الجمعة 17 مايو 2024

مباحثات مصرية صينية في القاهرة اليوم.. وخبراء: زيارة وزير الخارجية الصيني تدعم مجالات التعاون والتفاهم بشأن قضايا المنطقة.. والعلاقات الثنائية متميزة ومواقف البلدين متطابقة

تحقيقات8-1-2020 | 17:48

أكد دبلوماسيون أن زيارة وزير الخارجية الصيني مصر تدعم مجالات التعاون والتفاهم بشأن قضايا المنطقة في ظل التوترات الراهنة، موضحين أن العلاقات بين مصر والصين متميزة وأن مواقفهما تجاه كافة القضايا شبه متطابقة وأن هناك حرصا من الحكومة الصينية على تشجيع استثماراتها في مصر لدعم التنمية.

وكانت مصر هي المحطة الأولى لوزير الخارجية الصيني وانج يي، وقال في تصريحات له اليوم بعد مباحثاته مع وزير الخارجية سامح شكري، إنه تشرف اليوم بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأن طريق الحرير رؤية 2030، ومكافحة الإرهاب، والتطرف، من أبرز القضايا التي تم مناقشتها خلال اللقاء.

وأكد وزير الخارجية الصيني أن الصين هي أكبر شريك تجاري لمصر، مثمنا التعاون بين مصر والصين في مختلف المجالات، موضحا أن بعض القوى الغربية بمحاربة الصين ونشر أكاذيب ضد بكين لإفساد علاقتها مع العالم الإسلامي وأن بلاده تقوم بإجراءات قانونية في محاربة الإرهاب.

وأوضح أن الصين تعمل على تعميق التعاون مع مصر فى ظل تصاعد الأحداث فى العالم، مؤكدا أن القاهرة وبكين بحاجة للعمل فى إطار مبادئ الأمم المتحدة والتمسك بالحوار لحل أية مشكلات، مشيرا إلى أن الحوار الاستراتيجي بين البلدين له أهمية كبيرة، وأنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة حكومية بين البلدين لتنسيق التعاون بينهما.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية، سامح شكري، إن زيارة وزير الخارجية الصينى لمصر فى بداية زياراته للمنطقة، لها دلالة هامة، وأن مصر تقدر مبادرة الوزير الصيني ببدء جولته السريعة بزيارة مصر، موضحا أن هناك إرادة سياسية قوية بين البلدين لاستمرار العمل المشترك والصداقة.

 

علاقات متميزة ومواقف متطابقة

وفي هذا السياق، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة وزير الخارجية الصيني مصر ومباحثاته اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري تأتي في إطار العلاقات الوثيقة بين البلدين، وفي ظل التطورات الخطيرة في المنطقة سواء في ليبيا والبحر المتوسط أو العراق والمواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.

 

 

 

وأكد هريدي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المواقف المصرية الصينية في كافة القضايا الهامة تكاد تكون متطابقة سواء في ليبيا أو الشرق الأوسط، مضيفا إن هناك تعاونا وثيقا بين مصر والصين في إطار منتدى الصين أفريقيا وكذلك مجالات مكافحة الإرهاب والتعاون التجاري والاقتصادي.

 

 

 

 

 

وأضاف إن العلاقات المصرية الصينية متميزة، وتعود إلى سنة 1955 فمصر كانت أول دولة عربية وإسلامية تعترف بالصين الشعبية، مؤكدا أن وزير الخارجية الصيني أكد سعي بلاده لتعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات واستمرار العمل المشترك وتعزيز الصداقة بين البلدين.

 

 

 

وأوضح أن الصين تواجه اتهامات بممارساتها سياسات تمييز ضد المسلمين، وهو ما رد عليه وزير الخارجية الصيني اليوم بأن هناك محاولات للإيقاع بين بلاده وبين العالم الإسلامي، موضحا أن مصر لا تشارك في توظيف الإسلام بتوجيه اتهامات لمواجهة الصين.

 

دعم مجالات التعاون والتفاهم

ومن جانبه، قال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة وزير الخارجية الصيني مصر جاءت في إطار جولته الأفريقية، حيث تعد مصر هي أولى محطات جولته، مضيفا إنها تضيف بعدا جديدا لتعميق العلاقات المصرية الصينية الوثيقة وتأكيد الصين على مواقف إيجابية ينبغي حسابها في البعدين الإسلامي والإقليمي العربي.

 

 

 

وأكد بدر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الصين غير غائبة عن مسرح التطورات في الشرق الأوسط بما في ذلك التطورات في ليبيا، مضيفا إن زيارة وزير الخارجية تشهد تفاهمات حول الموضوعات الجارية ودعما للاستثمار الصيني في مصر ومشاركة بكين في النهضة الصناعية والعمرانية التي تشهدها مصر.

 

 

 

 

 

وأشار إلى أن المباحثات يمكن أن تمتد لتناول آخر التطورات في ملف سد النهضة والمحادثات الجارية بشأنه في ظل الاجتماع الراهن في أديس أبابا، في ظل الاهتمام الصيني بهذا الملف.

 

 

 

وأوضح أن تبادل الزيارات بين مصر والصين يعزز العلاقات القائمة بين البلدين والتي تتأسس على خلفية تاريخية تقدرها الصين حيث كانت مصر أول دولة تعترف بالنظام الصيني الجديد، ثم على ما تدركه السياسة الصينية من قيمة العلاقات مع مصر من حيث تأثيرها في المحاور الإقليمية والعالمية فضلا عن دورها البارز داخل التجمع الإسلامي.

 

 

 

وأضاف إنه في الفترة الأخيرة تعرضت الصين إلى هجوم من أطراف دولية أهمها الولايات المتحدة اتصالا بأحداث هونج كونج التي تقرأها الصين على أساس أنها تدخل خارجي غير مقبول، وكان رد الفعل الأمريكي خاصة والغربي عموما هو الهجوم على الممارسات الصينية داخل الصين وداخل مناطق التجمع الإسلامي شمال الصين والتأكيد على أن المسلمين يتعرضون لاضطهاد ديني وعنصري.

 

 

دعم التنمية الاقتصادية

فيما قالت الدكتورة نادية حلمي، الخبيرة في الشئون السياسية الصينية، إن زيارة وزير الخارجية الصينى وانغ يى إلى القاهرة تأتي فى ظل التوترات التى تعانى منها المنطقة وتصاعد تصاعد التوترات الإقليمية، مضيفة إن الزيارة تكتسب أهمية لمحاولة إحلال السلام والاستقرار فى المنطقة من خلال الجهود الدبلوماسية الصينية لتخفيف التوترات.

وأوضحت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه على الجانب الاقتصادي والاستثماري، فهناك حرص من الحكومة الصينية على تشجيع الشركات للمشاركة فى المشروعات الوطنية والإستراتيجية بمصر لدعم تنميتها الاقتصادية، بما فيها محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، باعتبارهما مشروعين إستراتيجيين هامين.

وأكدت أنه منذ إعلان الرئيس الصيني شى جين بينغ عن مبادرة الحزام والطريق فى عام ٢٠١٣ فقد كانت مصر من أوائل الدول التي انضمت إليها وجذبت الشركات والاستثمارات الصينية إلى الداخل المصري، فقد استثمرت الشركات الصينية أكثر من 7 مليارات دولار فى مصر، وسجلت أكثر من 1560 شركة صينية فى القاهرة.

وأضافت إن ذلك خلق أكثر من 30 ألف فرصة عمل تشمل مجالات عديدة ومتنوعة فى مجالات البنية التحتية والإنشاءات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة ومجالات الفضاء والاستشعار عن بعد وغيرها، موضحة أن هناك تطابق تام بين مبادرة "الحزام والطريق" واتجاه مصر المستقبلي نحو توطين التكنولوجيا وجعل مصر مركزاً للإنتاج والتصدير إلى مختلف دول العالم.

وأكدت أن ذلك ما أعلنه الرئيس السيسى عند انعقاد قمة منتدى التعاون الصينى الأفريقى (فوكاك) فى سبتمبر ٢٠١٩، بأن مصر تتطلع لنقل وتوطين التكنولوجيا الصينية إلى القاهرة، موضحة أن وزير الخارجية الصيني يزور مصر و4  دول أفريقية أخرى خلال الفترة من 7 إلى 13 يناير.