلتهم ثمار التنمية هذه، ولفت إلى أن تجنيد مليون شخص يكلف مليارات الدولارات، قائلا "إنت مش بتدور على تنمية؟ هتعمل سد وتنمية ولا هتصرف على حرب؟".
وقال الموقع إن الرئيس شدد على أن بلاده "اتخذت موقفا ثابتا فيما يتعلق بقضية المياه، يقوم على التفاوض مع الحكومة الإثيوبية"، موضحاً "لو كانت مصر مستقرة خلال الأعوام الماضية لكنا أجرينا المفاوضات في هدوء، وعندما احتجنا إلى تطوير مسار التفاوض طلبنا أن يتدخل طرف رابع لتسهيل التفاوض، ونتمنى أن نصل إلى نتيجة إيجابية في هذا الشأن بحلول 15 يناير المقبل".
وأضاف الموقع أن السيسي أشار مع ذلك إلى أن عدم التوصل إلى أي اتفاق خلال المفاوضات المقبلة سيعنى أنه سيكون هناك طرف رابع لحل أزمة سد النهضة.
وبالنسبة للإعلام العربي ، أوردت صحيفة "الشرق الأوسط" أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أظهر، أمس الاثنين، تمسكاً بالمطالب الـ13 التي أعلنتها كل من القاهرة والرياض وأبو ظبي والمنامة قبل أكثر من عامين للمضي في "المصالحة مع قطر"، فيما دعا السيسي، خلال لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية على هامش منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ، إلى إجراءات تعزز بناء "علاقات مستقرة بعيدة عن التدخل بالشؤون الداخلية".
وقالت الصحيفة إن الرئيس تطرق إلى الشأن اليمني قائلا "إن القضية تمضي بمسارها الصحيح، وسنرى حلاً خلال شهور قليلة مقبلة"، كما جدد السيسي التمسك بدعم الجيش الليبي مشدداً "لن نتخلى عنه، وهذا من ثوابت موقفنا الداعم للدولة الوطنية".
وذكرت الصحيفة أن السيسي أكد، فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، أن "مصر ستلجأ إلى طرف رابع للتفاوض، إذا لم تسفر المباحثات التي ترعاها واشنطن عن اتفاق منتصف الشهر المقبل"، ونبه السيسي إلى أن مصر "لم تتحدث بأي صيغة شائكة بشأن إثيوبيا"، ورأى أن مسار التفاهم هو الأفضل للطرفين.
وأفادت شبكة "سكاى نيوز عربية" أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد، أمس ، أن موقف القاهرة واضح بشأن الاتفاقيتين اللتين أبرمتهما تركيا مع حكومة فايز السراج، موضحاً أن استقرار ليبيا والسودان قضية أمن قومي بالنسبة للقاهرة التي لن تسمح لأحد أن يمس استقرارها.
وفي موقع "إرم نيوز" ذكر تقرير أن "الرئيس عبد الفتاح السيسي قال أمس الاثنين، إن الأزمة اليمنية في سبيلها للحل، ولكنها ستأخذ وقتًا نظرًا لوجود مسائل مركبة، مؤكدًا أن الأمور تسير في مسارها الصحيح، وذلك خلال لقائه مع وسائل الإعلام الأجنبية والمصرية، على هامش منتدى شباب العالم في شرم الشيخ".
وتابع التقرير "السيسي أكد أن حل الدولتين هو الأفضل للقضية الفلسطينية، مشددًا على أن مصر موقفها ثابت من تلك القضية، وحال الوصول لحل الدولتين سيتحقق الاستقرار في المنطقة".
وبالنسبة للإعلام الأفريقي، أوردت صحيفة "نياميل بيديا" الجنوب سودانية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قال أمس الاثنين إن بلاده تتحرك لترتيب لقاء يجمع الخصوم الرئيسيين بجنوب السودان، وهما الرئيس سلفا كير وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الدكتور رياك مشار، لمناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك خلال جلسة عقدها مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية العاملة في مصر على هامش النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس السيسي الذي يشغل أيضًا منصب رئيس الاتحاد الأفريقي قال "لقد كنا دائمًا داعمين لجميع الجهود التي بذلت ومازالت تبذل لإيجاد حل والتوصل إلى وقف إطلاق النار في جنوب السودان"، مشيرًا إلى أن الحكومة يجب أن تنطلق وتتجاوز ما حدث في جنوب السودان خلال العامين الماضيين، كما أكد السيسي أن السياسة المصرية تتبنى حل المشكلات وإخماد الأزمات في أفريقيا "حتى ولو كانت مصر لا ترأس الاتحاد الأفريقي".
وبالنسبة لوكالات الأنباء، أفادت وكالة "سبوتنيك" الروسية بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث عن المستجدات التي وصلت إليها مسألة سد النهضة الإثيوبي ومفاوضات الجانب المصري معه، وقال خلال حواره مع وسائل الإعلام العالمية بمنتدى الشباب بشرم الشيخ أمس الإثنين "إن مصر لديها مسارا فيما يتعلق بسد النهضة"، وفقا لصحيفة "الأهرام" الرسمية المصرية.
وذكرت الوكالة أن السيسي تحدث حول آخر مستجدات المفاوضات بشأن سد النهضة قائلا "إن مصر لها خطاً ثابتاً في التعامل مع قضاياها بما فيها المياه"، مشدداً على أنه يسعى للتعمير والبناء لا الخراب والهدم.
وأوردت وكالة "شينخوا" الصينية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قال أمس "نحن نتحرك لنجمع في لقاء الرئيس سلفا كير مع مشار، حتى يتم تشكيل حكومة من القوى التابعة للطرفين، تنطلق بعد ذلك لمسار الاستقرار، ويتم تجاوز ما حدث في جنوب السودان خلال العامين أو الثلاثة الماضية"، مضيفا "نحن دائما كنا داعمين لكل الجهود التي بذلت أو تبذل لإيجاد حل لوقف إطلاق النار في جنوب السودان".