تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث عقد اجتماعات لاستعراض الرؤية الاستراتيجية لوزارة التضامن الاجتماعي، والرؤية المستقبلية لوزارة التجارة والصناعة، والاستراتيجية المستقبلية لوزارة التعاون الدولي، والموقف التنفيذي لمشروعات وزارة النقل، وتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي، ومن المستشارة الألمانية، ومن رئيس المجلس السيادي في السودان، وأجرى اتصالا هاتفيا بالمستشار النمساوي، واستقبل رئيس المجلس الأوروبي، ورئيس الوزراء الإيطالي، وافتتح أكبر قاعدة عسكرية بمنطقة البحر الأحمر قاعدة برنيس، وشهد المرحلة الختامية للمناورة قادر "2020"، كما شهد فعاليات مهرجان شرم الشيخ التراثي الدولي.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع مع الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ونيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، تناول عرض الرؤية الاستراتيجية الشاملة لوزارة التضامن الاجتماعي وما تتضمنه من مشروعات وخطط في إطار برامج الحماية الاجتماعية.
ووجه الرئيس السيسي بأن تتأسس إستراتيجية عمل وزارة التضامن الاجتماعي على حوكمة الإجراءات وإنشاء قواعد بيانات دقيقة كأساس لتطوير الأداء واستدامته في هذا القطاع الحيوي، وذلك في إطار الميكنة العامة للدولة، الأمر الذي سينعكس نوعياً على مستوى تقديم الخدمات والأداء الحكومي، كما وجه في هذا الإطار بأهمية ضمان ثبات تدفق الموارد، ومن ثم استقرار الخدمات والارتقاء بها.
وفيما يتعلق بعملية صقل وتأهيل الكوادر البشرية؛ وجه الرئيس بإيلاء أهمية خاصة في هذا الصدد، لا سيما في ضوء اعتزام الحكومة الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
ووجه الرئيس كذلك بتوفير مزيد من الدعم والرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة، في إطار جهود الدولة لتعزيز المشاركة المجتمعية وتوفير أفضل الخدمات لهم، وزيادة الوعي بقضاياهم ومشاكلهم وحلها.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ونيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، حيث وجه الرئيس بالاستمرار في جهود النهوض بقطاع الصناعة في مصر بوصفه أحد أهم دعائم الاقتصاد القومي، وذلك مع التركيز على دعم والارتقاء بالصناعات التي تتمتع بها مصر بمزايا نسبية، فضلاً عن مواصلة تنفيذ خطط إنشاء المدن الصناعية المتكاملة بالنظر إلى ما توفره تلك المدن من فرص ومزايا في ضوء ما تشمله من دائرة صناعية متكاملة تضم الصناعات المغذية وتقديم التدريب الحرفي اللازم.
وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تم خلاله تبادل وجهات النظر بشأن آخر تطورات القضية الليبية، حيث جدد الرئيس السيسي تأكيد موقف مصر الثابت تجاه ضرورة وضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي، والتي تلقي بتداعياتها السلبية على مجمل القضية من كافة الجوانب وتقوض المساعي الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا.
وتم التوافق في هذا السياق على تكثيف الجهود المشتركة للتركيز على تسوية الأزمة من خلال إطار شامل يتضمن جميع عناصر القضية على نحو يدعم جهود مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، ويلبي طموحات الشعب الليبي ويفعل إرادته.
واستقبل الرئيس السيسي شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، في أول زيارة له لمصر عقب توليه مهام منصبه الجديد كرئيس للمجلس الأوروبي، وتناول اللقاء استعراض مختلف جوانب العلاقة المؤسسية بين مصر والاتحاد الأوروبي، سواء فيما يتعلق بأبعادها السياسية أو الاقتصادية والتنموية، حيث تم تأكيد الحرص على أهمية استمرار تعزيز التعاون والحوار المتبادل في هذا الخصوص لتدعيم علاقات الصداقة بينهما في ضوء المصالح والتحديات المشتركة.
وتطرق اللقاء إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية الهامة؛ لا سيما تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث تم التوافق بشأن أهمية تعظيم قنوات التشاور بين الجانبين في هذا الشأن، كما تلاقت الرؤى حول ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للقضية الليبية، بما يحافظ على المؤسسات الوطنية في ليبيا، ويصون سيادتها ووحدة أراضيها، ويحد من التدخلات الخارجية غير المشروعة، حتى يمكن استعادة الاستقرار بالمنطقة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها.
وتطرق ميشيل إلى آفاق التعاون الثلاثي مع مصر في مجالات التنمية وصون السلم والأمن بالقارة الأفريقية، خاصةً في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، حيث أشار الرئيس في هذا الصدد إلى فرص توثيق التعاون مع الاتحاد الأوروبي في أفريقيا، خاصةً في مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، معربا عن استعداد مصر بما تملكه من تجارب وخبرات للانخراط مع الاتحاد الأوروبي في تنفيذ مشروعات تنموية لتعزيز قدرات الدول الأفريقية.
وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تناول التباحث بشأن الوضع في ليبيا، حيث أطلعت المستشارة ميركل الرئيس السيسي على الجهود والاتصالات الألمانية الأخيرة ذات الصلة بالملف الليبي سعيا لبلورة مسار سياسي لتسوية القضية، وفِي هذا السياق تم تبادل وجهات النظر تجاه المستجدات الأخيرة على الساحة الليبية، وتداعياتها على ليبيا والمنطقة.
وقد تم التوافق في هذا الصدد على أن أي مسار لحل سياسي لإنهاء الأزمة الليبية يجب أن يتم صياغته في إطار شامل يتناول كافة جوانب القضية من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وكذلك تقويض التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي.
وأجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتز؛ حيث تقدم بالتهنئة لكورتز بمناسبة إعادة توليه منصب المستشار وتشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة في النمسا، متطلعا لتعميق وتعزيز علاقات الصداقة المصرية النمساوية، ومشيدا بما بلغته تلك العلاقات من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، وجه الرئيس خلاله بضمان الاستخدام الأمثل للتمويل الذي تقدمه المؤسسات الدولية لتعظيم الاستفادة في تحقيق التنمية الشاملة في مختلف القطاعات، وذلك من خلال إطار واضح وفعال لآلية الحصول على القروض التنموية، وبحث سبل الحصول على أفضل البدائل التمويلية من حيث الشروط والميزة التنافسية لمؤسسات التمويل وشركاء التنمية.
كما وجه الرئيس بإيلاء مزيد من الاهتمام لمكافحة الفقر وللمناطق الأكثر احتياجاً، والتوسع في دعم ريادة الأعمال والصناعات المتوسطة والصغيرة لدورها في توفير فرص العمل للشباب وفتح آفاق جديدة لهم، بالإضافة إلى التركيز على البرامج التي تهدف لمساعدة وتمكين المرأة، مع تعميق مشاركة القطاع الخاص في تلك الجهود التي تقوم بها الدولة، باعتباره من دعائم التنمية.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وكامل الوزير وزير النقل، تناول استعراض الموقف التنفيذي للمشروعات الحالية لوزارة النقل، وعلى رأسها مشروع تطوير شبكة السكك الحديدية، فضلاً عن المشروع القومي للطرق والمحاور، ومشروعات النقل الخاصة بربط العاصمة الإدارية الجديدة بمدن القاهرة الكبرى، بالإضافة إلى مشروعات مترو الأنفاق، ومشروعات تطوير الموانئ.
ووجه الرئيس باستمرار جهود تحديث منظومة النقل في مصر بشكل شامل وتعزيز قدرات هذا القطاع المحوري بصورة نوعية، باعتباره مكونا جوهريا للنهوض بالبنية الأساسية، خاصةً فيما يتعلق بتدريب وتأهيل الكوادر البشرية.
واستقبل الرئيس السيسي بقصر الاتحادية جوزيبي كونتي، رئيس وزراء إيطاليا، حيث ثمن العلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين، والاهتمام المتبادل بتطوير مجالات التعاون المشترك، مؤكداً الأهمية التي توليها مصر لتطوير تلك العلاقات في مختلف أبعادها المتنوعة خلال المرحلة المقبلة، فضلاً عن تعزيز التنسيق والتعاون الثنائي القائم بين البلدين للتصدي للعديد من التحديات الإقليمية في منطقة المتوسط.
وتناول اللقاء التباحث حول الأزمة الليبية، في ضوء قرب انعقاد مؤتمر برلين الخاص بليبيا، حيث تم التوافق حول تكثيف الجهود المشتركة لدعم مساعي التسوية السياسية للوصول إلى حل شامل للقضية، على نحو يعيد الاستقرار في ليبيا، ويدعم قدراتها ومؤسساتها الوطنية، ويحافظ على وحدة أراضيها وسيادتها، ويصون مواردها.
وافتتح الرئيس السيسي أكبر قاعدة عسكرية بمنطقة البحر الأحمر قاعدة برنيس، وشهد المرحلة الختامية للمناورة قادر "2020".
وتعد قاعدة برنيس العسكرية إنجازا جديدا يضاف إلى إنجازات القوات المسلحة المصرية والتي تم إنشاؤها في إطار إستراتيجية التطوير والتحديث الشامل للقوات المسلحة المصرية لتعلن جاهزيتها لكافة المهام التي توكل إليها على الإتجاه الإستراتيجي الجنوبي ، ولتعكس فلسفة القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة في بناء قواعد عسكرية تكون مرتكزا لانطلاق القوات المسلحة المصرية لتنفيذ أي مهام توكل إليها بنجاح.
وتم إنشاء قاعدة برنيس العسكرية في زمن قياسي خلال أشهر معدودة لتكون إحدى قلاع العسكرية المصرية على الإتجاه الإستراتيجي الجنوبي بقوة عسكرية ضاربة في البر والبحر والجو، ارتباطا بمختلف المتغيرات الإقليمية والدولية مما يعزز التصنيف العالمي للقوات المسلحة المصرية بين مختلف الجيوش العالمية.
وتقع القاعدة على ساحل البحر الأحمر بالقرب من الحدود الدولية الجنوبية شرق مدينة أسوان، وتبلغ مساحتها 150 ألف فدان وتضم قاعدة بحرية وقاعدة جوية ومستشفى عسكريا وعددا من الوحدات القتالية والإدارية وميادين للرماية والتدريب لجميع الأسلحة ، كما تضم القاعدة رصيفا تجاريا ومحطة استقبال ركاب وأرصفة متعددة الأغراض وأرصفة لتخزين البضائع العامة وأرصفة وساحات تخزين الحاويات، بالإضافة إلى مطار برنيس الدولي ومحطة لتحلية مياة البحر.
ويتمثل الهدف الإستراتيجي لإنشاء قاعدة برنيس العسكرية في حماية وتأمين السواحل المصرية الجنوبية وحماية الاستثمارات الاقتصادية والثروات الطبيعية ومواجهة التحديات الأمنية في نطاق البحر الأحمر فضلاً عن تأمين حركة الملاحة العالمية عبر محورالحركة من البحر الأحمر وحتى قناة السويس والمناطق الاقتصادية المرتبطة بها ، وذلك ضمن رؤية مصر المستقبلية 2030.
وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي في السودان، أكد الرئيس السيسي خلاله الروابط التاريخية الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل، مشيرا إلى متابعته الحثيثة لكافة التطورات على الساحة السودانية، ومؤكدًا الموقف المصري الإستراتيجي الثابت الداعم لأمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق.
وتناول الاتصال التباحث حول تطورات عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً مفاوضات سد النهضة والأزمة الليبية، حيث تم التوافق بين الجانبين حول استمرار التشاور المكثف والتنسيق المشترك في هذا السياق.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بحضوره والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي فعاليات مهرجان شرم الشيخ التراثي الدولي.
واستهلت الفعاليات بسباق الهجن على مضمار شرم الشيخ الدولي لسباق الهجن، كما تفقد الرئيس السيسي وضيفه الكريم المعرض التراثي والثقافي لأعمال وفنون الحرف اليدوية البدوية المتنوعة والذي يهدف الي تأصيل تراث البدو في مصر والحفاظ عليه وجعله منتجا سياحيا يتم ترويجه.