السبت 25 مايو 2024

مرضى طوارئ القلب: نعاني من سوء المعاملة.. وجراح بالمعهد: تجاوزات بسيطة

13-4-2017 | 23:20

رغم افتتاح وزير الصحة لعدد من غرف عمليات القلب المفتوح والقسطرة بمعهد القلب القومي، إلا أن المعهد الكبير الذي يخدم أعدادًا ضخمة من مرضى القلب من مختلف الفئات العمرية لا يزال ينقصه الكثير، ولاسيما في العيادات الخارجية وبالتحديد في قسم الطوارئ، وهو ما دعا «الهلال اليوم»، للقيام بمعايشة كاملة في القسم من منتصف الليل وحتى صباحًا اليوم التالي، ورصد كل ما يدور بداخله من لحظة دخول المريض إلى قسم الطوارئ مرورًا بالفحوصات اللازمة، وحتى احتجازه في قسم من أقسام المعهد الداخلية، وقد شوهدت لحظات حرجة لبعض المرضى وذويهم، يحاصرها الخوف والقلق من مصير قلب يئن في انتظار الشفاء.

استقبال المرضى

بمجرد دخولك إلى بوابة الطوارئ بمعهد القلب؛ تجد الكراسي المتحركة لتحمل المرضى إلى داخل غرفة الطوارئ ليستقبلهم الممرضات والأطباء ليشخصوا الحالة المرضية، ويتم حجز تذكرة قيمتها 2 جنيه، يتم تدوين بها بيانات المريض للتعرف على هويته الشخصية في حال حدوث أي شيء.

الإجراءات المتخذة

تنقسم غرفة الطوارئ إلى طرقتين تشمل عدد من الأسرّة التي لا تكفي عدد المرضى المترددين على قسم الطوارئ، وهو ما يشكل عبئًا على المرضى والمعهد على حد سواء، وتكون النتيجة في بعض الأحيان تفاقم المرض أو انتكاسته وربما وفاة المريض، أما معاملة التمريض وأطباء النوباتجية للمرضى فهي متفاوتة من طبيب إلى آخر ومن ممرضة لأخرى، ولكن بمجرد تعامل الطبيب مع الحالة المرضية تسير الأمور بعض الشئ في طرق معقدة عندما يصطدم الجميع بنقص شديد في الأدوية وأقنعة الأكسجين وأجهزة الكانيولا، التي يتم وضع المحاليل من خلالها داخل الأوردة، ما يضطر البعض إلى شرائها من صيدليات خارجية، وهنا يفاجأ محدوي الدخل بعدم القدرة على شراء تلك الأدوية واحتياجات المريض.

معاناة المرضى

وبالنظر إلى بعض الحالات المرضية المترددة على قسم الطوارئ، تجد أوجه متعددة للمعاناة التي يلقونها بسبب الذبحة الصدرية تارة وأوجاع وضيق التنفس تارة أخرى، كما أن هناك حالات تأتي بمفردها دون رفيق من الأسرة مستغيثًا بمن حوله لإنقاذه في حالة من الحزن والكمد، وفي مشهد مؤثر يصعب تحمله.

ساحة الاستقبال

مشهد آخر بطله أهالي ومرافقيص المرضى الذين يجلسون داخل غرفة الاستقبال في حالة من القلق والتوتر ويسمح لهم الأطباء بين وقت وآخر للاطمئنان على ذويهم من المرضى، في انتظار تشخيص الأطباء وما يمكن اتخاذه اتجاه وضعهم الصحي في أجواء مشحونة بالقلق والتوتر والعصبية التي تبدر من أهالي المرضى.

نقص الأسرة بالطوارئ

يفيد أحد العاملين بالمعهد رفض ذكر اسمه، بوجود أزمة حقيقية داخل المعهد بسبب عدم كفاية الأّسرة التي تستقبل يوميًا عشرات الحالات الطارئة في قسم الاستقبال، وينتج عن ذلك تراجع فرص علاج وإنقاذ المريض من حالته المفاجئة المتدهورة فضلاً عن العبء النفسي الذي تخلفه نقس الأسرة تجاه أهل المريض، ويصبحون في حالة يرثى لها وشعورهم الدائم بأن المريض الذي يخصهم على حافة الهاوية.

سوء معاملة أمن بالمعهد

اشتكى البعض من معاملة بعض رجال الأمن بسبب أسلوب تعاملهم مع المرضى ومرافقيهم، حيث يقومون بالاعتداء عليهم بعض الأحيان وسبهم بألفاظ خارجة دون اكتراث إلى الحالة المرضية، حسب شهادات بعض المترددين على المعهد.

روى أحمد شاهين، من المترددين على المعهد، قيام أحد أفراد أمن المعهد ذات مرة بدفعه وطرده ومنعه من الدخول، وهو في حالة مرضية يرثى لها، دون وجود أي رادع من قبل المسؤولين داخل المعهد؛ ما أثار غضب الكثيريين من الأهالي داخل المعهد لاستقواء بعض رجال الأمن بوظيفتهم وتحرير محاضر تجاه أي شخص بالاعتداء عليه أثناء تأدية وظيفته، ويعتبر أغلب رجال الأمن تابعين لشركات حراسة خاصة وأغلبهم غير مؤهلين للتعامل مع المرضى ليشوهوا ويفسدوا المجهود المبذول داخل المعهد من قبل القائمين عليه من أطباء وممرضين، ويطالب البعض بضرورة الرقابة المفاجئة على رجال الأمن لضبط سلوكيتهم تجاه المواطنين.

تعقيب المسئولين

محاولات مواجهة مدير المعهد بحالة القصور في قسم الطوارئ تكررت أكثر من مرة دون جدوى، في حين وافق الدكتور محمد نصر، أستاذ جراحة القلب بمعهد القلب القومي، بالإدلاء برأيه والاعتراف بعدم توفر مضادات الأكسدة بشكل كاف لغلاء ثمنها، وأن أزمة الأدوية والمستلزمات الطبية تعاني منها كافة المستشفيات، لافتًا إلى أن هناك الكثير من العمليات التي تقام بالمعهد وتصل إلى 3 آلاف حالة، وأن المعهد مقيد ومحدود بمستهلكاته الطبية ولا يستطيع الوفاء بها طلية الوقت، لكن في الوقت نفسه تتوافر بعض المستلزمات الطبية مثل أقنعة الأكسجين.

ويضيف «نصر»، أن المعهد يحتاج إلى تبرعات كثيرة لتوفير المستلزمات الطبية المطلوبة، عن طريق شرائها من الخارج بأسعارها الرسمية علاوة على تحسين الخدمات وتيسير الأمور الطبية للمرضى بالمعهد.

وعن التصرفات المسيئة لبعض رجال الأمن بالمعهد، يقول أستاذ جراحة القلب، إن هناك ضغطًا كبيرًا من قبل المرضى حيث يقبل على المعهد أكثر من 2000 مريض يوميًا، ما يزيد الضغط على العاملين بالمعهد بما فيها الأمن ينتج عنها بعض التجاوزات البسيطة والتي يتم الحد منها بقدر الإمكان، مشيرًا إلى أن المعهد يقدم خدمات عالية المستوى للمرضى، وأن الفترة القادمة ستشهد تطورات عديدة بالمعهد ستحسن من جودة الخدمة والعلاج.

    الاكثر قراءة