الإثنين 24 يونيو 2024

السيسي يؤكد انفتاح أفريقيا للتعاون مع كافة الشركاء.. دبلوماسيون: كلمة الرئيس أمام قمة الاستثمار عرضت 4 أولويات للقارة وقدمت توصيات لمواجهة التحديات.. والقمة شراكة جديدة لأفريقيا

تحقيقات20-1-2020 | 17:37

أشاد دبلوماسيون بما طرحه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بقمة الاستثمار البريطانية الإفريقية، مؤكدين أن الكلمة ركزت على تعزيز الشراكات الدولية وأولويات الاتحاد الأفريقي، وهي أربعة قضايا أساسية وتوصيات لمواجهة هذه التحديات، موضحين أن القمة تفتح أبوابا جديدة للتعاون والاستثمار في القارة.


أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن قمة الاستثمار البريطانية الإفريقية تنعقد في ظل أوضاع دولية تتسم بالاضطراب وعدم الاستقرار وتزايد وتيرة الصراعات المسلحة، وانتشار ظاهرة الإرهاب وتداعياتها على القارتين الأفريقية والأوروبية، واستمرار استخدام منطق القوة في العلاقات الدولية.


وأوضح أن دول القارة الأفريقية تؤكد انفتاحها التام للتعاون مع كافة الشركاء، ومن بينهم بريطانيا، لا سيما فيما يتعلق بالمحاور الأربعة التالية ذات الأولوية لقارتنا، وهي أولاً: تكثيف تنفيذ المشروعات الرامية لتطوير البنية التحتية التي تسهم في تحقيق الاندماج القاري، وثانيا تفعيل كافة المراحل التنفيذية لاتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية بما يُسهم في تعزيز حركة التجارة البينية وزيادة تنافسية القارة على الصعيد الدولي.


وأشار إلى أن المحور الثالث هو الدور المهم للقطاع الخاص المحلى في تعزيز الجهود الوطنية للدول الأفريقية في تحقيق التنمية، ورابعاً: تمكين الشباب والمرأة بدول القارة، وتوفير فرص العمل، باعتبار ذلك ركيزة أساسية لتحقيق التنمية والاستقرار الاجتماعي.

 

أولويات أفريقيا

السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، قالت إن قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية تمثل شراكة جديدة تضاف للشراكات الأخرى بين الدول الأفريقية والدول المتقدمة، والتي تساعد على نقل الخبرات والتكنولوجيا وجذب الاستثمارات الجديدة كأهم الملفات التي تهم القارة في الوقت الحالي.

 

وأوضحت، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة اليوم ركزت على عدة قضايا كان من بينها جذب الاستثمارات في مجال البنية الأساسية والتحتية للقارة، وأهمية الاستثمار في هذا المجال للمساعدة في المشروعات ذات الأولوية للقارة الأفريقية ومن بينها طريق القاهرة كيب تاون.

 

وأشارت إلى أن الرئيس السيسي تناول خلال القمة أيضا القضايا ذات الأولوية لأفريقيا كتعزيز التنمية في مجال البنية التحتية وزيادة تمكين المرأة والشباب وتفعيل دور القطاع الخاص وشراكاته مع القطاع الخاص الدولي، موضحة أن السيسي لمس كل القضايا ذات الأولوية في أفريقيا والتي يركز عليها منذ توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي.

 

وأكدت أن السيسي تناول منطقة التجارة الحرة الأفريقية التي لم تفعل حتى الآن والحاجة لجهد حقيقي للبدء في تفعيلها، مضيفة إن هذه القمة ربما تكون الأخيرة قبل تسليم السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي لجنوب أفريقيا في بداية فبراير المقبل، وركزت على مجمل القضايا التي اهتمت بها فترة رئاسة مصر للاتحاد ومن بينها تعزيز الشراكات مع الدول المتقدمة.

 

وأضافت إن تعزيز تلك الشراكات يهدف لنقل الخبرات وبناء قدرات الدول الأفريقية ومن المهم فتح مجالات جديدة لها، موضحة أن القمة تناولت أيضا جانبا سياسيا وهو مناقشة قضايا السلم والأمن في القارة الأفريقية والتي من الممكن أن يكون هناك دورا فيها للدول الغربية كما حدث خلال مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية.

 

 أبواب جديدة للتعاون والاستثمار

وقال السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية تكتسب أهمية كبرى لتعزيز التعاون بين الجانبين، وتفتح أوجها للحوار والتعاون الأفريقي مع بريطانيا للاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة والخبرة الإنجليزية في الصناعة، مضيفا إن الاستثمار يتطلب عدة محددات تعمل القارة الأفريقية على توفيرها.

 

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أهم هذه المحددات توفير بنية تحتية ملائمة وظروف استثمارية وقوانين استثمار تفيد الجانبين، موضحا أن لقاء الطرفين البريطاني والأفريقي سيؤدي لبحث طويل لكيفية تعزيز الاستثمارات البريطانية في أفريقيا، في ظل اهتمام دول العالم بالاستثمار في القارة.

 

وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استعرض خلال كلمته في القمة هذه المحددات والمشروعات ذات الأولوية للقارة الأفريقية وعلى رأسها مشروعات البنية التحتية والربط بين دول القارة كطريق القاهرة كيب تاون، وكذلك تعزيز دور القطاع الخاص وتمكين الشباب والمرأة.

 

وأشار إلى أنه على الدول الأفريقية التفاهم مع المسئولين البريطانيين لكيفية دفع التعاون بين القارة، موضحا أن السيسي يقود هذه الجولة مع بريطانيا بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، استكمالا للفعاليات التي شارك فيها من قبل متحدثا باسم القارة، كمنتدى الصين أفريقيا وقمة التيكاد، ومنتدى سوتشي وغيرها من المحافل الدولية.

 

توصيات لمواجهة التحديات

ومن جانبه، قال الدكتور رمضان قرني، الخبير في الشئون الأفريقية، إن قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية هي الأولى من نوعها في العمل الأفريقي مع دولة بحجم بريطانيا وتمثل نقلة نوعية في علاقات الجانبين، مضيفا إن هناك رسالتين أرادت بريطانيا أن توجههما للقارة الأفريقية وهما، الأولى أن بريطانيا شريك استثمار المفضل لأفريقيا.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرسالة الثانية والتي أكدها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم في كلمته خلال القمة أن أفريقيا يمكنها إعادة الاستثمار البريطاني إلى مساره الصحيح، وهما رسالتين اتضحتا سواء قبيل القمة أو خلال كلمة جونسون اليوم، مضيفا إن جونسون أكد مجموعة من المحاور الرئيسية اليوم.

 

وأضاف إن أول هذه المحاور هي أن بريطانيا هي شريك اليوم والغد والمستقبل للقارة الأفريقية في مغازلة واضحة للقارة وتأكيد علاقات الجانبين، والرسالة الثانية هي أن أفريقيا من خلال لندن عاصمة المال العالمية ستكون في قلب العالم، حيث أكد جونسون ذلك بوضوح وأشار إلى أدوات القوى الناعمة في العلاقات البريطانية الأفريقية حيث أشار إلى التعليم والتكنولوجيا ودور رأس المال في إحداث نقلة نوعية في أفريقيا ضاربا العديد من الأمثلة سواء في بريطانيا أو أوغندا أو إثيوبيا والمشروع القاري القاهرة كيب تاون.

 

وأشار إلى أن هناك العديد من الدوافع لعقد بريطانيا هذه القمة في التوقيت الحالي، ومن بينها قرب خروجها من الاتحاد الأوروبي والبحث عن أسواق جديدة، وأفريقيا هي سوق كبيرة وواعدة، وكان هناك رغبة بريطانيا أن تكون أفريقيا هي بديل عن وجودها داخل الاتحاد الأوروبي، فضلا عن مشروعات أخرى كمشروعات الطاقة النظيفة بحديثها عن مشروعات تقدر ب،8 مليارات استرليني، والتي ستكون ذات أولوية كبرى، خاصة أن بريطانيا تحتل المرتبة الثالثة في عدد الشركات العاملة في أفريقيا بعد الولايات المتحدة وبعد فرنسا.

 

وأشار خبير الشئون الأفريقية إلى أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم شملت عدة محاور، الأول هي إشارته إلى أن التعاون الأفريقي البريطاني هو إضافة للعمل الدولي المساند لجهود التنمية في أفريقيا، مضيفا إن ذلك هو ما تأكد أكثر من مرة سواء في قمة التيكاد أو قمة الصين أفريقيا أو مجموعة السبع، بما يعكس النظرة المصرية إلى دور أفريقيا في العلاقات الدولية.

 

وأكد أن هناك رغبة مصرية في تفعيل موقع أفريقيا في العلاقات الدولية، كما أن الخطاب السياسي المصري اليوم وفي كل المحافل الدولية أكد 4 قضايا أساسية تطرحها مصر دائما أمام المجتمع الدولي، وهي البنية الأساسية وتفعيل منطقة التجارة الأفريقي ودور القطاع الخاص في التنمية وكذلك تمكين المرأة والشباب.

 

وتابع: إن مصر لم تكتف فقط بعرض قضايا القارة الأفريقية وإنما قدمت التوصيات المصرية أمام صانع القرار الدولي وخاصة فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الاستثمار، كضمانات الاستثمار وتعزيز المبادلات على أسس أكثر عدالة، مضيفا إن قمة بريطانيا تضاف إلى القمم الدولية التي شاركت فيها مصر بدءا من قمة "الفوكاك" الصينية والتيكاد ومنتدى سوتشي وغيرها لوضع أفريقيا على أجندة صانع القرار الدولي.