أصدر الكاتب خيري حسن، كتابه الجديد "أرواح على الهامش.. عباقرة ومنتحرون"، والذي يصدر عن دار ابن رشد للنشر.
وقال حسن، أن صفحات هذا الكتاب، تحمل بين حروفها، وسطورها شموع، ودموع، وآمال، وآلام، شخصيات مختلفة، ومتباعدة. منهم من مات وغادر الحياة، بعدما انهارت قواه، قبل أن يحقق كلاً ـ أو جزءاً ـ مما عاش يحلم به.. ويتمناه، ومنهم من هو مازال على قيد الحياة يقاوم، رغم ما يواجهه من صعوبات، واتهامات، وشائعات، وتربيطات، وهجوم ضارٍ، وشرس، وعنيف، وغير شريف فى مجمله، من كل الاتجاهات.
وأضاف حسن، أنه كانت الموهبة، هى العامل المشترك بين هذه الشخصيات جميعاً، وهى ـ أى الموهبة ـ التى عاشوا لها، دون أى نفاق، أو كذب، أو تضليل، أو تطبيل، من أجل مال، أو سلطة، أو منصب أو جاه. وبسبب تلك الموهبة نام بعضهم وراء أسوار "الزنازين" ـ وهم أبرياء ـ بلا أى جريمة ارتكبوها. وعاش بعضهم فى عنابر "المجانين" ـ وهم عقلاء ـ مجبرين، صامتين، سنوات عديدة، وانتحر بعضهم فى ظروف مؤسفة، ومؤلمة، وحزينة، لتصبح سِيَرُهم فى سجلات التاريخ ما هى إلا "أرواح على الهامش" عاشت بقلوب بيضاء فى مواجهة قلوب سوداء. وعقول ملائكية فى مواجهة عقول شيطانية.
وتابع الكاتب، "لأنها مواهب حقيقية، ستجدها ـ بهدوء ـ انسحبت، وغادرت مسرح الحياة، بعدما فشلت فى مواجهة، ومجابهة، ومقاومة، أنصاف المواهب".
وأكد، أن هذه المواجهة التى تتكرر كل صباح، تشرق فيها شمس مجتمعاتنا العربية. تلك المجتمعات التى تعتبر "الموهبة" وباء، وبلاء، وابتلاء، وسبب كل داء، لذا يجب مقاومتها، وقتلها فى مهدها، بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة.
وشدد على أن المواجهة أو الحرب بين الموهبة وأنصاف الموهبة.. مازالت مستمرة.. ومازال وسيظل ضحاياها يدفعون الثمن، لا لشيء إلا لأنهم أصحاب مواهب حقيقية