الأحد 24 نوفمبر 2024

تحقيقات

مجمع الإنتاج الحيواني المتكامل بالفيوم خطوة لتحقيق الأمن الغذائي بمصر.. المشروع استمرار لجهود الدولة وحرصها على تحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم والوصول إلى مرحلة التصدير وسد العجز في الفجوة الغذائية

  • 25-12-2019 | 16:45

طباعة

يأتي افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة لعدد من المشروعات التنموية في مجال الثروة الحيوانية بمحافظة الفيوم اليوم، ليؤكد مضي الدولة قدما نحو تحقيق التنمية الشاملة، ولاسيما الإنتاج الحيواني وبما يسهم في سد الفجوة الغذائية وخفض الأسعار والسيطرة عليها.


يذكر أن المرحلة الأولى من مشروع المليون رأس ماشية، منها 200 ألف رأس ماشية بالمجمع الإنتاج الحيواني المتكامل بمحافظة الفيوم، بالإضافة إلى زراعة 25 ألف فدان كمرحلة أولى لتوصيف العلائف الجافة لصالح المشروع بجانب افتتاح 4 مشروعات للإنتاج الحيواني بمدينة النوبارية بمحافظة البحيرة.


ولقد بدأ الاحتفال بوصول الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة لمنطقة الافتتاح بمجمع الإنتاج الحيوانى بيوسف الصديق بمحافظة الفيوم، ثم استمع السيد الرئيس لشرح مفصل على ماكيت لمجمع الإنتاج الحيواني المتكامل بالإضافة إلى عرض فني عن امكانيات المجمع، أعقبة تلاوة لأيات من الذكر الحكيم.


وألقى اللواء مصطفى أمين مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية كلمة أكد من خلالها أنه وبتوجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة فإن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية يسعى أن تسهم شركاته فى شتى مجالات التنمية بالدولة ومنها دعم الثروة الحيوانية بالدولة كونها أحد أهم الاتجاهات الاستراتيجية التى تتبناها الدولة المصرية.


وأوضح أن الجهاز قام بالتخطيط لتنفيذ عدة مشروعات منها تربية الماشية من سلالة اللحم والألبان والمجازر الآلية ومصانع الألبان ومصنعات اللحوم لتقليل الفجوة الغذائية في أحد أهم مصادر البروتين الحيوانى بأعلى جودة وتخفيض معدلات الاستيراد للحوم والدواجن ومنتجات الألبان وتوفير النقد الأجنبي ودعم مشروعات الخدمة القومية للأمن الغذائي، وتكامل متبادل مع بعض من المشروعات الزراعية والإنتاج الحيوانى والألبان لتعظيم العائد من الأستثمارات وطرح المنتج بسعر مناسب وأتاحة فرص عمل مناسبة، وتعاظم أهمية إنتاج مشروعات جديدة. 


وأشار اللواء مصطفى أمين إلى مؤشرات استهلاك اللحوم الحمراء في العام 2011 بلغ 553 ألف طن مقسمين إلى 225 ألف طن محلي و328 ألف طن مستورد حيث بلغت تكلفة الاستيراد للحوم الحية والمجمدة 8.1 مليار جنيه، وعام 2017 تم استهلاك 640 ألف طن مقسمين إلى 290 ألف طن محلي و350 ألف طن مستورد، حيث بلغت تكلفة الاستيراد للحوم الحية والمجمدة 27.1 مليار جنيه.


كما أشار إلى أن هناك عددا من التحديات لتوفير الألبان بكميات وأسعار مناسبة للأسواق أهمها قلة عدد مزارع الألبان وارتفاع تكلفة الرعاية وقلة مساحة المراعي واستيراد الأعلاف.


وقال انه بناء على توجيهات الرئيس وبالتنسيق مع وزارة الزراعة تم إنشاء عدد من المشروعات في أماكن مختلفة واليوم تم افتتاح مجمع الإنتاج الحيوانى المتكامل بمساحة 485 ألف فدان مكون من (3 مزارع لتربية وتسمين الماشية بطاقة 18 ألف رأس ومجزر آلي يحتوي على 22 خطا بأحدث النظم العالمية ومصنع لإعداد اللحوم وتعبائتها ومصنع لإنتاج البولوبيف المعبئ) وتم إنشاء مركز للتأهيل والأبحاث البيطرية به عدد من المعامل الجهزة والتنسيق مع كليات الطب البيطري في عدد من الجامعات، وهناك 4 مجمعات أخرى سيتم افتتاحها في النوبارية بطاقة استيعابية 40 ألف رأس ماشية للتربية والتسمين.


وأشار إلى أن هذه المشروعات التي تم افتتاحها أتاحت 4200 فرصة عمل للشباب، بالإضافة إلى أنه يجري إنشاء 9 مجمعات بمحافظات الوادي الجديد والبحيرة والمنوفية والفيوم ومطروح بإجمالي 54 ألف رأس ماشية للتربية من سلالات اللحم و19 ألف رأس لإنتاج الألبان حيث سيتم الانتهاء منها في أكتوبر 2020 كما سيتم الانتهاء من مجزرين آليين متكاملين بسفاجا والنوبارية وذلك في أبريل وأكتوبر 2020، ومصنعين لمنتجات الألبان بمدينة السادات وبرج العرب في ديسمبر 2020.


وأكد أن هذه الإنجازات تمت بتوفيق من الله ودعم رئيس الجمهورية والقيادة العامة للقوات المسلحة..موجهاً الشكر لوزارة الزراعة وللشركات المصرية وشركة كوجيمات الإيطالية لما قدموه من جهد مضن لنجاح هذا المشروع العملاق.


واستمع الرئيس السيسي إلى شرح من السيد أرينا رئيس مجلس إدارة شركة كوجيمات الإيطالية تناول التعاون الكبير الذى تم بين الشركة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة لإنجاح المشروع، حيث بدأ كلمته بتوجيه التحية إلى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى واللواء مصطفى أمين مدير مشروعات الخدمة الوطنية على إتاحة الفرصة لتنفيذ هذا المشروع على الأراضي المصرية.


كما وجه التحية للواء فايز أباظة رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للإنتاج الحيواني على التعاون المثمر بينهم وتعزيز العلاقات في مجال الإنتاج الحيوانى الذي يسعى إلى تحقيقه الممثلون الحكوميون في مصر وإيطاليا بكل جدية، حيث يحتوي المجمع على خطين مجازر حيوانية طبقا للشريعة الإسلامية لعدد 320 رأس ماشية خلال وردية العمل الواحدة وتجميد 100 ربع حيوانى خلال اليوم، ويعمل قسم تصنيع اللحوم خلال وردية العمل الواحدة على تشفيه 40 طنا وتتم عملية التعبئة عن طريق استخدام الطرق الحديثة وأيضا عن طريق تحاليل كاشف المعادن قبل عملية التغليف بالإضافة لإنتاج الهامبورجر والسجق واللانشون وأيضاً إنتاج ما يتطلبه أي مصنعات أخرى يحتاجها السوق، كما يوجد القسم الخاص بإنتاج البولوبيف المعبأ وهكذا يتم استكمال الدائرة المعروفة من الماشية الحية إلى الماشية المعبأة كلياً .


وفي ختام كلمته أكد أن جميع البقايا من شحوم وعظام ودم يتم تحويلها لمواد ذات قيمة وذلك لتقليل التلوث البيئي، معرباً عن سعادته وتأكيده على أن المصنع المقام بمدينة الفيوم بالرغم أنه ليس أكبر مجزر ولكنه بكل تأكيد المنشأة الأكثر تكاملاً في مجال اللحوم في أفريقيا..موجها الشكر للتعاون القيم والفعال من جانب الشركات الإيطالية (الشركة الفنية للتبريدات وشركة منتجات ومعدات الغذاء) وكذلك الشركات المصرية (الشركة المصرية للمقاولات والشركة الدولية للمعدات). 


وشاهد الرئيس فيلماً تسجيلياً من إنتاج إدارة الشئون المعنوية بعنوان "خطوة على طريق" يبين جوانب مشروع تنمية الثروات الحيوانية والصناعات التكميلية من خلال الشركة الوطنية للإنتاج الحيواني والتى تعد إحدى القلاع الإنتاجية التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية حيث يهدف المشروع لخدمة الاقتصاد فيما يتعلق بقضية الأمن الغذائى، والذى تم تنفيذه ليكون صرحا صناعيا متكاملا يجمع بين العلم والبحث العلمى بهدف الوصول إلى المعايير العالمية فى مجال تنمية الثروة الحيوانية .


كما استمع الرئيس إلى شرح من محمد مرزوق القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، تناول من خلاله رؤية وزارة الزراعة لتنمية الثروة الحيوانية فى جمهورية مصر العربية والتى تستند على ثلاث محاور، الأول منها البدء الفورى فى تطوير ورفع كفاءة مشروعات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى وعددها 51 مزرعة (لا تعمل) لتوفير سلالات محسنة وراثياً لصغار المربيين واستيراد سلالات أخرى من الأصناف ثنائية الغرض ( لحوم وألبان ) ومن النماذج للمزارع التى تم تطويرها مزرعة غرب غرب المنيا " للجاموس" المحسن وراثياً لتوفير نموذج عملى مناسب للظروف الصحراوية بمنطقة غرب غرب المنيا بتكلفة 37 مليون جنيه وعدد الرؤوس الحالية 892 رأس بمساحة 15 فدان، ومزرعة النوبارية لإنتاج وتربية الرؤس وإنتاج وتصنيع الألبان لتوفير نموذج عمل لصغار المربين وإنتاج سلالة محسنة، ويبلغ عدد رؤس الماشية بها 688 رأس بتكلفة مالية قدرها 40 مليون جنيه على مساحة 6 أفدنة..مشيراً إلى عدد من نماذج المزارع التي تم تطويرها.


وأوضح أن المحور الثانى يعتمد على تدعيم مشروعات القطاع الخاص من خلال عدة اتجاهات منها إصدار التراخيص ومتابعتها واستيراد السلالات المحسنة وتوفير التحصينات، واستغلال الطاقات غير المستغلة من خلال الحصر والتنسيق مع البنوك لتمويلها، وتوفير التأمين لدى صندوق التأمين على رؤوس الماشية.


وأشار إلى أن المحور الثالث يستند على تدعيم مشروعات صغار المربين من خلال توفير رؤوس إناث ذات إنتاجية عالية لصغار المربين من خلال مزارع القوات المسلحة، وكذلك توفير التحصينات والأمصال واللقاحات اللازمة.


وفي ختام كلمته أكد وزير الزراعة استمرار التعاون الدائم بين الوزارة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية والشركة الوطنية للإنتاج الحيوانى، فضلاً عن التعاون الدائم والمستمر للإنتاج الحيواني مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والجامعات المصرية.


وألقى اللواء طبيب بيطرى فايز محمد أحمد أباظة رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للإنتاج الحيواني كلمة قال فيها" إن الثروة الحيوانية تلعب دوراً مهماً فى دعم الاقتصاد القومى كما أن توجيهات سيادتكم فى البدء فى هذا المشروع للمساهمة في سد الفجوة الغذائية والسيطرة على أسعار واحدة من أهم السلع الاستراتيجية، تفادياً لأي متغيرات تطرأ على الساحة العالمية من تقلبات سياسية أواقتصادية، كما قامت الشركة الوطنية للإنتاج الحيوانى بعد الإطلاع على أحدث ما توصل إليه العلم فى هذا المجال بإعداد المخطط العام للمشروع يشمل مجمعات نموذجية لإنتاج اللحوم والألبان ومجازر اّليه حديثة ومصانع للحوم والمعلبات ومصانع للألبان ومنتجاتها بالإضافة إلى (25) ألف فدان لزراعتها بالمحاصيل العلفية لصالح المشروع بإجمالى (22) موقعا فى (9) محافظات.


وأشار إلى أنه تتم مراعاة كافة مشتملات المزارع النموذجية من بنية تحتية وإدارية ومستشفيات بيطرية ومعامل تحاليل ومراكز للتلقيح الصناعي والتحسين الوراثى ومصانع أعلاف عملاقة وخطوط للتعبئة طبقاً لأحدث التقنيات العلمية للحفاظ على اللحوم مبردة أطول فترة ممكنة لضمان الاحتفاظ بأعلى قيمة غذائية تصل للمواطن المصرى) .


وأوضح أنه تم تجهيز محطات لمعالجة الصرف بكافة المجمعات والمصانع والمجازر الآلية لإعادة استخدامها فى الزراعة مع إحكام السيطرة على كافة المزارع والمصانع ووحدات المشروع من خلال (المراقبة وتسجيل وتحليل البيانات)، كما روعى عند تنفيذ المشروع كافة الاعتبارات والمعايير العلمية والتي تتمثل فى (البعدين الوقائى والبيئى – القرب من محاور الطرق ومصادر المياة والكهرباء – الموقف الوبائى فى كل منطقة عند الاختيار).


وأشار إلى أن المشروع يهدف إلى المساهمة فى سد الفجوة الغذائية والسيطرة على الأسعار وإدخال سلالات جديدة محسنة وراثياً للسوق المحلى؛ ما يعود بالنفع على المواطن المصرى والاستغناء تدريجياً عن الاستيراد بزيادة الاعتماد على السلالات المحسنة وراثياً والمنتجة محلياً.


وقال إنه لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الأعلاف تم التخطيط لزراعة المحاصيل العلفية اللازمة للمشروع، كما تم إنشاء عدة منافذ حضارية ثابتة وأخرى متحركة لطرح كافة منتجات الشركة للمواطنين .


وأضاف" إن المشروع يعد منظومة متكاملة تم خلاله مراعاة كافة المعايير الفنية والعلمية وعوامل الأمان الحيوى والاستغلال الأمثل للمواقع المتاحة وتعظيم العائد بتحقيق القيمة المضافة".


وأشار إلى أنه بناء على توجيهات سيادتكم بالبدء فى هذا المشروع القومى وبالدعم الكامل من القياده العامة القوات المسلحة نشهد اليوم افتتاح باكورة مشروعات تنمية الثروة الحيوانية وتشتمل على مجمع الإنتاج الحيوانى المتكامل بيوسف الصديق ويتكون من (3) مزارع نموذجية للإنتاج الحيوانى بإجمالى طاقة استعابية (18) ألف رأس فى الدورة ومجزر آلى متكامل بطاقة (320) رأس/وردية وملحق به مصنع لإنتاج كافة منتجات اللحوم والمصنعات، ومصنع الكورند بيف المعلب بطاقة (12) ألف عبوة يومياً.


وأوضح أن المزرعة البحثية الزراعية التي تقام على مساحة (15) فدان تهدف إلى إجراء الأبحاث اللازمة لتحسين السلالات العلفية المحلية لزيادة إنتاجها وكذلك إجراء الأبحاث على البذور الواردة من الخارج لإنتاج سلالات علفية ملائمة للبيئة المصرية، المزرعة النباتية على مساحة (200) فدان وتهدف إلى زراعة بعض المحاصيل العلفية الخاصة بالمشروع والتى تستخدم فى صناعة الأعلاف.


وبين أن المركز العلمي البيطري للأبحاث والتدريب هو حلقة الوصل بين العلم والتطبيق ويشتمل على معامل أبحاث لكافة التخصصات مزودة بأحدث الأجهزة البحثية ومكتبة علمية وقاعات للمحاضرات والمؤتمرات ويهدف إلى التشخيص الدقيق والسريع لكافة الأمراض الوافدة أو المستوطنة ووضع العلاجات المناسبة لها والمساهمة فى التحسين الوراثى بإنتاج سلالات محلية محسنة وراثياً لزيادة الإنتاج وخفض الاستيراد وتقوية الروابط بين المؤسسات التعليمية والمجتمع الإنتاجى بعقد دورات لطلاب كليتى الطب البيطرى والزراعة بالجامعات المصرية وإجراء الأبحاث المختلفة للدراسات العليا (الماجستير/الدكتوراة)، التدريب المستمر للقوى البشرية فى كافة التخصصات العاملة بالمشروع (عسكريون ومدنيون) لمواكبة مستجدات العمل.


وأشار إلى أن المركز يمثل إحدى المنارات العلمية التى تسهم فى دعم وتنمية منظومة البحث العلمى فى مصر وتذليل الصعوبات التى تواجه المجتمع فى مجال الطب البيطرى والزراعة .


وعبر الفيديو كونفرانس أعطى الرئيس إشارة البدء لافتتاح (4) مجمعات للإنتاج الحيوانى بالنوبارية/البحيرة بإجمالى طاقة استعابية (40) ألف رأس/دورة .


واختتمت المراسم بجولة تفقدية للسيد رئيس الجمهورية للمشروعات الجديدة رافقه خلالها عدد من الوزراء، وعدد من العاملين بمجال الإنتاج الحيواني.


تأتي تلك المشروعات استمرارا لجهود الدولة المصرية وحرصها المتواصل لتحقيق نقلة نوعية فى مجال الإنتاج الحيوانى لتحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم والوصول إلى مرحلة التصدير، وسد العجز في الفجوة الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي خاصة مع قلة الإنتاج المحلي وارتفاع واردات مصر من اللحوم.


حضر الافتتاح الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من قادة القوات المسلحة وعدد من الوزراء ومحافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصارى.


    الاكثر قراءة