قال عبدالناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق بهيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، اليوم، إن أسرى القدس كانوا دوما في قلب الحدث، وساهموا في تطور الحركة، وشاركوا بفاعلية في المواجهات مع إدارة السجون، والإضرابات عن الطعام دفاعًا عن كرامة الفلسطيني الأسير ودفاعا عن حقوقهم.
وتابع في تصريح خاص لـ”الهلال اليوم”: الأسرى المقدسيين، كالقدس، هم في قلب الشعب الفلسطيني، ومكون أساسي من مكونات القضية الفلسطينية، ولا يزال يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي قرابة (650) أسيرًا من القدس، وأن (480) أسيرًا منهم يحملون الهوية الزرقاء، بينهم (75) طفلا، يشكلون 25% من إجمالي عدد الأطفال في سجون الاحتلال، و(22) أسيرة، والنائبان أحمد أبوعطوان ومحمد أبوطير، و(6) أسرى مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما بشكل متواصل.
ويعتبر الأسير سمير أبونعمة، المعتقل منذ أكثر من ثلاثين عامًا، عميد أسرى القدس وأقدمهم، هذا بالإضافة إلى (7) أسرى من القدس ممن تحرروا في صفقة "وفاء الأحرار" وأعيد اعتقالهم، وصعدت سلطات الاحتلال من استهدافها للمقدسيين منذ اندلاع "انتفاضة القدس" في أكتوبر 2015، وسُجل خلالها نحو 3669 حالة اعتقال في القدس، وهؤلاء يشكلون ما نسبته 31.8% من مجموع الاعتقالات منذ 2015.
وأضاف: سلطات الاحتلال اعتقلت خلال "انتفاضة القدس" (3195) طفلاً، نصفهم من القدس، إلا أن كافة الأحكام التي صدرت بحق الأطفال كانت مقرونة بغرامات مالية باهظة، بالإضافة إلى اعتقال (308) فتاة وامرأة، وأن 40% منهم مقدسيات، كما تم اعتقال عدداً من النواب المقدسيين، وهناك 78 قرارًا بالحبس المنزلي بحق الأطفال خلال 2016، بزيادة قدرها 30% عن 2015، وهي جزء من (350) قرارًا بالحبس المنزلي خلال الثلاث سنوات ونصف الأخيرة، غالبيتها كانت بحق المقدسيين، الأمر الذي حوّل المئات من بيوت المقدسيين إلى سجون، وجعل من الأهالي سجانين على أبنائهم الأطفال.
ودعا «فروانة» إلى ضرورة تقديم الدعم لأهل القدس لتعزيز صمودهم، وتوعية السكان هناك بمخاطر الاعتقال وسبل مواجهتها، وكذلك ضرورة رعاية المحررين ودعمهم وتوفير مستوى لائق من الحياة الكريمة لهم ولعائلاتهم، وتأهيل الأطفال ومساعدتهم على تجاوز آثار السجن والاندماج في المجتمع بعد خروجهم من السجن.