رسائل هامة حملتها مرافعة النيابة العامة، اليوم الأحد، أثناء النطق بالحكم، فى القضية المعروفة إعلاميًا بـ شهيد الشهامة، وضعت فى مجملها مجموعة من النقاط لمنع تكرار الحادث المؤسف.
لا حد على الأطفال
البداية، مع حكم حد القتل، حيث أكد ممثل النيابة العامة فى مرافعاته اتفاق علماء المسلمين على عدم إقامة حد القتل على الأطفال غير البالغين، وإن اختلفوا فى سن البلوغ، إن غابت امراته، فما بين قائلٍ إن الحد لا يُقام على من لم يتم الثامنة العشر، إلى قائل بجواز إقامته متى أتم الخامسة عشر من عمره.
واستكمل أن آراء علماء المسلمين اختلفت فيمن يطبق عليه الحد من القاتلين، ووافق القانون رأى الأولين فلم يجز عقاب من لم يتم الثامنة عشر من عمره بالإعدام.
غياب القيم والمبادئ
وفى رسالة من النيابة لأولياء الأمور، حرصت من خلالها بالتأكيد عليهم، بألا يتركوا أبناءهم فى وقت زدات فيه وسائل محو الهوية، حيث قال ممثل النيابة: تبدأ وقائع الدعوى عندما غابت المبادىء والقيم، وقلت عند أولياء الأمور الهمم؛ فانسلخوا من دورهم وتركوه لغيره، فى وسائل زادت فيها أساليب محو الهوية، وتربص فيه أعداء الأمة لتشويه فطرتها السوية، فاستبدلت مجالس العلم بمجمعات السخرية والذم، وبات الأطفال يتعلمون من المنشورات على الحسابات، وغدا المراهقون يلهثون إلى مواقع التواصل الاجتماعى للتعرف على الفتيات بغير ضابط ولا رابط، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعى يجد الطفل نفسه أمام أفلام تساوى المجرمين بأصحاب البطولات، فتاه الشباب والفتيات، وضيعوا القيم الثابتة.
"نجلكم شهيد"
ثم كانت الرسالة الثالثة والأخيرة من النيابة العامة إلى أهل المجنى عليه: "لا تحزنوا أهل الفقيد، إن إلى الله الرجعى، وإن لمصابكم لمحزنون، ونسأل أن يشفى الوجع ونحسب نجلكم شهيدًا سعيدًا ساكنًا جنة المأوى تلقونه يوم التلاق شفيعًا عند ربكم الأعلى، هنيئًا له جوار ربه نعم الثواب والمثوى، واليوم جئنا بقاتل نجلكم إلى القضاة نرفع الدعوة أقامما بيانها وبرهانها على كل من أضل وأغوى، ياقضاة الحق جئناكم بأمانة اليوم نسعى فأقضوا جزاءً وفاقًا لكل قاتل فى الأرض يسعى، ما قصدنا إلا جزاءً عادلًا، راجين حق أصحاب البلوى، وياقوم كلكم راعى وكلكم مسؤول لدى المولى، فارعوا صغاركم قبل الوقوف بين يدى الله الأعلى."
الجدير بالذكر أن المحكمة قررت معاقبة المتهمين بقتل محمود البنا "شهيد الشهامة" بالسجن على المتهم الأول محمد أشرف راجح 15 عامًا، إسلام عواد 15 عامًا، مصطفى محمد 15 عامًا، إسلام إسماعيل 5 سنوات.