شهد محيط مجلس
النواب اللبناني في وسط العاصمة بيروت، اشتباكات عنيفة بالغة الحدة بين تجمعات من المتظاهرين
من جهة، وقوات مكافحة الشغب وشرطة مجلس النواب من جهة أخرى لتتحول ساحة النجمة حيث
مقر المجلس النيابي ومنطقة وسط بيروت التجاري بأكملها إلى ساحة واسعة للمواجهات والاشتباكات
والكر والفر.
وكانت مجموعات
كبيرة من الأشخاص من بينهم ملثمون قد بادروا عند حلول الساعة الرابعة من عصر اليوم
بتوقيت بيروت ، بالاشتباك مع القوى الأمنية المتمركزة عند حاجز المجلس النيابي من اتجاه
شارع بلدية بيروت حيث رشقوا القوات بجذوع الأشجار التي حطموها والحجارة والمفرقات النارية
وقنابل المولوتوف لترد القوى الأمنية باستخدام خراطيم مياه بقوة دفع كبيرة وذلك لحمل
المتظاهرين على التفرق.
ولم تفلح خراطيم
المياه المثبتة بالعربات التابعة لقوات مكافحة الشغب في تفرقة تجمعات المتظاهرين والذين
رشق المئات منهم القوى الأمنية بالحجارة، لتضطر قوات الأمن إلى إطلاق القنابل المسيلة
للدموع لإبعاد المتظاهرين.
واحتشد المتظاهرون
من اتجاه ساحة الشهداء وشارع بلدية بيروت وشارع فوش باتجاه الطريق البحري، ومنطقة وسط
بيروت التجاري، وعملوا على استفزاز القوى الأمنية برشقها بكميات هائلة من الحجارة والألواح
الزجاجية والعبوات والمفرقعات.
وردد المحتجون
هتافات مناهضة لوزيرة الداخلية ريا الحسن وعدد من رموز السلطة السياسية اللبنانية،
إلى جانب إشارات وعبارات نابية بالتوازي مع الرشق بالحجارة ومحاولة الاقتراب من الحاجز
الأمني لاقتحامه.
وكانت دعوات للتجمع
أمام مقر مجلس النواب في ساحة النجمة عند الساعة الخامسة من عصر اليوم، واتجاه مسيرات
احتجاجية للانضمام إلى التجمعات وذلك لإعلان الرفض لتشكيل الحكومة الجديدة وفق التوزيع
والمحاصصة الطائفية والسياسية بمعرفة القوى والتيارات والأحزاب والتأكيد على مطلب تشكيل
حكومة حيادية من الاختصاصيين (تكنوقراط) المستقلين عن القوى السياسية، غير أن المواجهات
اندلعت بصورة مفاجئة قبل الموعد المحدد للتجمع بساعة كاملة حيث لاتزال المواجهات مستمرة
بصورة بالغة الحدة بين المتظاهرين والقوى الأمنية.