تسارعت التنديدات العربية والدولية بموافقة البرلمان التركي، الخميس، على إرسال قوات عسكرية إلى مدينة طرابلس في ليبيا، محذرة من أن هذا التصرف يدفع الملف الليبي إلى مزيد من التأزيم، ويزيد التوتر في المنطقة.
فقد حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن أي "تدخل أجنبي سيعقد الوضع في ليبيا".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض هوغان جيدلي: "إن الرئيسين بحثا قضايا ثنائية وإقليمية. وأكد الرئيس ترامب أن التدخل الأجنبي يعقد الوضع في ليبيا".
ووافق البرلمان التركي، في وقت سابق الخميس، على إرسال قوات إلى ليبيا لدعم الميليشيات المسلحة التي تسيطر على مدينة طرابلس وتحمي حكومة فايز السراج.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان على ضرورة "أن تتوقف الجهات الفاعلة الخارجية عن تأجيج الصراع" في ليبيا.
وقالت: "يجب على جميع البلدان الامتناع عن مفاقمة الصراع الأهلي ودعم العودة إلى العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة".
وصوت 325 نائبا لصالح إرسال قوات تركية إلى ليبيا مقابل معارضة 184 عضوا، وذلك خلال جلسة طارئة عقدها البرلمان التركي بناء على طلب من أردوغان.
من جانبها، دانت مصر بـ"أشد العبارات"، تمرير البرلمان التركي مشروع قرار من الرئيس التركي بتفويضه لإرسال قوات تركية إلى ليبيا، وفق ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.
واعتبرت وزارة الخارجية المصرية في بيان نشرته على صفحتها في فيسبوك، أن خطوة البرلمان التركي "انتهاك لمقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن حول ليبيا بشكل صارخ".
وجاء الموقف المصري في وقت قال وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، إن الجزائر ستقوم في الأيام القليلة القادمة بالعديد من المبادرات في اتجاه الحل السلمي للأزمة الليبية، مضيفا أن الجزائر "لا تقبل بوجود أي قوة أجنبية مهما كانت".
وفي السياق ذاته، قال مصدر مسؤول في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إن موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، تشكل إذكاء للصراع الدائر في البلاد.
وقال المصدر لـ"سكاي نيوز عربية"، إن الخطوة التركية تتجاهل ما تضمنه القرار العربي الصادر عن مجلس الجامعة يوم 31 ديسمبر الماضي من التشديد على رفض، وضرورة منع، التدخلات الخارجية التي قد ينتج عنها تسهيل انتقال العناصر الإرهابية و القوات المقاتلة إلى ليبيا.
إلى ذلك، عبر رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، عن رفضه التام للقرار الذي صدر عن البرلمان التركي بشأن تفويض أردوغان لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، مشددا على أن هذا القرار يعد انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن الدولي التي نصت على حظر توريد الأسلحة لليبيا.