رسائل عديدة وجها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الشعب المصري خلال كلمته
بقداس عيد الميلاد المجيد أمس، وصفها سياسيون بأنها طمأنت المصريين في ظل مخاوفهم
وقلقهم من التهديدات الراهنة، مؤكدين أن كلمة السيسي أكدت ضرورة التلاحم والتماسك
لتخطي الصعاب وأنه لا مجال للقلق لأن وحدة المصريين حائد صد لكل التهديدات.
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أمس قداس عيد الميلاد المجيد
بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، قائلا إنه مع بداية كل عام
اعتاد على تهنئة الشعب المصري والاحتفال بعيد الميلاد المجيد، مضيفا "إذا
كنتم بتحبوا ربنا حبوا بعضكم، متخلوش حد أبدًا يتدخل بينكم ويحاول يوقع بينا، مصر
دي هتفضل بلدنا كلنا".
وأكد السيسي أن الشعب المصري قلق، وأنه لا مجال للقلق بين المصريين لسبب
واحد وهو أن الشعب المصري دائما يد واحدة، مضيفا "طول ما إحنا مع بعض محدش
يقدر يعمل معانا حاجة، وربنا أراد إننا نكون في ظروف صعبة، طول ما إحنا مع بعض
وطول ما الشعب المصري إيد واحدة مفيش حد يقدر يعمل معانا أو فينا حاجة ".
وأضاف: "طول ما إحنا إيد واحدة محدش يقدر يجرجرنا هنا ولا هنا، إحنا
قادرين بفضل الله وبدعوات الناس الطيبين زيكم إن ربنا يلهمنا الصدق والبصيرة ونبقى
شايفين الإجراء الأفضل اللي ممكن نعمله"، موضحا "لازم تعرفوا أننا
بنتعامل بشرف في زمن مفيش فيه شرف، ربنا موجود فوق ومطلع علينا ولا يمكن ربنا ينصر
إلا الأشراف والمخلصين والأمناء والمحبين لبعضهم البعض، لازم نبقى كلنا مع بعض، كل
عام وانتم طيبين ".
طمأن المصريين
الدكتور جمال أسعد، المفكر القبطي، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي
الكاتدرائية والمشاركة في قداس عيد الميلاد المجيد هي عادة رئاسية تأصلت في عهده،
فهو حريص منذ توليه المسئولية على حضور هذا القداس وتهنئة الشعب المصري أجمع بعيد
الميلاد المجيد.
وأوضح أسعد، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الزيارة أسست لمناخ
جديد وطريق لتحقيق المواطنة الحقيقية بين المصريين، مضيفا إن أول زيارة قام بها
الرئيس للكاتدرائية لحقها مواقفا تؤكد هذه المواطنة، كتوجيه ضربة لتنظيم داعش في
ليبيا بعد مقتل أقباط مصريين، والمشاركة في جنازة شهداء الكنيسة البطرسية وإعادة
افتتاح الكنائس بما يؤكد ترسيخ المواطنة.
وأضاف إن كلمة الرئيس السيسي أمس في القداس أكدت معاني الوحدة الوطنية
باعتبار أن هذا هو الطريق الوحيد الذي يسعى أعداء مصر لاختراقها منه منذ عهد
الحروب الصليبية، موضحا أنه في ظل التحديات التي تواجه الوطن الآن فلابد من
التركيز على الورقة الرابحة الأساسية وهي تلاحم الشعب المصري ووحدته.
وأكد أن الرئيس طمأن الشعب المصري بأنه لا مجال للقلق، جاءت في وقت مهم في
ظل مخاوف المصريين مما يحدث في ليبيا والتهديدات التركية لأمنها ولأمن البحر
المتوسط كله، وكذلك ملف سد النهضة الذي هو أمر يقلق المصريين، موضحا أن الرئيس
طمأن الشعب المصري بأن الطريق إلى الحلول السياسية قائم وليس الحلول العسكرية.
وأشار إلى أن الرئيس أكد اتباع المسار السياسي وعدم الانجرار إلى أعمال
عسكرية، وهو أمر كان يثير قلق المصريين أيضا خلال الأيام الماضية.
التلاحم والتماسك لتخطي الصعاب
ومن جانبها، قالت مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن
الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بقداس عيد الميلاد المجيد بعث برسائل طمأنينة
لكل المصريين، مؤكدة أن السيسي حريص منذ توليه على إرسال رسائل لتدعيم الوحدة
الوطنية في المجتمع المصري وتأكيد ضرورة التلاحم والتماسك.
وأكدت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن السيسي أكد أهمية تلاحم
الشعب المصري والوقوف يد واحدة وأنه بذلك لا يمكن لأية قوة تهديدنا، مشيرة إلى أن
السيسي شدد على أن الحماية الأساسية لمصر هو تكاتف أبناء الشعب المصري في حب وطنهم
ووجه دعوة لكل المصريين بعدم القلق من أية مخاطر.
وأشارت إلى أن السيسي وحد المصريين جميعهم في عيد الميلاد المجيد وأعاد مصر
لأصالتها وتماسكها بعدما حاولت التيارات المتطرفة والمغالطة للدين طمس الهوية
المصرية، إلا أن المجتمع تصدى لها وتمسك بالهوية الوطنية، موضحة أن السيسي في
عملها لبناء مصر الحديثة يعيد بناء ثقافة المصريين لوحدتهم وتماسكهم.
وأوضحت أن كلمة الرئيس تطرقت لقلق المصريين من كافة التحديات الراهنة وأكد
السيسي أنه لا مجال للقلق، وأن مصر بجيشها وشرطتها ومؤسساتها القوية وشعبها قادرة
على تخطي أية صعوبات، مشيرة إلى أن السيسي بعث برسائل طمأنينة للشعب وأن القيادة
المصرية واعية وقادرة على الوصول لبر الأمان.
وأضافت إن استقبال المشاركين في قداس عيد الميلاد المجيد أمس بالكاتدرائية
للرئيس السيسي ومظاهر الحب والفرحة والهتافات المؤكدة لثقتهم فيه وفي قيادته هو رد
قوي ورسالة للداخل والخارج بأن الرئيس يحظى بحب وثقة كل المصريين.
لا مجال للقلق
فيما قال المستشار نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان،
إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس خلال قداس عيد الميلاد المجيد كانت قوية
وطمأنت المصريين على الأحوال في البلاد، ورسالة قوية أن قوة مصر في وحدتها
وتماسكها، مضيفا إن الرئيس أكد أن وحدة المصريين تصد أية محاولات لاختراق مصر
وأمنها.
وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الرسالة كان ينتظرها
المصريين جميعا في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة من تهديدات، موضحا أن
مصر بدأت تنهض وتشهد انفراجة قوية في النمو الاقتصادي، وجاءت كلمة الرئيس لتطمئن
المصريين في ظل مخاوفهم من التحديات الخارجية.
وأضاف إن السيسي أكد بشكل جازم أنه لا يمكن لأحد أن يجر البلاد إلى حروب أو
تهديدات في ظل تماسك المصريين، موضحا أن الرئيس يتفهم مخاوف المصريين وقلقهم في ظل
التهديدات التركية لأمن ليبيا والمتوسط بدءا من توقيعها لاتفاقية التعاون العسكري
مع حكومة السراج، وهو الأمر الذي أقلق المصريين بشأن تأثير ذلك على أمن حدودنا.
وأوضح أن مشاركة السيسي في قداس عيد الميلاد المجيد هو رسالة للعالم أجمع
بأنه رئيس لكل المصريين وأن مصر شعب واحد، مشيرا إلى أن السيسي يضرب المثل عاما
بعد عام بمشاركته في القداس وهي رسالة بأن المصريين على قلب رجل واحد وأنه لا يمكن
لأحد أن يمس الوحدة الوطنية للشعب المصري.